أبدت موسكو تحفظات عن طلب الحكومة العراقية ارسال قوات دولية لضمان الامن في العراق خلال الانتخابات وشددت على ان هذه المسألة تدخل ضمن المسؤوليات الملقاة على عاتق قوات التحالف وليس الاممالمتحدة، فيما اعرب رئيس الوزراء السابق يفغيني بريماكوف عن تشاؤمه حيال الاوضاع في العراق واعتبر ان"السلام في هذا البلد لن يحل قريباً". وشدد نائب وزير الخارجية يوري فيدوتوف على ان قرارات مجلس الامن تلزم قوات التحالف ضمان الامن والاستقرار في العراق، وزاد ان القوات المتعددة الجنسية"يجب ان تضمن الامن بالتعاون مع الحكومة الانتقالية مشيراً الى ان عليها قوات التحالف تشكيل وحدات خاصة لضمان الامن اثناء العملية الانتخابية المقررة في يناير كانون الثاني العام المقبل وتوفير الحماية اللازمة لموظفي الاممالمتحدة العاملين في العراق. وجاء تعليق المسؤول الروسي المكلف الملف العراقي رداً على انباء عن طلب تقدم به رئيس الحكومة العراقية الانتقالية اياد علاوي الى الاممالمتحدة للمساعدة في ضمان أمن الانتخابات. وذكرت اذاعة"سوا"ان علاوي طلب من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اسال قوات الى العراق لهذا الغرض. في غضون ذلك شكك رئيس الوزراء الروسي السابق يفغيني بريماكوف في قدرة الانتخابات المقبلة على اعادة الاستقرار الى العراق مشيراً الى انها لن تجري في كل المناطق العراقية بسبب سيطرة قوى معارضة على عدد منها، وأعرب عن تشاؤمه حيال الاوضاع التي وصفها بأنها"ما زالت بعيدة جدا عن الامن والاستقرار"، وقال انه لا يمكن تجاهل التغيرات الايجابية التي طرأت خلال العام الاخير، لكنه اضاف ان"السلام في هذا البلد لن يحل قريبا"، خصوصاً مع استمرار تجاهل ضرورة الاقتراح الروسي عقد مؤتمر دولي تحضره كل الاطراف العراقية بما فيها المعارضة للخروج بإجماع شعبي عراقي حقيقي، واعتبر ان هذا المؤتمر كان ينبغي ان يعقد قبل الانتخابات لضمان نجاحها. وكانت موسكو اعلنت انها ستشارك في المؤتمر الذي تستضيفه مصر في اواخر تشرين الثاني نوفمبر المقبل، لكن مراقبين اشاروا الى ان المسؤولين الروس يرفضون اطلاق صفة المؤتمر الدولي على لقاء شرم الشيخ ويفضلون استخدام صيغة"لقاء وزاري"عند الحديث عنه، واعتبرت وزارة الخارجية الروسية ان هذا اللقاء يمكن ان يشكل المرحلة الاولى لتنظيم مؤتمر دولي لمناقشة كل الجوانب المتعلقة بالمسألة العراقية، ولفتت مصادر روسية الى ان لقاء شرم الشيخ لا يمكن ان يحقق نقلة نوعية بسبب غياب اطراف عراقية معارضة لم تدع للمشاركة في اعماله، لكن موسكو اعربت على رغم ذلك، عن أملها في ان يشكل المؤتمر دفعة مهمة اذا تمكنت الاطراف المجتمعة من الاتفاق على خطوات محددة للخروج من الوضع الراهن خصوصاً ما يتعلق بتشكيل آلية دولية للرقابة على العملية السياسية الجارية في العراق والسعي لاشراك المعارضة السياسية التي لا تربطها علاقات مع تنظيمات ارهابية بهذه العملية.