قبل 1500 عام جاءت المرأة هنا، وبارت الخنساء في شخصيتها الشاعرة فحول الشعراء العرب، حين عرضت قصيدتها على النابغة الذبياني، ورثت أخاها صخراً بين يديه، فتأثر أشدّ التأثر، وعندما جاءه حسّان قال له: لولا أن الخنساء مرّت بي اليوم لقلت إنك أشعر من في السوق»! اليوم تبحث السوق عن «نابغتها» هنا، ليرى هذه المرأة التي تقمصت صورة الخنساء القديمة، بملابسها التراثية، ونافست الرجل القارئ هذه المرّة وليس الرجل الشاعر، ليقول لأي مثقف يمر من هنا: «لولا أن الخنساء مرت بي اليوم لقلت إنك أنت القارئ الأفضل في عكاظ». خنساء الأمس قدّمت خمسة من أبنائها فداء للرسالة الحضارية الكبرى، واليوم تقدّم هذه الخنساء لأبناء هذه البلاد شعلة القراءة والثقافة. الأمر الجديد الحتمي هو أن هذا اليوم يوم الخنساء، فهل غيّبتك القرون يا «نابغة»؟!