توقع رئيس منظمة"اوبك"بورنومو يوسجيانتورو ان تواصل اسعار النفط الخام ارتفاعها الشهر الجاري"لان الطلب لا يزال مرتفعاً". وعادت الاسعار الى الارتفاع على جانبي الاطلسي امس. عادت اسعار النفط الى الارتفاع امس الخميس بعد موجة تراجع بدأت مساء الثلثاء اثرعمليات بيع لجني الارباح. ووصل سعر الخام الاميركي مجدداً الى حاجز 54 دولاراً، قبل اعلان الارقام الاسبوعية للمخزون الاميركي مساء امس تحسباً لنقص المشتقات قبل فصل الشتاء. وعند الظهر ارتفع سعر خام القياس الاوروبي"برنت"في بورصة النفط الدولية في لندن 26 سنتاً الى 50.31 دولار للبرميل تسليم تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وارتفع سعر الخام الاميركي الخفيف 36 سنتاً الى 54 دولاراً للبرميل. واعلنت وكالة"اوبكنا"امس ان سعر"سلة اوبك"هبط الاربعاء الى 44.99 دولار للبرميل من 46.49 دولار الثلثاء. وقال متعاملون ان الاقبال على شراء السولار"زيت الغاز"دفع سعر النفط الى الارتفاع نتيجة المخاوف في شأن الامدادات في الفترة السابقة لذروة الطلب في موسم الشتاء. وقال ديفيد ثرتل من مصرف"كومنويلث بنك اوف استراليا":"ليس هناك ما يدعو لبيع عقود النفط، بل هناك مبررات عدة للشراء، وتتطلع السوق الى تقرير المخزون الاميركي ولا يزال الانتاج الاميركي من خليج المكسيك متأثراً سلباً بالاعاصير الاخيرة". وتنظر الاسواق بحذر الى حجم مخزونات المشتقات في الدول الصناعية في نصف الكرة الشمالي، خصوصاً وقود التدفئة، التي تقل حالياً عن مستوياتها العام الماضي. ومن شأن ذلك ان يزيد الطلب على الخام لتوفير المخزونات اللازمة لاستهلاك فصل الشتاء. وقال رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك بورنومو يوسجيانتورو امس"ان أسعار النفط ستواصل الارتفاع حتى نهاية تشرين الاول اكتوبر بسبب الطلب المرتفع". وقال بورنومو للصحافيين:"سيواصل سعر النفط الارتفاع حتى نهاية تشرين الاول، لان الطلب لا يزال مرتفعاً"، ولم يدل بأي تعليق آخر. وفي ظل غياب اي قدرات انتاج اضافية لدى دول"اوبك"والمنتجين من خارجها لا يتوقع المحللون انخفاض الاسعار كثيراً قبل نهاية السنة. وتنتج"اوبك"حالياً بأقصى طاقتها تقريباً، بما يزيد على 30 مليون برميل يومياً لمواجهة اعلى طلب دولي على النفط في نحو ربع قرن. وعلى رغم توقعات تراجع الزيادة في نمو الطلب السنة المقبلة، الا ان الطلب القوي على الطاقة من الصين لا يزال يدفع الاسعار الى اعلى. ومع ان الاجراءات الحكومية لتهدئة النمو الاقتصادي السريع، عبر الحد من الاقراض والاستثمار، ادت الى هدوء الطلب الصيني على النفط، فان واردات الصين من الخام السنة المقبلة ستزيد نحو 20 في المئة، حسب تقدير كثير من المحللين. من جهة اخرى، قال زعماء نقابات العمال ان المرحلة الاولى من الاضراب العام في نيجيريا، الذي اثار المخاوف في شأن امدادات النفط من سابع أكبر مصدر في العالم، ستنتهي على الارجح الخميس اذا سار كل شيء على ما يرام. ونظمت النقابات الاضراب احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود المحلية. وأصاب الاضراب معظم قطاعات الاعمال بالشلل بما في ذلك وسائل النقل العام في مناطق كثيرة من البلاد، ولكن عمليات النفط في اكبر منتج في افريقيا ظلت مستمرة كالمعتاد. وسيتوقف الاضراب اسبوعين لاجراء مفاوضات في شأن اتفاق على اسعار الوقود. واذا لم يتم التوصل الى اتفاق في فترة الاسبوعين، ستبدأ النقابات اضراباً شاملاً لأجل غير مسمى قد يمثل تهديداً أكبر لصادرات النفط.