رفض الوفد العراقي الى قمة منظمة المؤتمر الاسلامي امس مشروع قرار حول العراق أعد خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة، معتبراً ان وضع جدول زمني لانسحاب قوات التحالف من العراق شأن عراقي داخلي، وهاجم الوفد من جهة ثانية موقف روسياوفرنسا من مشروع قرار اميركي في مجلس الامن وقال انهما تتجاهلان رغبات الشعب العراقي. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري انه جرت مناقشات حول المسودة المبدئية لمشروع القرار الاسلامي، لكن لم يتم اتباع الاجراءات الصحيحة في الاجتماعات التحضيرية للقمة التي تبدأ اليوم. واوضح انه "اجريت تعديلات كثيرة جدا على القرار مما افقده معناه ونواياه" الا انه لم يكشف المزيد من التفاصيل. واضاف زيباري ان "هناك احتمالا كبيرا في ان يطلب الوفد العراقي خلال القمة تأجيل اتخاذ قرار حول قرار المنظمة بشأن العراق لانه وبسبب الظروف المتغيرة بخاصة في مجلس الامن الآن بعد طرح مشروع جديد للقرار الاميركي حول العراق امام المجلس الدولي". وقال "نريد ان نكون صبورين حتى لا نجد انفسنا في تناقض مع الجهود الدولية لاحلال الاستقرار في العراق". ويدعو مشروع قرار منظمة المؤتمر الاسلامي الاممالمتحدة الى لعب "دور رئيسي في العراق يغطي كافة جوانب الانتقال السياسية والامنية والاقتصادية" كما يحض مجلس الامن الدولي على وضع "جدول زمني محدد وواضح لانسحاب القوات المحتلة في اسرع وقت ممكن". علاوي واوضح رئيس مجلس الحكم الانتقالي اياد علاوي ان الانتخابات في العراق ستجرى في العام المقبل وان تحديد جدول زمني لانسحاب القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة مسألة تخص العراقيين وحدهم. وقال علاوي عندما سأله الصحافيون عن اليوم الذي ستجري فيه الانتخابات "العام 2004 بالتأكيد". وعندما سئل اذا كان وزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي بحثوا اعداد جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية رد علاوي قائلا ان الحكومات الاسلامية الاخرى لا يمكنها وضع البرنامج الذي يجب ان يحدده العراقيون وحدهم. واضاف "طبعا بصراحة نرحب بالاقتراحات من الاشقاء ودول العالم لكن مسألة الجدولة هي مسألة عراقية بالدرجة الرئيسية وتخضع لقرار مجلس الحكم العراقي". وتابع "نحن مستعدون لسماع النصائح لكن لا نقبل من أحد غير عراقي ان يفرض علينا طبيعة جدولة البرنامج القادم للعراق". وهاجم علاوي اعتراضات دول من بينها فرنساوروسيا على مشروع قرار اميركي حول مستقبل العراق واتهمها بتجاهل رغبات الشعب العراقي. وقال ان "المشكلة في اقتراح فرنساوروسيا ان البلدين لم يتحدثا مع العراقيين لمناقشة شكل اي مشروع بديل في مجلس الامن". واكد ان ذلك يختلف عن توجه اسبانياوالولاياتالمتحدة وبولندا وبريطانيا "التي تجري حوارا مع العراقيين ومع مجلس الحكم الانتقالي حول مشاريع القرارات المقترح طرحها في مجلس الامن". واضاف "نحن لا نعلم ما هو القرار الروسي وما هو نوع الاقتراح الذي تقدمه موسكو. ونحن العراقيين سنرفض اي اقتراح يمكن ان يفرض علينا". وتأمل واشنطن في ان تحصل على تفويض دولي يقنع الدول المتشككة بالمساهمة بالاموال والجنود في العراق. الا انه يبدو ان النسخة المعدلة من مشروع القرار تظهر اصرار واشنطن على ان من حقها وحدها تقرير موعد انتهاء سلطتها على العراق. واقترحت فرنسا والمانيا وروسيا تدعمها الصين تغييرات تحدد موعدا رسميا لانهاء الاحتلال حال قيام العراقيين بانتخاب حكومة جديدة، كما طلبت تلك الدول من الولاياتالمتحدة وضع تواريخ محددة. ولا تتضمن المسودة المعدلة للقرار اي تواريخ حول اعادة السيادة الى العراق بل انها تؤكد على ان استقلال العراق لن يتحقق سوى عند تولي حكومة عراقية جديدة المسؤوليات من ادارة الاحتلال الاميركي.