فيما اكدت مصادر صحافية اسرائيلية ان ثمة "ازمة حقيقية" في العلاقات الاردنية الاسرائيلية وراء تأجيل زيارة وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم للاردن، اكدت مصادر رسمية اردنية ان الخلاف في شأن قضية المعتقلين الاردنيين في اسرائيل هو الذي حال دون اتمام زيارة شالوم التي كانت مقررة امس. واوضحت المصادر الاردنية ان تل ابيب أصرّت على رفض اطلاق اربعة اردنيين معتقلين قبل ابرام اتفاق السلام بين البلدين عام 1994، بحجة ان "ايديهم ملطخة بدماء الاسرائيليين"، في الوقت الذي وافقت على اطلاق 430 اسيراً فلسطينياً وعربياً في اطار اتفاقها مع "حزب الله" اللبناني. وحرصت الناطقة الرسمية باسم الحكومة الاردنية الوزيرة أسمى خضر على ان تؤكد ان زيارة شالوم "تأجلت لأسباب فنية بين الجانبين، وسيتم الاتفاق على موعد جديد لها في المستقبل القريب" بعدما شدّدت على ان "للاردن مصلحة في اتمام هذه الزيارة، لأسباب جوهرية خصوصاً متابعة قضية الاسرى والمسائل الفنية الخاصة بالجدار العازل واهمية تحريك عملية السلام وتنفيذ خريطة الطريق". ولمحت الى ان الخلاف حول المعتقلين قائلة ان "الاردن يريد لهذه الزيارة ان تتم، ولكننا نريدها ان تتتم بما يحقق الهدف منها"، مشيرة الى ان "مسألة الافراج عن المعتقلين الاردنيين لا تزال قائمة ويتوقع اطلاقهم مستقبلاً". وابلغ مسؤولون الى "الحياة" ان "خلافاً حقيقياً في شأن اطلاق المعتقلين الاربعة سلطان العجلوني وايمن عبدالكريم وخالد ابو غليون وسالم ابو غليون حدث في الساعات الاخيرة من ليل اول من امس اثناء الاتصالات الديبلوماسية" بين البلدين، اذ ان اسرائيل أصرّت على عدم اطلاقهم بدعوى انهم "نفّذوا عمليات ادت الى موت اسرائيليين" وقال ان هذا الموقف "انعكس سلباً على الجدوى التي كان يريدها الاردن من الزيارة". وكان مسؤولون اكدوا ل"الحياة" هذا الاسبوع ان اعادة السفير الاردني الذي سحبته عمان من تل ابيب في تشرين الاول اكتوبر عام 2000 بعد ايام من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية "تتوقف على مدى التقدم الذي ستحرزه المحادثات حول قضية الاسرى". من جهة اخرى، وفيما حاول ديبلوماسيون اسرائيليون وأردنيون التقليل من شأن انعكاسات إلغاء وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم زيارته الى عمان على العلاقات بين البلدين والقول انهم سيتغلبان على الخلاف في وجهات النظر بينهما في شأن اطلاق السجناء الأردنيين في السجون الاسرائيلية، اكدت أوساط صحافية اسرائيلية ان العلاقات تشهد أزمة حقيقية جراء مماطلة تل ابيب في تنفيذ وعدها اطلاق سجناء اردنيين واتهام اسرائيل للأردن بتبني مواقف متشددة من الجدار الفاصل الذي تقيمه في الضفة الغربية.