سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مبارك يستبعد تنحي الرئيس العراقي وبريماكوف الى بغداد وتركيا تطالب بمندوب لدى الحكومة الانتقالية . بوش يمهل الأمم المتحدة "فرصة أخيرة" وصدام "يرى النصر"
وجه الرئيس جورج بوش امس تحذيراً الى الأممالمتحدة من أن مشروع القرار الذي ستقدمه واشنطن الأسبوع المقبل، سيكون بمثابة الفرصة الأخيرة "كي تظهر استعدادها لنزع أسلحة الرئيس صدام حسين". وشدد على ان تدمير العراق الصواريخ المحظورة يشكل جزءاً بسيطاً مما عليه فعله. وأوفد الكرملين سفير "المهمات الصعبة" رئيس الوزراء السابق يفغيني بريماكوف الى بغداد، في مهمة وصفت بأنها "سرية"، وتُذكّر بوساطته عشية حرب الخليج الثانية. واعتبرت الخطوة الروسية مؤشراً الى اقتناع موسكو بأن الحرب باتت وشيكة، في وقت اعتبر الرئيس صدام حسين ان "هذه المعركة ستحسم اشياء كثيرة، وترجع للأمة مهابتها ودورها". وخاطب مجلس الوزراء أمس قائلاً: "هدف الإدارة الاميركية هو التآمر على المنهج والنموذج والمبادئ الموجودة في العراق، لكن الغلبة لكم... أرى النصر كما لو كنت رأيته وتأكدت منه" سابقاً. وكشف مسؤول تركي ان حكومته طالبت في سياق المفاو ضات مع واشنطن لنشر القوات الاميركية في تركيا، بإيفاد مندوب رسمي للمشاركة في الحكومة الانتقالية في بغداد بعد الحرب، في حين اعلن بوش ان مشروع القرار الذي ستقدمه ادارته الى مجلس الأمن الاسبوع المقبل، سيتضمن "بتعابير واضحة" تأكيداً لعدم امتثال العراق للقرار 1441. وحذر من انه ليس مستعداً للانتظار شهرين من أجل استصدار القرار الجديد، مشيراً الى ان بغداد لم تنزع اسلحتها. وكان وزير الخارجية الأميركي كولن باول اعتبر ان قرار الحرب والسلام في يد صدام، فيما استبعد الرئيس حسني مبارك تنحي نظيره العراقي عن السلطة، أو قبول لجوئه في مصر، ولوّحت موسكو باستخدام "الفيتو" في مجلس الأمن، ضد أي قرار يسمح ب"استخدام تلقائي للقوة" ضد العراق. وفي خطوة تعكس تفاقم التوتر في المنطقة، في ظل تزايد مؤشرات اقتراب العمل العسكري، طلبت الخارجية البريطانية من رعاياها تجنب السفر الى الأردن والبحرين وقطر والسعودية، وحضت البريطانيين المقيمين هناك على المغادرة اذا لم يكن وجودهم ضرورياً راجع ص2 و3 و4. وفيما حذر مسؤول عراقي رفيع المستوى من ان الحرب ستمهد ل"دولة فيديرالية، كردية سنية شيعية هزيلة"، نقلت اذاعة "صدى موسكو" عن مصادر رئاسية ان الكرملين أوفد بريماكوف الى بغداد في "مهمة سرية". وقال مصدر ديبلوماسي في موسكو ل"الحياة" ان المهمة تعني ان روسيا "تريد ابلاغ بغداد رسالة عاجلة فحواها اقتناعها بأن الحرب باتت وشيكة جداً". وتوقع الجنرال فلاديمير سليبتشينكو، وهو من كبار المحللين العسكريين الروس، ان تؤدي الحرب الى مقتل نصف مليون شخص. واعتبر وزير الخارجية الاميركي ان قرار الحرب والسلام في يد الرئيس صدام حسين و"إذا نفذ مطالب مجلس الأمن أو غادر البلد غداً، لن تندلع الحرب"، في حين اعلن نائب وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف ان موسكو ستعارض قراراً في مجلس الأمن ينص على "استخدام تلقائي للقوة"، ما اعتبر اشارة الى التلويح ب"الفيتو". وعلمت "الحياة" ان روسيا تصر على عدم تضمين أي قرار جديد كلمة "اخفاق" بغداد في تنفيذ القرار 1441. وكسرت تركيا الحدود الزمنية التي وضعتها واشنطن لإنهاء المفاوضات بينهما حول مستقبل العراق، واشار