تميل أصوات دول أميركا اللاتينية في معظمها إلى المرشح الديموقراطي جون كيري، بحسب ما أظهرت استطلاعات شملت تلك الدول التي يراود غالبية سكانها الحلم الأميركي، ويجاهد المهاجرون المتحدرون منها لشرعنة بقائهم في الولاياتالمتحدة. ففي المكسيك المحاذية، استقطب كيري 60 في المئة من التأييد في مقابل 18 في المئة للرئيس جورج بوش. وفي استطلاع أجراه المركز الأميركي - البوليفي في كوتشابامبا، حصل كيري على 69.23 في المئة من الأصوات في مقابل 30,77 في المئة لبوش. وبالتزامن مع ذلك، جابت تشيلي تظاهرات احتجاجاً على مشاركة بوش في قمة أوبك من 19 إلى 21 تشرين الثاني نوفمبر الجاري، ولقبه المتظاهرون ب"أكبر إرهابي في العالم". وتستعد تشيلي لتظاهرات أخرى عشية افتتاح القمة، يشارك فيها مناهضو العولمة وفاعليات ثقافية ونقابية. ولا تبدي كولومبيا اهتماماً بالانتخابات الأميركية، وهي تعد حليفاً للولايات المتحدة، لا سيما أنها تحصل على سبعمئة مليون دولار سنوياً من الخزينة الأميركية. ويعتقد الخبراء ومحللو الرأي العام على حد سواء أن مساعدة كولومبيا مفيدة للولايات المتحدة، على رغم الاحتجاج الأميركي على الانتهاك المستمر لحقوق الإنسان فيها، والاعتراض على عدم مساهمة النخبة الكولومبية في شكل كاف في عملية تطوير البلاد. ويتوقع المحللون في حال أعيد انتخاب بوش، أن تبقى سياسات الولاياتالمتحدة تجاه كولومبيا على حالها. ويلعب التعاون التجاري بين البلدين دوراً مهماً في محاربة تجارة المخدرات في بوغوتا، ما يعطل من عمليات التهريب وبالتالي من تصديرها إلى الولاياتالمتحدة. وفي حال فوز كيري، يتوقع أن يبقى على خطة الإدارة الحالية في التعامل مع كولومبيا، إلا أنه سيتعين على واضعي هذه السياسة بيتر روميرو وراندي بيرز أن يتعهدا الابقاء عليها. ويخوض المرشحان إلى الرئاسة الأميركية لعبة شد حبال لكسب أصوات اللاتينيين. وفي وقت أوصت إدارة بوش باقتطاع عشرة إلى 12 في المئة من المساعدات عن أميركا اللاتينية لعام 2005، وعد كيري بدعم برامج جديدة للتنمية تقدر قيمتها بخمسمئة مليون دولار. كما يدعم المرشحان اتفاقات التجارة الحرة. وتحدث كيري عن نيته التركيز على الحقوق العمالية والبيئية، واعداً بأن يعيد التفاوض في شأن إتفاقية "كافتا" وإدخال الحقوق العمالية في برنامج النقاش المتعلق بجبال الأنديز، التي تضم البيرو وكولومبيا والإكوادور وتشيلي وبوليفيا والأرجنتين. في حين لا يبدو الرئيس بوش مهتماً بالتغيير في الاتفاقية الحالية. في المقابل، لن يتمكن بوش وكيري من حل مسألة الهجرة. وتأمل مجموعة "العمل من أجل أميركا اللاتينية" ومقرها واشنطن أن يحصل ملايين اللاتينيين المقيمين في الولاياتالمتحدة على صفة شرعية. من جهته، وعد كيري بإصلاح قوانين الهجرة وبصوغ حل يعطي المهجرين صفة شرعية، من دون أن يشرح تفاصيل ذلك. أما بالنسبة إلى كوبا، فيتوقع أن ترفع إدارة كيري في حال فوزه، القيود التي فرضتها الإدارة الحالية والمتعلقة بحقوق السفر إلى كوبا، وذلك في انتظار تغيير جذري من الكونغرس. وفي الوقت نفسه، وعد بوش الجناح الاكثر تطرفاً في المعارضة الكوبية في فلوريدا ب"الإبقاء على الضغط لتحرير كوبا" من قبضة فيدل كاسترو. وقال: "اؤمن بقوة ان الشعب الكوبي يجب ان يتم تحريره من الطاغية"، مضيفاً: "سنواصل ممارسة الضغط ليتلقى الرجال والنساء في كوبا هدية الحرية اخيراً". وتتزامن الانتخابات الأميركية مع الانتخابات المحلية في البلديات والمخاتير في أميركا الجنوبية في نهاية الأسبوع. وانتخبت فنزويلا 22 من أصل 23 حاكماً و 335 قائداً ومختارين و458 نائباً من الأوساط المدنية. وحضر البرازيليون 27,3 مليون برازيلي إلى صناديق الاقتراع للمرة الثانية في أقل من شهر لانتخاب رؤساء 44 مدينة، في ظل خلاف على رئاسة ساو باولو، المدينة الانتخابية الأكبر في البلاد، ومدن أخرى. وفي تشيلي، شهدت الانتخابات البلدية مشاعر سلبية، لا سيما مع استعادة أحزاب اليمين بعضاً من سلطتها المفقودة. كما خاضت الأوروغواي انتخابات مماثلة في جو متقلب نسبياً. أيهما الأفضل لأميركا اللاتينية: بوش أم كيري؟ يعتمد الأمر على مصلحة دول أميركا اللاتينية مع الولاياتالمتحدة.