تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بعد غد سوق عكاظ في دورته السادسة لهذا العام، ويتوج خلال حفل الافتتاح الفائزين والفائزات بمسابقات السوق في حفل يشهده مقر السوق في الطائف. حفل افتتاح السوق ينطلق بعرض درامي شعري يحمل عنوان (العكاظيون الجدد) وهو من إعداد الدكتور صالح المحمود وسيناريو مسرحي مسفر الموسى وإخراج فطيس بقنة، حيث يتم تجسيد هذا العرض على مسرح مقسم إلى أربعة أجزاء متباينة في المستويات، بحيث يتم الانتقال بين المشاهد من خلال أسلوب توزيع الإضاءة على المسرح بين المشاهد وليس على طريقة الدخول والخروج من المسرح. وتتكون أجزاء المسرح من المسرح الأمامي ذو المستوى المنخفض، والمسرح الخلفي وهو الأعلى مستوى والذي تقام عليه خيمة النابغة الذبياني ويتجمع الناس حولها في سوق عكاظ، بينما الجزأين المتبقيين فيقعان على جانبي المسرح بشكل طولي ويقف عليهما العارضون. «عكاظ» حصلت على نص العرض الذي يقدم في الافتتاح المكون من الحوار والسيناريو كاملا كما يقدم في الحفل: المشهد الأول (المسرح الخلفي): خيمة النابغة المنصوبة في قلب سوق عكاظ .. مع خلفية السوق والمتسوقين .. أمام الخيمة يتجمهر مجموعة من الشعراء وكلهم أمل أن يجيزهم النابغة. الحوار: جماعة من الشعراء يتناشدون الشعر. - شاعر: سأنشد النابغة قصيدة، سيدهش منها، وسيجعلني أشعر من في عكاظ. - شاعر آخر: أسمعنا شيئا منها. - حسنا. سرى ليلا خيال من سليمى ***** فأرقني وأصحابي هجود فبت أدير أمري كل حالٍ ***** وأرقب أهلها وهم بعيد على أن قد سما طرفي لنار ***** يشب لها بذي الأرطى وقود - يقاطعه شاعر آخر: أحسنت .. لكني والله أشعر منك .. اسمع قصيدتي: ألم تسأل الأطلال والمتربعا ***** ببطن حلياتٍ دوارس بلقعا فيبخلن أو يخبرن بالعلم بعدما ***** نكأن فؤادا كان قدما مفجعا بهند وأتراب لهند إذ الهوى ***** جميع وإذ لم نخش أن يتصدعا وإذ نحن مثل الماء كان مزاجه ***** كما صفق الساقي الرحيق المشعشعا وإذ لا نطيع العاذلين ولا نرى ***** لواش لدينا يطلب الصرم موضعا - يقاطعه رجل ثالث: لله أنتما .. والله إن لكما في الشعر لصولات وجولات .. لكن أبا بصير الأعشى سينشد في عكاظ .. ووالله لن يجيز النابغة سواه. تختلط أصوات الشعراء المتجمهرين أمام خيمة النابغة .. يا نابغة .. يا ابن ذبيان أجزني .. اسمع هذه الأبيات. يخرج النابغة من خيمته متوكأ عصاه .. الشعراء ينظرون إليه .. يقف أمامهم .. واضعا يداه على العصا .. ينظر إليهم من اليمين إلى اليسار - الحوار: - النابغة: هل بينكم أبو بصير ؟ يخرج الأعشى من بين الصفوف .. تبدو عليه ملامح الكفيف .. يقف أمام الصف ويحرك عصاه ليفسح له المكان. - الحوار: - الأعشى: أنا هنا يا ابن ذبيان. - النابغة: هات ما عندك يا أعشى .. فليس في السوق من هو أشعر منك. - الأعشى: لعمري لقد لاحت عيون كثيرة ** إلى ضوء نار في يفاع تحرق. يتحرك النابغة متكأ على عصاه بحركة سريعة .. يلف على الجموع .. فيما الأعشى يسترسل في قصيدته: تشب لمقرورين يصطليانها ***** وبات على النار الندى والمحلق يداك يدا صدق فكف مفيدة******* وأخرى إذا ما ضن بالزاد تنفق ترى الجود يجري ظاهرا فوق وجهه ***** كما زان متن الهندواني رونق بينما النابغة يكمل لفته على الشعراء .. يتجه أيضا نحو الأعشى ويشير إليه بعصاه. - الحوار: - النابغة: اذهب يا أبا بصير .. اذهب فأنت أشعر من في السوق. تبدو علامات النشوة والرضا على محيا الأعشى .. ويمشي متبخترا. المشهد الثاني (المسرح الأمامي): رجل شكله غير مألوف (يمثل الزمن الحاضر) .. تبدو عليه علامات الضياع .. يقترب من مجموعة تتناشد الشعر ويظل مستمعا: تعيرنا أنا قليل عديدنا ***** فقلت لها إن الكرام قليل وما قل من كانت بقاياه مثلنا ***** شباب تسامى للعلى وكهول وما ضرنا أنا قليل وجارنا ***** عزيز وجار الأكثرين ذليل - الحوار: - شخصية (الزمن الحاضر): لله أنت ما أجمل شعرك ؟ - شخصية (الزمن الماضي): ومن أنت أيها الغريب ؟ - شخصية (الزمن الحاضر): أنا ؟ أنا عابر سبيل أدهشه شعرك فوقف مستمعا ومستمتعا. تلف شخصية الزمن الماضي حول الرجل .. فيما الرجل يتتبع حركتها بعينيه. - شخصية (الزمن الماضي): من أين أتيت ؟ - شخصية (الزمن الحاضر): من جزائر اللؤلؤ .. ومن حدائق الغروب البعيدة. - شخصية (الزمن الماضي): ماذا تريد ؟ - شخصية (الزمن الحاضر): أنشد قبة النابغة .. عله يجيز قصيدي. - شخصية (الزمن الماضي) بتعجب وهو يشير بإصبعه: أنت!. - شخصية (الزمن الحاضر): نعم أنا. - شخصية (الزمن الماضي) وهو يضحك: هناك. هناك في أعلى السوق. المشهد الثالث (المسرح الخلفي): النابغة الذبياني أمام خيمته .. يجيز هذا .. ويرد ذاك .. ثم يلتفت إلى صوت قادما إليه فيسكت من كان يسمعه شعره. - الحوار: - أحد شعراء الجاهلية ينشد شعرا: بلوت الناس قرنا بعد قرن ***** فلم أر غير كذاب وقالي وذقت مرارة الأشياء جمعا ***** فما طعم أمر من السؤال ولم أر في الخطوب أشد هولا ***** وأصعب من معاداة الرجال - يقاطعه شخصية الزمن الحاضر: شخصية (الزمن الحاضر): يا نابغة ابن ذبيان .. يا نابغة ابن ذبيان. النابغة يرفع يده أمام شاعر الجاهلية معبرا له بطلب السكوت. - النابغة: ما هذا الصوت ؟ - شخصية (الزمن الحاضر) يقترب: يا نابغة ابن ذبيان أتيت أنشدك فأجزني. النابغة الذبياني يتقدم خطوتين تجاه شخصية الزمن الحاضر. - الحوار: - النابغة: ومن أنت ؟ - شخصية (الزمن الحاضر): شاعر من هذه الأرض التي أنجبتك وأنجبت العظماء أمثالك. النابغة: أأنت طرفة بن العبد ؟ - شخصية (الزمن الحاضر): لا.. النابغة يلف حول شخصية الزمن الحاضر، ثم يضع يده على كتفه وفي الخلف حشود الشعراء يشدهم الحوار. - النابغة: أأنت زهير بن أبي سلمى ؟ - شخصية (الزمن الحاضر): لا.. يستدير النابغة إلى الخلف ويتجه نحو الشعراء الذين تركهم .. ثم يوجه نظره مرة أخرى صوب شاعر (الزمن الحاضر) ويشير إليه بسبابته - النابغة: أنت إذن علقمة الفحل. - شخصية الزمن الحاضر: لا.. يتجه النابغة مسرعا ومتوكأ عصاه تجاه شخصية الزمن الحاضر. - النابغة: فلا تنشدني إذن، فليس في هذه الأرض أشعر من هؤلاء. شخصية الزمن الحاضر يقترب مسرعا نحو النابغة مرة أخرى. - شخصية (الزمن الحاضر): لا ضير إن استمعت إلي يا أبا أمامة. النابغة يبتسم متعجبا من إلحاح شخصية الزمن الحاضر. - النابغة: لا ضير .. لا ضير .. هات ما عندك. تتجول شخصية الزمن الحاضر أمام النابغة وأمام حشود الشعراء. - الحوار: شخصية (الزمن الحاضر) يلقي: أتفهمين إذا قالوا غدا ذهبا ***** أتفهمين إذا قالوا اختفى / هربا بلا وداع / بلا همس / بلا قبل ***** انسل يحتضن الإعصار والسحبا مضى وما قال في عينيك قافية ***** وخلف الكأس تبكي الصيف والعنبا بنت الربى الخضر أخت الفجر ملهمتي ***** تدرين بعدك خضت اليأس والنصبا ما سرت من ظمئي إلا إلى قلقي ***** كأن كل حنان الأرض قد نضبا ملء الجموع وجوه لست أعرفها ***** وفي الوجوه عيون تتقن الكذبا أود أن أتحدى الزيف ثانية ***** فأفضح الجرح والإخفاق والسغبا أقول إني أخو حزن / أخو ألم ***** يود لو عاد طفلا ضج وانتحبا لو أسلم الرأس صدرا لا يضيق به ***** وراح يشكو إليه السقم والتعبا وكنت أمس بقربي نخلة نثرت ***** على هجير حياتي الظل والرطبا المشهد الرابع (المسرح الخلفي): النابغة وشخصية الزمن الحاضر يجلسان على الصخور .. ويلتحق بهما الأعشى والشخصية تكمل الشعر والنابغة والأعشى ينصتان بإعجاب لما يقوله. - الحوار: شخصية (الزمن الحاضر): وكنت شلال حب ما شكوت ظمى ***** إلا أطل على دنياي وانسكبا وكنت.. هل أبعث الذكرى فتلعنني ***** أواه ما أعنف الماضي إذا غضبا لا تسألي لم ودعت المنى ومضى ***** يومي إلى غده المجهول مكتئبا لعلني خفت من حب يطوقني ***** حنانه.. كلما ناشدته وهبا من فتنة كلما نادمتها هطلت ***** علي شوقا وعطرا مسكرا وصبا خفت الينابيع والرمضاء تقتلني ***** وقلت: قد يدمن الينبوع من شربا المشهد الخامس (المسرح الخلفي): شخصية الزمن الحاضر تواجه الجمهور .. من خلفها النابغة .. ومن خلفهما حشود الشعراء والسوق ويكمل الإلقاء: بنت الربى الخضر أخت الفجر ملهمتي ***** حطمت ذل قيودي عدت منتصبا رجعت فاستقبليني جبهة شمخت ***** على الغبار وقلبا بالهوى اصطخبا هاتي يديك سنمشي في الدروب معا ***** نواجه الناس والأيام والنوبا - صوت الحشود: يهللون بالإعجاب .. النابغة الذبياني يتجول أمام صفوف الحشود، ويتمتم بالبيت: هاتي يديك سنمشي في الدروب معا ***** نواجه الناس والأيام والنوبا النابغة يسير نحو شخصية الزمن الحاضر .. النابغة: أسمعت يا أبا بصير ؟ الأعشى: استمعت يا أبا أمامة .. وربك إنه لشاعر فحل النابغة: بربك من أنت أيها الغريب ؟ وما هذا السحر الذي هطل من قلبك ولسانك ؟ - وأي راحلة أتت بك إلى نادينا ؟ - الأعشى (يتمتم): اللغة لغتنا .. والحروف حروفنا .. والصوت صوتنا .. والشعر شعرنا .. لكننا لا نقوى على مثله .. - النابغة: زدني أيها المجهول شيئا كهذا .. - سمعا وطاعة يا أبا أمامة .. سأسمعك (حديقة الغروب): شخصية الزمن الحاضر يعتلي إحدى الصخور في خلفية المسرح ثم ينشد على الحشود: - شخصية الزمن الحاضر: خمس وستون .. في أجفان إعصار ** أما سئمت ارتحالا أيها الساري ؟ أما مللت من الأسفار .. ما هدأت ** إلا وألقتك في وعثاء أسفار ؟ أما تعبت من الأعداء .. ما برحوا ** يحاورونك بالكبريت والنار والصحب أين رفاق العمر ؟ هل بقيت ** سوى ثمالة أيامٍ .. وتذكار بلى ! اكتفيت .. وأضناني السرى وشكا ***** قلبي العناء ولكن تلك أقداري أيا رفيقة دربي .. لو لدي سوى ***** عمري لقلت: فدى عينيك أعماري أحببتني .. وشبابي في فتوته ***** وما تغيرت .. والأوجاع سماري منحتني من كنوز الحب أنفسه ***** وكنت لولا نداك الجائع العاري ماذا أقول ؟ وددت البحر قافيتي ***** والغيم محبرتي.. والأفق أشعاري إن ساءلوك فقولي: كان يعشقني ***** بكل ما فيه من عنفٍ.. وإصرار وكان يأوي إلى قلبي .. ويسكنه ***** وكان يحمل في أضلاعه داري وإن مضيت.. فقولي: لم يكن بطلا ***** لكنه لم يقبل جبهة العار وأنت.. يا بنت فجر في تنفسه ***** ما في الأنوثة.. من سحرٍوأسرار ماذا تريدين مني ؟ إنني شبح ***** يهيم ما بين أغلالٍ وأسوار هذي حديقة عمري في الغروب.. كما ***** رأيت... مرعى خريفٍ جائع ضار الطير هاجر.. والأغصان شاحبة ***** والورد أطرق يبكي عهد آذار لا تتبعيني دعيني.. واقرئي كتبي ***** فبين أوراقها تلقاك أخباري وإن مضيت.. فقولي: لم يكن بطلا ***** وكان يمزج أطوارا بأطوار ويا بلادا نذرت العمر.. زهرته ***** لعزها.. دمت.. إني حان إبحاري تركت بين رمال البيد أغنيتي ***** وعند شاطئك المسحور أسماري إن ساءلوك فقولي: لم أبع قلمي ***** ولم أدنس بسوق الزيف أفكاري وإن مضيت.. فقولي: لم يكن بطلا ***** وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري المشهد السادس (المسرح الخلفي): شخصية الزمن الحديث تنزل من الصخرة وتمضي ثم تكمل الإنشاد - الحوار: شخصية الزمن الحاضر: يا عالم الغيب ذنبي أنت تعرفه ***** وأنت تعلم إعلاني.. وإسراري وأنت أدرى بإيمانٍ مننت به ***** علي.. ما خدشته كل أوزاري أحببت لقياك.. حسن الظن يشفع لي ***** أيرتجى العفو إلا عند غفار. يتقدم النابغة والأعشى أمام الحشود ثم يتوكأ كل واحد منهما على عصاه ويقفان .. يكرر النابغة بيتا ويكرر الأعشى البيت الآخر: - النابغة: ويا بلادا نذرت العمر.. زهرته ***** لعزها.. دمت.. إني حان إبحاري - الأعشى: تركت بين رمال البيد أغنيتي ***** وعند شاطئك المسحور أسماري يتجه النابغة نحو شخصية الزمن الحاضر. - النابغة: لله أنت .. ما أشعرك .. قل لي بربك من أنت ؟ ومن أين أتيت ؟ وكيف أتيت ؟ تتجه شخصية الزمن الحاضر نحو المسرح الأمامي والنابغة والأعشى يتبعونها. - شخصية الزمن الحاضر: أنا شاعر من هذه الأرض الولادة بالمبدعين .. شاعر نذر نفسه وشعره لوطنه .. شاعر ناضل بالحرف والفكر لتكون هذه الأرض سيدة البيد .. ولتكون هذه البيداء سيدة الأرض. تصل شخصية الزمن الحاضر والنابغة إلى المسرح الأمامي. المشهد السابع (المسرح الأمامي): بعد أن يصلا إلى المسرح الأمامي تلتفت شخصية الزمن الحاضر نحو النابغة والأعشى.. ثم نحو السوق. - الحوار: - شخصية الزمن الحاضر: أنا حفيدك يا نابغة .. حفيدك يا أعشى حفيد هذه السوق .. أنا ابن هذه الأرض الولادة .. ابن هذه الأرض التي ما تفتؤ تنجب المبدعين .. أنا ابن عكاظ .. هنا تخلقت ذاكرتي .. وهنا استسقيت مطر الشعر فأمطرني ودقا مجللا نافعا غير ضار .. أنا غازي القصيبي - النابغة: غازي القصيبي !! لم أسمع بك قبل هذه المرة أيها القصيبي. - الأعشى: وأنا كذلك لم أسمع بك من قبل، أعرف شعراء السوق شاعرا شاعرا لم أسمع بينهم بغازي القصيبي .. من أي القرون أنت يا رجل ؟ - القصيبي: جئتكم من ذاكرة عمرها جاوز ألفا وأربعمئة سنة، تغير فيها كل شيء .. كل شيء يا نابغة .. كل شيء يا أبا بصير سوى شيء واحد ظل ثابتا لم يتغير. - النابغة والأعشى بصوت واحد: وما ذاك ؟ - القصيبي: انتماؤنا إلى هذا التاريخ، انتماؤنا إلى هذه الأرض انتماؤنا إلى هذا التراث .. انتماؤنا إلى هذا الإبداع، انتماؤنا إلى الشعر الذي ورثناه منكم ومن صحبكم. - النابغة: كل هذه القرون وما زلتم تحتفون بالشعر وتطربون له ؟ - الأعشى: وهنا ؟ في عكاظ نفسه ؟ - القصيبي: نعم يا نابغة .. نعم يا أعشى. يتجه القصيبي إلى الأمام ثم يقول: نحن أبناء هذه الصحراء .. أبناء وطن ساد الأرض بدينه وانتمائه لتاريخه وتراثه .. أبناء رجل زرع فينا حب الخير .. وعلمنا دروس الرجولة والشهامة .. وغرس في قلوبنا شغفا بهذه الأرض وبما فيها من تاريخ وتراث .. رجل جعلنا في سويداء قلبه فلم نرتضي له سوى سويداء قلوبنا. تظهر صورة كبيرة للملك عبدالله. يلحق النابغة بالقصيبي .. ثم ينظر إلى الجمهور. يتناول النابغة راية الشعر ثم يسلمها للقصيبي. - النابغة: خذها أيها القصيبي، هذه راية عكاظ، أنتم بها أحق وأولى .. فأنتم من حافظ على تاريخه واحترم تراثه. قم سلم الراية إلى هذا الرجل الشهم هناك.. وليسلمها هو إلى قائد هذه الأرض التي أنجبتك وأنجبت العظماء ،وأنشدهم قولي: لهم شيمة لم يعطها الله غيرهم ** من الجود والأحلام غير عوازب محلتهم ذات الإله ودينهم ***** قويم فما يرجون غير العواقب يتجه الشاعران إلى الأمير خالد الفيصل ويسلمانه راية الشعر وحين عودتهما إلى المسرح تبدأ القصيدة المغناة، وهي: رفاق الطريق يا رفاق الطريق أمضي وقلبي طائر هده الفراق و راعا أمسه .. أين أمسه ؟ كيف ولى ؟ عشه .. أين عشه ؟ كيف ضاعا ؟ لا تقولوا علام يرحل عنكم المقادير أومأت فأطاعا ها هنا.. قد تركت خفقة روحي وهنا .. قد تركت قلبي مشاعا وهنا .. كان لي شباب وعمر عبرت أمسياته بي سراعا ينبض الأمس في الزوايا فأحياه حنينا .. وفرحة .. والتياعا وهنا .. تقطر الحياة نضالا في دروب العلا .. وتندى صراعا وهنا .. يصنع الشباب رؤى المجد طموحا .. ووثبة .. واندفاعا