دخلت العلاقات الروسية - القطرية في أزمة كانت متوقعة منذ اغتيال الرئيس الشيشاني السابق سليم خان ياندربايف بتفجير سيارته في الدوحة في 13 الشهر الجاري، اذ احال الادعاء القطري الى المحاكمة روسيين ووجه اليهما تهمة ارتكاب الجريمة امس. وفي المقابل، حملت موسكو على الدوحة بعنف، مشيرة الى ان المتهمين اقتيدا من السفارة الروسية "بقوة السلاح". راجع ص 8 واستدعى امس وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف السفير القطري في موسكو سعد الكبيسي وسلمه رسالة احتجاج شديدة اللهجة على اعتقال الروسيين. ولوحظ ان موسكو التي كانت نفت تورطها في الحادث، اعترفت في الرسالة التي نشرت في موقع وزارة الخارجية على الانترنت، بأن المعتقلين تابعان للأجهزة الخاصة الروسية. واوضح ايفانوف في اطار احتجاجه ان المعتقلين كانا اوفدا الى السفارة الروسية في قطر في "مهمة عمل تنحصر في اطار معلوماتي - تحليلي يتعلق بالحرب على الارهاب". وأكد ان العميلين دخلا الاراضي القطرية في شكل قانوني و"قاما بتحركات لا تخرج عن نطاق جهود التحالف الدولي المناهض للارهاب، الموجهة نحو كشف مصادر قنوات تمويل الارهاب وتحديد آليات وصولها الى المنظمات الارهابية". واتهم الوزير الروسي القيادة القطرية بأنها "لم تكتف بعدم التزام تعهداتها الدولية في مكافحة الارهاب، بل عمدت الى حماية ياندربايف وتوفير غطاء واسع له لاقامة الاتصالات وجمع الاموال لدعم النشاط الارهابي". وفي الدوحة، نقل المتهمان وسط اجراءات امنية شديدة امس، الى قاعة المحكمة الجنائية الكبرى مدنية حيث استمع قاض الى اقوالهما، في مؤشر الى ان النيابة العامة القطرية وجدت من خلال التحقيق مع المتهمين ما يستدعي توجيه التهمة اليهما، ووضعت يدها على خيوط القضية. ولوحظ أن قوات الأمن الخاصة القطرية انتشرت أمام مبنى "المحاكم العدلية" وداخله عندما كان القاضي يستمع الى المتهمين. ويعتقد أن المحاكمة ستكون علنية عندما تعقد المحكمة المدنية جلسات مقبلة، علماً بأنه لا توجد في قطر محاكم عسكرية. ودحضت التصريحات الروسية اشاعات مفادها ان قطر طلبت من دبي تسليمها المشتبه بهما في اغتيال ياندربايف، اذ اشار ايفانوف الى اعتقال المتهمين في سفارة بلاده في الدوحة ومعهما روسي ثالث، ما لبث ان اطلق بعدما تبين انه يحمل جواز سفر ديبلوماسياً.