في مطار ميامي ينتظر المارشال باين وهو متقاعد من تامبا طائرة مستأجرة ستقله مع امريكيين آخرين لكوبا في رحلة سياحية لمشاهدة التراث الفني والمعماري للجزيرة. قال الباحث الاثري البالغ من العمر 71 عاما انها سياحة. ليس لي غرض في الفن او العمارة. اود الهرب من ذلك لابعد نقطة ممكنة. ولا يأبه باين فيما يبدو لانه بهذه الرحلة انما ينتهك روح حظر امريكي على السياحة في كوبا ولا لاعلان الرئيس الامريكي جورج بوش في الشهر الماضي عن حملة ضد السفر بصورة غير مشروعة للجزيرة الشيوعية. وفيما يطالع مئات الالاف من الاوروبيين والكنديين ومواطني امريكا اللاتينية صور كوبا في كتيبات الدعاية السياحية فانه ممنوع على الامريكيين السفر الى هناك كسياح منذ فرضت واشنطن حظرا في هذا الشأن بعد ثلاثة اعوام من ثورة عام 1959. ومازال عدد يتراوح بين 22 الفا من الامريكيين غير الكوبيين الاصل و25 الفا ينتهكون هذا الحظر سنويا لاشباع فضولهم ورغباتهم في السيجار الكوبي والشواطيء والصيد وذلك بالسفر عبر بلد ثالث مثل المكسيك وجامايكا وكندا. ويقول المنفيون الكوبيون المتشددون الذين يريدون استمرار عزلة الجزيرة ان الافا اخرين يسيئون استخدام ما يقدر بنحو 22500 تأشيرة سفر خاصة تمنح للصحفيين والرياضيين والاكاديميين وعمال الاغاثة ومسؤولي الكنيسة سنويا. ويقولون ان كثيرين من نحو 120 الف امريكي من اصل كوبي يسمح لهم قانونا بزيارة عائلات في كوبا مرة واحدة سنويا يستخدمون كغطاء لحساب آخرين وينقلون اكثر من حد التحويل المالي المسموح به وقدره ثلاثة الاف دولار لكل شخص سنويا. ووفقا للاجراءات التي اعلنها بوش فان المسافرين الى كوبا يواجهون اجراءات امنية اكثر صرامة من جانب رجال الجمارك والهجرة الذين يتشددون في فحص وثائق سفرهم ومعدل تكرار السفر وحجم الاموال التي ينقلونها لكوبا. وقال نينوسكا بيريس من مجلس الحرية الكوبي لا نعارض المعونة الانسانية والسياحة. وتابع قائلا ان السياحة وعائدات الفنادق والمتاجر العامة والضرائب في المطار تعطي حكومة الرئيس فيدل كاسترو الاكسجين الذي تحتاجه لتبقى على قيد الحياة. وعندما اعلن بوش في اكتوبر حملته ضد السفر غير القانوني الى كوبا التي تبعد مسافة 150 كيلومترا من الاراضي الامريكية ابتهجت جماعات المنفيين في فلوريدا وهي ولاية اكدت اهميتها في انتخابات عام 2000 ومن المحتمل ان تؤكدها اكثر في الانتخابات القادمة عندما سيخوض بوش مجددا السباق من اجل الرئاسة عام 2004 . وقال جون كافوليتش عضو المجلس التجاري والاقتصادي الامريكي الكوبي المستقل: ان السفر بصورة غير قانونية من جانب الامريكيين غير الكوبيين يمكن ان تصل تكلفته الى 20 مليون دولار سنويا تصل الى خزانة الحكومة الكوبية المتعطشة للعملة الصعبة. واضاف انه مع ان حملة بوش فقد تبدو مثل ارسال فريق قوات خاصة لتعقب طفل سرق بعض الحلوى فان 400 الف ناخب من اصل كوبي يتوقعون ان يروا تحركا اكثر جدية لتعزيز موقف بوش المناهض /للرئيس الكوبي فيدل/ كاسترو. الا ان مواقف قطاعات اخرى من الكوبيين في الولاياتالمتحدة ومن شركات السياحة وبعض الامريكيين من غير الاصول الكوبية تبدو مختلفة. رجل مثل باين يرى حملة بوش باعتبارها مؤامرة سياسية للتودد الى اصوات الناخبين من اصول كوبية اكثر منها تعبيرا عن سياسة ذات معنى. وصوت مجلسا الشيوخ والنواب في الولاياتالمتحدة الشهر الماضي على وقف التمويل الحكومي الذي يستخدم في الجهود المبذولة لتطبيق الحظر. ولم يتقرر ذلك نهائيا بعد وقد هدد بوش باستخدام حق النقض الفيتو ضد هذا الاجراء. وفيما تقول صناعة السياحة ان اي حملة لابد ان تستهدف الدولة الثالثة التي يتم عبرها التحايل للوصول الى كوبا فانه قد بدا ان التركيز ينصب على ميامي ولوس انجليس ونيويورك حيث تنطلق يوميا العديد من الطائرات المستأجرة المكدسة بمسافرين مرخص لهم بالسفر الى هافانا. وقال مايكل زوكاتو رئيس رابطة السياحة وهي جماعة ضغط للعاملين في القطاع اذا ما كان بوش يعتقد فعلا ان السفر يدعم كاسترو فليوقف جميع الرحلات. ليمنع اي امريكي من اصل كوبي من العودة الى عائلته. ليمنع جميع التحويلات النقدية. واضاف التحويلات النقدية تمثل لكوبا اموالا اكثر من اي شيء اخر. ومازال الامريكيون من اصل كوبي يعارضون باغلبية كاسحة اي اضعاف للحظر الاقتصادي الا ان كثيرين يبدون اكثر استعدادا عن ذي قبل لمساندة تخفيف قيود السفر. وربما كان احد الاسباب ان كثيرا من الكوبيين الذين يبلغ معدل دخلهم الشهري 25 دولارا يعتمدون على اقاربهم في الولاياتالمتحدة في ظل تردي الاوضاع الاقتصادية. وقد اصبح الدولار الامريكي وسيلة الدفع المتعارف عليها لمختلف الخدمات من الاعمال الحرفية الى دروس اللغة الانجليزية. وقال الاسقف الكوبي هوميرو كاربونيل جونزاليز الذي يسافر عادة الى ميامي لجمع تبرعات الاجور هناك غير كافية دون المساعدة التي نتلقاها من الاقارب هنا.