سجلت اسعار النفط مستويات عالية متأثرة بانخفاض مخزونات وقود التدفئة في الولاياتالمتحدة، وارتفع سعر خام القياس الاوروبي"برنت"في العقود الآجلة في بورصة النفط الدولية في لندن أمس الى 51.14 دولار للبرميل في عقود كانون الاول ديسمبر المقبل مواصلاً مكاسبه القوية في الجلسة السابقة، لكنه فشل في تجاوز أعلى مستوى على الاطلاق، الذي بلغه الاسبوع الماضي، عند 51.50 دولار للبرميل. وتجاوز سعر الخام الاميركي الخفيف في المعاملات الالكترونية مستوى 54.95 دولار للبرميل لكنه لم يتجاوز ذروته المسجلة الاثنين عند 55.33 دولار. وقالت وكالة أنباء"أوبكنا"ان سعر"سلة أوبك"ارتفع الاربعاء الى 45.87 دولار للبرميل من 44.98 دولار الثلثاء. وارتفع سعر وقود التدفئة في بورصة نايمكس 95 نقطة الى 1.5699 دولار للغالون مسجلاً مستوى قياسياً جديداً. وارتفع سعر السولار في بورصة النفط الدولية بمقدار 1.75 دولار الى 489.50 دولار للطن. وتراجعت أسعار عقود النفط الآجلة يومي الاثنين والثلثاء وسط مخاوف من أن تكون أسعار النفط المرتفعة قد بدأت التأثير في الاقتصاد الدولي ما يحد من الطلب على الوقود. لكن اهتمام السوق تحول الى نقص مخزونات منتجات النفط الاربعاء بعدما أظهرت البيانات الحكومية الاميركية تراجع مخزونات نواتج التقطير ومنها وقود التدفئة بأكثر من المتوقع ونمو مخزونات الخام بأقل من المتوقع. وكان استطلاع للرأي أجرته"رويترز"خلص الى ان ارتفاع الطلب الدولي، الذي رفع اسعار النفط الى مستويات قياسية السنة الجارية، سيتراجع قليلاً سنة 2005 مع ظهور آثار ارتفاع التكاليف وانحسار التوسع الاقتصادي في الصين. وافاد المسح الذي شارك فيه 14 من المحللين ان"من المحتمل ان يقفز الطلب على النفط 1.8 مليون برميل يومياً السنة المقبلة الى 84 مليون برميل يومياً متراجعاً قليلاً من نمو بلغ نحو 2.7 مليون برميل يومياً السنة الجارية. وقال كونا هاك من مؤسسة"ايكونوميست انتليجنس":"تساورنا الشكوك في ارقام وكالة الطاقة الدولية لان نمو الطلب الاجمالي لا يزال جيداً الى حد ما". وكانت اسواق النفط فوجئت السنة الجارية بقفزة غير متوقعة في استهلاك الصين ما عزز نمو الطلب باسرع معدل له منذ 24 عاماً ورفع اسعار النفط اكثر من 65 في المئة. وتوقع المسح ان يتراجع نمو الطلب الصيني سنة 2005 مع ظهور اثر اجراءات الاقتصاد في الاستهلاك وبدء انتاج المنشآت الجديدة لتوليد الطاقة من غير النفط. وقال المحلل ستيف تيرنر من"كوميرتسبنك"انه"سيرجع الى معدلات النمو العادية فلا سبيل الى استمرار هذا المعدل غير المعتاد للنمو". وقال ريتشارد مولر من مؤسسة"انيرجي سكيوريتي للتحليلات"ان ارتفاع اسعار النفط"سيبدأ في ترك أثره والاقتصاد الصيني سيبدأ في التباطؤ". وقال ليو درولاس من مركز دراسات الطاقة العالمية:"تحسن توليد الطاقة في الصين مع ازدياد نشاط توليد الطاقة من الفحم والطاقة الكهرومائية سيساعد في خفض طلبها المرتفع على زيت الوقود". وقال جيف كوري من"غولدمان ساكس"ان الطلب على البنزين ووقود النفاثات والديزل"سيبقى قوياً ولا أظن انه سيحدث تراجع كبير للطلب على وقود النقل". في ميونيخالمانيا استبعد وزير الاقتصاد فولفغانغ كليمنت امس، احتمال خفض الضرائب على النفط لتعويض المستهلكين عن ارتفاع أسعار الخام. ورداً على سؤال عن خطط فرنسا لرد عائدات الضرائب الاضافية، التي تتدفق على خزائن الحكومة نتيجة ارتفاع أسعار النفط، الى المستهلكين، قال كليمنت:"استبعد حدوث ذلك في المانيا". وقال الوزير الالماني ان"المجتمع الدولي يجب أن يسهم في تهدئة أسواق النفط". وفي لوكسمبورغ أعرب وزير المال الدنماركي ثور بيدرسن امس، عن توقعه هبوط أسعار النفط وقال ان"الوضع الحالي في سوق النفط ليس مستقراً". وقال للصحافيين اثناء توجهه لحضور اجتماع وزراء مال الاتحاد الاوروبي:"لا اعتقد أن هذا المستوى مستقر". واضاف:"اتوقع ظهور وضع طبيعي بشكل أكبر في سوق النفط يتمثل في هبوط الاسعار".