عم الدوحة استياء عارم امس، اثر الكشف عن احتجاز السلطات في مطار موسكو الاسبوع الماضي، رياضيين قطريين لدى توقفهما هناك في رحلة ترانزيت، في ما أعتبره مراقبون "فضيحة جديدة" للاجهزة الروسية بعد اعتقال الأمن القطري عميلين لها بتهمة إغتيال الرئيس الشيشاني السابق سليم خان ياندربايف بتفجير سيارته في الثالث عشر من الشهر الماضي. افادت معلومات في الدوحة امس، ان السلطات الروسية احتجزت مساء الخميس الماضي، وفداً رياضياً قطرياً كان يتكون من ثلاثة أشخاص لدى توقفه في مطار موسكو، قادماً من بيلاروس في طريقه الى صربيا للمشاركة في البطولة التأهيلية التي تقام هناك استعداداً لأولمبياد أثينا 2004. وكان الوفد يتكون من مدرب منتخب قطر للمصارعة وهو بيلاروسي، وقطريين هما: رئيس البعثة 28 عاماً وهو مدرس رياضة في وزارة التربية والتعليم وعضو أيضاً في مجلس إدارة الإتحاد القطري للمصارعة، إضافة الى لاعب 26 عاماًً يحمل الجنسية القطرية وهو من المقيمين من اصل غير قطري. وقامت السلطات في مطار موسكو بتفتيش الوفد أكثر من مرة، لدى محاولته الانتقال من طائرة اقلته من بيلاروس الى أخرى تقله الى صربيا. وفي النهاية، تم إحتجاز القطريين واطلاق المدرب البيلاروسي، في خطوة عكست "تحرشاً" واضحاً بالقطريين. استياء عارم وفي انتظار تلقي وزارة الخارجية القطرية توضيحات رسمية من روسيا اليوم الاثنين، تصدر اعتقال الرياضيين اهتمام الصحف القطرية ومتابعي الشؤون الرياضية الخليجية الذين أصابتهم "الدهشة"، فيما رأى محللون انها "محاولة مكشوفة للمساومة" من أجل عملية "تبادل" للمحتجزين من الجانبين. وكانت وكالة انباء "انترفاكس" الروسية اذاعت مساء السبت، إن القطريين اعتقلا "لصلتهما بتنظيمات مسلحة تعمل في الأراضي الروسية". وفهم ذلك على أنه إشارة الى المقاتلين الشيشان، لكن بيان الخارجية القطري دحض الرواية الروسية. وعلمت "الحياة" من مصدر مطلع أن اللجنة الأولمبية القطرية تعد لتحرك دولي لإثارة قضية الرياضيين. ويتوقع أن تخاطب الإتحاد الدولي للمصارعة في هذا الشأن. ويذكر أن رياضيي اتحاد المصارعة القطري درجوا على إقامة معسكرات تدريب في بيلاروس. وكان المحتجزان ومدربهم الذي أطلق سراحه في معسكر تدريبي هناك على المصارعة الرومانية. ولم يكن هذا المعسكر هو الأول من نوعه. ووصفت صحيفة "الراية" القطرية التصرف الروسي ب"العمل الصبياني". واعتبرته صحيفة "الشرق" عملية "قرصنة"، تشير بحسب رئيس تحريرها عبد اللطيف آل محمود الى ان "السلطات الروسية تفقد صوابها وتقوم بحركة غير مسبوقة تمثلت في القبض على المواطنيين القطريين على طريقة قطاع الطرق". وتحدث الكاتب القريب من الدوائر الرسمية عن "تخبط القيادة الروسية" التي "أساءت تقدير كفاءة وقدرة أجهزة الأمن القطرية في الكشف عن ملابسات التفجير والقبض على الجناة". وانتقدت الصحيفة "ديبلوماسية الغاب" الروسية. وتساءلت عما إذا كان هناك صراع داخلي في روسيا، وهل ما حدث هو محاولة للحؤول دون مثول المتهمين الروسيين أمام محكمة علنية. وخلصت الى أنه "من المؤكد أن الجهة التي نفذت القرصنة على المواطنيين القطريين، ليست هي الجهة التي قررت ارسال وفد من المحامين الى قطر للدفاع عن المتهمين باغتيال ياندربايف".