قالت وكالة الطاقة الدولية ان التوسع الاقتصادي الدولي النشط، الذي تقوده الصين، يعزز نمواً اسرع من المتوقع للطلب على النفط. ورفعت الوكالة، ومقرها باريس في تقريرها الشهري عن سوق النفط، توقعاتها للطلب الدولي الكلي على النفط للمرة الثالثة في اربعة شهور ما ادى الى ارتفاع اسعار الخام في الاسواق الدولية بنحو ربع دولار حتى ظهر امس. ورفعت الوكالة توقعات نمو الطلب للسنة الجارية بمقدار 160 الف برميل يومياً الى 1.44 مليون برميل يومياً في سوق النفط الدولية وحجمها 78.4 مليون برميل يومياً. وفي الصيف توقعت الوكالة ان يبلغ نمو الطلب مليون برميل يومياً فقط ما عكس توقعات اكثر تحفظاً بالنسبة للاقتصاد الدولي. ورفعت الوكالة توقعات النمو لسنة 2004 بمقدار 90 الف برميل يومياً الى 1.16 مليون برميل يوميا. وقالت "نمو الطلب على النفط يحركه التوسع السريع في النشاط الاقتصادي الدولي". ورفعت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب في الصين بمقدار 130 الف برميل يومياً ليعكس معدل التحول الاسرع من أنواع وقود اخرى مثل الفحم الى النفط. وشددت الوكالة على ان الطلب على النفط في الصين يستمر تصاعدياً وبسرعة كبيرة. وتوقعت ان يرتفع الطلب الصيني على النفط بمقدار 490 ألف برميل يومياً الى 5.43 مليون برميل السنة الجارية وبمقدار 300 الف برميل اخرى السنة المقبلة. وأعلنت الوكالة ان مخزونات النفط التجارية في الدول الصناعية انحفضت 700 الف برميل يومياً في تشرين الاول اكتوبر نتيجة تراجع مخزون المشتقات الوسيطة قبل فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الارضية. وقالت "ان اجمالي مخزونات النفط انخفض 22 مليون برميل الى 2.55 بليون برميل في تشرين الاول اي اقل بنحو 28 مليون برميل عن العام الماضي و89 مليون برميل عن المتوسط في خمسة اعوام". وسجلت مشتقات، مثل وقود التدفئة، اكبر تراجع خصوصاً في اوروبا بسبب نقص الامدادات من اوروبا واعمال صيانة في مصفاة كبيرة في روتردام. واستقر مخزون النفط الخام للشهر الثالث على التوالي بينما واصلت المخزونات في الولاياتالمتحدة التحسن بفضل الواردات المرتفعة وانخفض المخزون في آسيا بسبب السحب الكبير من الخام. وأدى تراجع المخزونات الكلية الى هبوط مستويات تغطية الطلب دون ما كانت عليه عام 2000 حين ارتفع سعر الخام الاميركي الى 37.50 دولار للبرميل قبل الشتاء. ويجري تداول الخام الاميركي حالياً قرب 32 دولاراً للبرميل. انتاج "اوبك" وافادت الوكالة ان انتاج عشرة اعضاء في "اوبك" يشاركون في نظام حصص الانتاج زاد على المستوى الجديد المستهدف بواقع 1.2 مليون برميل يومياً في تشرين الثاني نوفمبر وان السعودية لم تتمكن من خفض انتاجها عن تشرين الاول سوى بواقع 100 الف برميل يومياً فقط. وجاء في التقرير الشهري للوكالة عن سوق النفط ان اجمالي انتاج "اوبك" ارتفع 255 الف برميل يومياً الى 27.60 مليون برميل يومياً نتيجة الانتعاش المطرد لانتاج العراق الذي لا يخضع لنظام الحصص، ما يعني ان الاعضاء العشرة في المنظمة لم يخفضوا انتاجهم إلا بشكل طفيف الى 25.7 مليون برميل يومياً وان انتاج السعودية انخفض 100 الف برميل يوميا فقط الى 8.5 مليون برميل يومياً بارتفاع 500 الف برميل يومياً على المستوى المستهدف لها. وشددت الوكالة في تقريرها على انه "نظراً لانخفاض اجمالي مخزونات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بواقع 28 مليون برميل عن مستوياتها قبل عام في نهاية تشرين الاول يمكن القول بأن السوق تحتاج للامدادات الاضافية التي تقدمها "اوبك" في الشهور الاخيرة". وتعهدت "اوبك" بخفض الانتاج بواقع 900 الف برميل يوميا الى 24.5 مليون برميل يومياً اعتبارا من اول تشرين الثاني خشية نمو المخزونات بشكل كبير. وابقت "اوبك" على سقف الانتاج من دون تغيير في اجتماعها في الرابع من كانون الاول ديسمبر. وتجتمع المنظمة مرة اخرى في العاشر من شباط فبراير لتحديد سياستها الانتاجية في الربع الثاني من السنة. وقدرت الوكالة ان الانتاج العراقي الشهر الماضي، باستثناء النفط الذي يعاد ضخه في حقول الشمال، زاد 320 ألف برميل يومياً الى 1.9 مليون برميل يومياً. وقالت "ان الصادرات بلغت في المتوسط 1.55 مليون برميل يومياً من مرفأ البصرة الجنوبي". وزادت امدادات النفط الدولية في تشرين الثاني 625 الف برميل يومياً الى 81.73 مليون برميل يومياً تقودها زيادة قدرها 345 الف برميل يومياً في الانتاج من خارج "اوبك"، وهو ما يقل كثيراً عن الزيادة في انتاج المستقلين في تشرين الاول وقدرها 900 الف برميل يومياً. وجاءت معظم الزيادة في انتاج تشرين الثاني من انغولا وروسيا والبرازيل والصين. ومقارنة مع تشرين الثاني العام الماضي زاد الانتاج الدولي 2.8 مليون برميل يومياً مع ارتفاع انتاج "اوبك" 900 الف برميل يومياً ونمو الامدادات من خارج "اوبك" بواقع 1.59 مليون برميل يومياً. من جهة ثانية ذكرت وكالة أنباء "أوبكنا" ان سعر السلة ارتفع الثلثاء الى 29.73 دولار للبرميل من 29.47 دولار الاثنين ليظل بذلك أعلى من النطاق السعري المستهدف بين 22 و28 دولاراً للبرميل. وعند الثانية عشرة ظهر امس جرى التعامل في عقود الخام الاوروبي "برنت" لكانون الثاني يناير عند مستوى 29.83 دولار للبرميل ارتفاعاً من 29.63 دولار للبرميل عند الفتح بعدما سجل مستوى 29.90 بعد اعلان تقويم وكالة الطاقة.