حمل رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون الفلسطينيين مسؤولية تفجيرات طابا، معتبراً ان "الاعتداءات وقعت في مصر ومست هذا البلد لكنها استهدفت مواطني اسرائيل على خلفية ردود الفعل العدائية التي صدرت عن مسؤولين فلسطينيين، وهذا الأمر يبرز جلياً". وتابع في مستهل جلسة الحكومة الاسبوعية: "اكرر شكري للرئيس حسني مبارك والحكومة المصرية على تعاونهما الوثيق". وعمد شارون الى توجيه الشكر لمبارك مجددا "لإخراس الأصوات داخل حكومته المنتقدة تلكؤ المصريين"، كما أفادت وسائل الإعلام العبرية. لكن هذا لم يمنع وزير الخارجية سلفان شالوم من "الإعراب عن أسفه" للتأخير في فتح المعبر الحدودي في طابا أمام وحدات الانقاذ الاسرائيلية. وقالت الاذاعة العبرية ان وزراء حملوا بشدة على "سلوك المصريين". ونقلت صحيفة "هآرتس" عن رئيس أركان الجيش الجنرال موشيه يعالون قوله للوزراء في جلسة الحكومة الطارئة الجمعة الماضي، "ان من يغض الطرف عن تهريب الأسلحة المتواصل عبر الانفاق من أراضيه الى رفح مصر يجب ألا يفاجأ عندما تقع عملية ارهابية في مواقعه السياحية في سيناء". واعتبر المعلق السياسي في الصحيفة ان شارون يشيد بالجهود المصرية انطلاقاً من "رؤية استراتيجية تقوم على تعزيز التعاون الأمني والاستخباري بين الجانبين في مواجهة التهديد المشترك الارهاب". ونقل عن موظفين اسرائيليين قولهم ان الاعتداءات في سيناء قد تؤدي الى تعزيز التعاون "وفي قنوات غير منظورة"، وان المهمة لتحقيق ذلك ملقاة على كاهل رئيسي جهازي الاستخبارات "شاباك" و"موساد". وأضاف ان أحداً في تل أبيب لا يتوقع تحولا في المواقف السياسية المصرية "لكن اسرائيل اثبتت في السنوات الأخيرة انه بمقدورها اقامة علاقات أمنية وثيقة في موازاة انتقادات لممارساتها في المناطق الفلسطينية المحتلة، كما الحال مع الأردن وتركيا". الى ذلك، تراجعت اسرائيل بعض الشيء عن اتهاماتها لتنظيم "القاعدة" بتخطيط عمليات التفجير وتنفيذها، وفيما التزم مسؤولوها الصمت في اليومين الأخيرين راحت تعليقات الصحف تتبنى الترجيحات المصرية بضلوع عناصر محلية وبمساعدة خارجية في العمليات. واعترف المعلق زئيف شيف هآرتس بفشل الاستخبارات الاسرائيلية في التسلل الى صفوف "الجهاد الاسلامي العالمي وأذرعه المختلفة". وتعرفت اسرائيل الى أصحاب ست جثث اضافية من الاسرائيليين ليصل عدد القتلى الى 11 بعدما سارع عدد من المسؤولين فيها الى توقع أكثر من 20 قتيلاً اسرائيلياً. ودعا شارون السياح الذين ما زالوا في سيناء، ويقدر عددهم ب3 آلاف، الى العودة الى منازلهم فوراً معتبراً بقاءهم عبئاً على أجهزة الأمن الاسرائيلية. وقال رئيس "هيئة مكافحة الارهاب" انه "لا يستبعد المزيد من الهجمات في سيناء".