جدد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير القول أمس ان"الكثير من الجهاديين الاجانب"موجودون في الفلوجة وكرر دعمه للقوات الاميركية والعراقية التي تشن هجوما على هذه المدينةالعراقية. لكن وزير الخارجية البريطاني السابق روبن كوك حذر أمس، من ان الهجوم الاميركي على الفلوجة قد يعتبر نجاحا تكتيكيا لكنه في النهاية فشل استراتيجي سيعزز المقاومة ضد الاحتلال في العراق. وقال رئيس الوزراء البريطاني امام مجلس العموم"قبل اي شيء علينا كلنا ان نحيي ... القوات الاميركية والعراقية لما تقوم به في الفلوجة". واضاف أن"الكثير من الاشخاص الموجودين في الفلوجة في مواجهة القوات الاميركية والعراقية هم من الجهاديين الاجانب واصلهم من خارج العراق". وقال كوك الذي كان استقال من منصب وزاري في اذار مارس 2003 بسبب معارضته الحرب على العراق ان الجيش الاميركي سيتمكن بالتأكيد من السيطرة على الفلوجة بفضل تفوقه العسكري. واضاف:"ان العملية العسكرية في العراق بما انطوت عليه من وحشية هي التي أججت المقاومة وهذه العملية ستزيد من زخم المقاومة وتقلل من الدعم لوجودنا في العراق". ودعا كوك الى وضع حد لما سماه"استراتيجية التهدئة في العراق اعتمادا على القصف". وتابع:"في كل مرة استخدمنا فيها وسائل عسكرية وحشية دفعنا المقاومة السياسية خطوات الى الامام". واوضح:"ما قمنا به في الفلوجة كما في كل العراق مرارا هو اعتبار المجتمع ككل المشكلة . والنتيجة هي ان المجتمع العراقي رد بالقول : حسنا اذا كنتم تتعاملون معنا كما تتعاملون معهم مع الارهابيين فإننا سنمد لهم يد العون". واشار كوك الى ان رد الفعل وصل الى الرئيس العراقي نفسه غازي الياور، قائلا:"هذه المرة كان الاحتجاج من الرئيس العراقي والحزب السني الاكبر انسحب من الحكومة ورجال الدين تعرضوا للاهانة كما ان كوفي انان الامين العام للامم المتحدة وهو من كلفناه تنظيم الانتخابات دان عملية الفلوجة مؤكدا انها ستجعل عملية الانتخاب اصعب". ورأى كوك:"يجب ان تكون المرة الاخيرة التي نستخدم فيها قوة نارية ساحقة لمواجهة المقاومة التي لها جذور سياسية . والواقع ان غالبية العراقيين لا يريدوننا هناك". وقال اخيراً:"يجب عزل الارهابيين"بتحقيق الانتصار"في المعركة السياسية"مشددا ان"على الاميركيين ان يقولوا بوضوح انهم مستعدون للرحيل بعد الانتخابات في كانون الثاني يناير المقبل".