تطوعت صحيفة "واشنطن تايمز" اليمينية التي يملكها القس الكوري الثري صن ين مون، لتكون رأس حربة اليمين المسيحي المتطرف في مواجهة "الانحطاط الاخلاقي" للإعلام الأميركي الليبرالي. واتهمت الصحيفة امس المرشح الديموقراطي للرئاسة جون كيري بأنه يستغل احتمال فرض التجنيد العسكري الإجباري وسيلة لإرهاب الأميركيين للتصويت ضد بوش. ووصفت ذلك بأنه "تكتيك سيبوء بالفشل"، إذ تؤكد الاستطلاعات تقدم بوش في أوساط افراد القوات المسلحة الأميركية بنسبة ثلاثة الى واحد. وشنت الصحيفة هجوماً لاذعاً على كيري الذي وجه "ضربة رخيصة" باستغلاله ميري تشيني، ابنة نائب الرئيس في الحديث عن حقوق المثليين. وفي المقابل، هاجمت الصحيفة ليز إدواردز، زوجة المرشح الديموقراطي لموقع نائب الرئيس "لانعدام الاخلاق" بسبب دفاعها عن زوجها وعن كيري لاستغلالهما ابنة تشيني. اما هيلاري روزن، الكاتبة الليبرالية في صحيفة "واشنطن بوست"، فاتهمت آل تشيني بالنفاق والغضب المصطنع الهادف لاستغلال بساطة الأميركيين وحساسيتهم تجاه القضايا العائلية الخاصة، والاستفادة منها سياسياً. وفي افتتاحيتها، دافعت "واشنطن بوست" عن المناظرات الرئاسية الثلاث كمنبر للتعرف على المرشحين في شكل أفضل "على رغم أن هذه المناظرات ليست كسابقاتها" في التلقائية والأصالة. وفي افتتاحيتها الرئيسة، تحدثت "واشنطن بوست" عن استمرار حرب فيتنام كعامل مؤثر في الانتخابات، بعد نحو 30 عاماً من انتهائها. إذ قررت شركة "سنكلير" الإعلامية استعمال محطاتها الستين لعرض فيلم وثائقي يشكك ببطولة كيري في تلك الحرب قبل 35 عاماً وتزويره لحقيقة ما جرى في تلك المعركة، للحصول على الأوسمة، مذكرةً القراء بأن كيري الذي يخضع سجله الحربي حالياً للتدقيق، تطوع وحارب وجرح في فيتنام، بينما تهرب بوش من الذهاب إلى الحرب ذاتها مختبئاً وراء ستار عائلته المؤثرة. ويزداد الفصل الانتخابي لهذا العام إثارة. وتطل صحيفة "ميامي هيرالد" لتنذر بأن الانتخابات الحالية قد لا تختلف عنها في عام 2000 في ولاية فلوريدا. ويكاد التقارب بين المرشحين أن يكون متساوياً مئة في المئة. والرابح - ولو بعشرات الأصوات - سيفوز بكامل أصوات الولاية الانتخابية ال27، ولاية الشمس والأعاصير. وقد يضرب إعصارها مرة ثانية في السياق الانتخابي الأميركي كما حدث في المرة الماضية. وفي خضم الحديث عن ولايات المعارك الساخنة، تأتي ولاية ويسكونسون في الوسط الغربي. وتقول صحيفة "ماديسون تايمز" أن الرئيس الأميركي جورج بوش لا يعاني من نقص في القدرة التعبيرية، "بل من نقص فكري"، لتتهمه بالتذبذب الأبلغ مقارنة بمنافسه الديموقراطي في خصوص الحرب في العراق. فهو الذي ادعى يوم 2003/5/1 أن الحرب انتهت "والمهمة تحققت ولكننا الآن نعاني الخسائر البشرية يومياً" ، وهو من تحدث عن تحالف الراغبين والأربعين دولة والحقيقة "أننا وحدنا عملياً باستثناء حليفتنا بريطانيا التي تلوذ في جنوبالعراق بعيداً من غضب المثلث السني". أما "نيويورك تايمز"، فتذكر قراءها "أننا نختبر أثراً جديداً لعامل الدين في السياسة" هذه الأيام كما لم يتخيله مؤسسو الولاياتالمتحدة وواضعو الدستور. فبينما كان المجتمع يعتقد أن عامل الدين في السياسة يقتصر على اليمين المسيحي، تفاجئ "نيويورك تايمز" قراءها ببروز "تحالف ليبرالي من المتدينين وأصحاب التقوى ورواد الكنائس من مؤيدي الإجهاض والمثلية لدعم كيري وهزيمة بوش".