واصل ممثلو 61 بلدا و19 منظمة دولية في مدريد لليوم الثاني محادثاتهم حول مساعدات اعادة اعمار العراق حيث يحبس المسؤولون انفاسهم بانتظار معرفة المبلغ الذي سيخصص لإعادة اعمار البلاد التي مزقتها الحرب. وفي طوكيو اعلنت الحكومة اليابانية انها ستقدم مبلغ خمسة مليارات دولار كمساعدات للعراق في الفترة من 2004 الى 2007 بينما دافع وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشرعن المبلغ الذي خصصته بلاده للعراق وهو 200 مليون يورو (236 مليون دولار) بقوله انه مبلغ كبير. واعلن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي امس عن تقديم قرض للعراق بقيمة 25ر9 مليار دولار على مدى خمس سنوات للمساعدة في بناء اقتصاده المدمر. وقال رئيس البنك الدولي جيمس ولفنسون ان على المجتمع الدولي اعادة اعمار المجتمع العراقي الذي يعاني من مصاعب جمة، وقال ان المنظمة ستتعهد بتقديم قروض تقارب حوالي خمسة مليارات دولار على مدى الاعوام الخمسة القادمة. ومن ناحيته اعلن نائب وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف ان الشركات الروسية مستعدة لاستثمار حوالي اربعة مليارات دولار في الاقتصاد العراقي خاصة في تطوير حقول النفط. واضاف ان استئناف العمل في حقل القرنة الغربي-2 من شأنه ان يمكن العراق من اجتذاب ثلاثة مليارات دولار من الاستثمارات تقريبا خلال سبع سنوات. واضاف: ان 350-400 مليون دولار اضافية يمكن ان تستثمر في مشاريع لتطوير حقول نفطية اخرى مؤكدا ان مقدار الاستثمارات الروسية الممكنة لا تقتصر على هذه الارقام. ويامل العراق في الحصول على مبالغ تفي بحاجاته التي قدرها البنك الدولي وخبراء الاقتصاد في الاممالمتحدة بحوالي 36 مليار دولار للاعوام الاربعة القادمة وقدرت سلطة التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة ان المبلغ المطلوب يزيد على ذلك بحوالي 20 مليار دولار تحتاج اليها البلاد لضمان امن حقول النفط والامن في البلاد وتنظيف البيئة. واكد وزير الخزانة الاميركي جون سنو على ضرورة معالجة مسألة الديون العراقية التي اصبح مستواها الذي لم يعد يحتمل يهدد برهن مستقبل البلاد. وقال سنو لدينا الكثير من اعمال المتابعة نقوم بها خصوصا حول مسألة مستوى الدين العراقي الذي لم يعد يحتمل وفي حال لم يعالج سيكون عقبة امام ازدهار العراق مستقبلا. ولم تدرج قضية الديون العراقية المقدرة ب120 مليار دولار على برنامج مؤتمر مدريد الذي يفترض ان يجمع مساهمات لإعادة اعمار العراق. وقال سنو ان مدريد ليست نهاية العملية ولم يعلن على غرار وزير الخارجية الاميركي كولن باول اي مساهمة في صندوق اعادة اعمار العراق الذي تديره الاممالمتحدة والبنك الدولي وسيشكل في مدريد. وكان باول قد دعا الى السخاء في تقديم المساعدات للعراق الا انه لم يعلن عن أية مساهمة اضافية. وتعتزم الولاياتالمتحدة تخصيص مبلغ ال 20.3 مليار دولار الذي طلبه الرئيس جورج بوش من الكونغرس الاميركي في صندوق تنمية العراق الذي يجمع الايرادات النفطية العراقية وتشرف عليه واشنطن. وافتتح اياد علاوي رئيس مجلس الحكم الانتقالي العراقي الذي عينته الولاياتالمتحدة، اليوم الثاني من المؤتمر بتأكيده ان العراق الذي تحرر من عقدين من الطغيان تحت حكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين يحتاج الى دعم المجتمع الدولي اذا اريد له ان يتمتع بمستقبل حر ومزدهر. واكد علاوي ان على المؤتمر المساعدة في انتقال العراق من الطغيان الى كونه أمة حرة ذات سيادة. واضاف هذه ليست مهمة سهلة. نحن نواجه ظروفا معقدة وهجمات يشنها أشخاص يعلمون انه اذا اصبح العراق حرا وديمقراطيا فسيشكل خطرا على أنظمة اخرى في المنطقة. ويسعى المشاركون في المؤتمر الى المساهمة بصندوق للاطراف المانحة برعاية البنك الدولي والاممالمتحدة بينما ستوضع المساعدات المالية الاميركية تحت ادارة صندوق منفصل تم انشاؤه في ايار/مايو الماضي للبدء في اعادة اعمار اقتصاد العراق المحطم. وتشعر الدول التي عارضت الحرب على العراق مثل فرنسا وألمانيا بالقلق من منح تعهدات كبيرة قبل تسلم حكومة عراقية يتم انتخابها بطريقة حرة السلطة في العراق. ومن المقرر ان يتحدث في المؤتمر مشاركون بارزون أمثال وزير الخارجية الاميركي كولن باول. واكد رئيس وزراء اسبانيا خوسيه ماريا اثنار نيابة عن بلده التي تستضيف المؤتمر، ان المؤتمر سيكون ناجحا وحذر من العواقب الوخيمة المترتبة على فشل المؤتمر. وأضاف: نحن نريد ان نعيد الكرامة للشعب والاستقرار للمنطقة واوضح ان اسبانيا خصصت مبلغ 300 مليون دولار اضافة الى مبالغ تعهدت بها في اطار برامج المساعدة التي وضعها الاتحاد الاوروبي وكذلك اضافة الى اموال انفقتها اسبانيا على ارسال 1250 جنديا الى العراق. اما فرانكو فراتيني وزير خارجية ايطاليا التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي فقال ان دول الاتحاد الاوروبي ستقدم مساعدات سخية للعراق. واضاف ان الاتحاد الاوروبي مستعد للعب دوره في اعادة اعمار العراق. واعلن فراتيني تخصيص الاتحاد الاوروبي مجموعة مساعدات بقيمة 700 مليون دولار. وفي طوكيو اعلنت وزارة الخارجية اليابانية عن تخصيص مبلغ 5.3 مليار دولار اضافة الى مبلغ ال5.1 مليار دولار الذي تعهدت بتقديمه للعراق الاسبوع الماضي. وقالت الوزارة في بيان لها ان اعادة اعمار العراق هو أمر هام للغاية بالنسبة للشعب العراقي وللسلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط والمجتمع الدولي. واضاف ان عملية اعادة الاعمار مرتبطة بشكل مباشر بمصالح بلادنا الوطنية التي تعتمد على منطقة الشرق الاوسط في حوالي 90 في المئة من حاجاتها النفطية.