السفير الاميركي في أنقرة ريتشارد بيرسون الى ان المفاوضات تجري "في جو من التفاهم بين الجانبين، كما يجب ان تجري أي مفاوضات بين صديقين وحليفين". وكشف مستشار الخارجية التركية اوغور زيال ان أنقرة طالبت بإيفاد مندوب رسمي تركي، عسكري أو مدني، للمشاركة في الحكومة الانتقالية التي ستشكل في العراق بعد الحرب، وقال ان واشنطن اطلعت أنقرة على مخططها للحرب، والذي سيبدأ بهجوم جوي يستمر خمسة ايام، تليه عمليات برية تستمر من ستة أيام الى ثلاثة أسابيع. وكانت صحيفة "واشنطن تايمز" نقلت عن مسؤولي استخبارات اميركيين، ان العراق نقل طائراته قبل اسبوعين الى مناطق في الغرب، قرب الحدود مع الأردن، خوفاً في تدميرها أثناء العمليات العسكرية. وزادت ان الطائرات المقاتلة وضعت في مستودعات قريبة الى الأنبوب النفطي العراقي - الأردني. ويفيد تقرير للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية مقره لندن ان العراق يملك 315 طائرة حربية منها 120 صالحة للخدمة. وأعلن في الفاتيكان ان اللقاء الذي جمع البابا يوحنا بولس الثاني ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، جرى في أجواء "ودية"، ودعا البابا الى "بذل كل ما من شأنه الحؤول دون ان يجد العالم نفسه أمام انقسامات جديدة" في اشارة الى المواقف من الأزمة العراقية. وفي مقابلة بثتها قناة "العربية" الفضائية قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان بامكان صدام البقاء في السلطة "إذا امتثل للقرار 1441" والقرارات الأخرى الصادرة عن مجلس الأمن. في الوقت ذاته شكك الرئيس المصري حسني مبارك في امكان منع اندلاع الحرب، وأبدى تشاؤماً باحتمال قيام نظام ديموقراطي في العراق. ونسبت وكالة "فرانس برس" الى مبارك قوله في مقابلة تنشرها غداً مجلة "دير شبيغل" الألمانية انه يستبعد رحيل الرئيس صدام حسين، وكذلك استقباله في مصر، لافتاً الى "خلافات كبيرة بين السنة والشيعة" في مؤتمر المعارضة العراقية الذي عقد في لندن، وزاد: "لم يتمكنوا من الوصول الى أصغر قاسم مشترك". في غضون ذلك، أقر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بأن بغداد حسنت تعاونها مع المفتشين، وقال في مقابلة تنشرها غداً مجلة "دير شبيغل": "ما زالت هناك فرصة للسلام ... وعلى العراق ان يدرك انه لم يعد أمامه سوى وقت قليل". لكنه شدد على ان تحديد موعد مبكر لعمليات التفتيش شبه مستحيل. وأعلن البرادعي في مؤتمر صحافي عقده في طهران امس، ان المفتشين لم يلقوا بعد تعاوناً شاملاً وكاملاً من بغداد، لا سيما في مجال "اجراء مقابلات مع العلماء العراقيين بحرية". وفي نيويورك، أكد الناطق باسم لجنة التفتيش انموفيك ايوين بيوكانن ان الحكومة العراقية قدمت قوائم اضافية بأسماء الأشخاص الذين شاركوا في تدمير الأسلحة الجرثومية والصواريخ المحظورة. واشار الى تقديم قائمة اخرى بأسماء 83 فرداً شاركوا في تدمير الأسلحة الكيماوية. ويعتزم رئيس "انموفيك" هانس بليكس تقديم تقرير جديد الى مجلس الأمن في السابع من آذار مارس. وتوقعت مصادر في بغداد ان يستجيب العراق طلب المفتشين تدمير صواريخ "الصمود" التي يعتقدون بأنها تتجاوز المدى المسموح به، بموجب شروط وقف النار بعد حرب الخليج. في اربيل أ ف ب بدأت المحادثات التمهيدية لاجتماع المعارضة العراقية الذي تأخر افتتاحه بانتظار وصول وفد اميركي يضم زلماي خليل زاد ممثل بوش لدى المعارضة.