يصل الى عمان غداً وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم في زيارة رسمية يعول الأردن كثيرا عليها في حل قضية الأسرى الأردنيين وفي احتواء الأزمة التي نشبت بين عمان وتل أبيب في أعقاب تحذيرات وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون الى المملكة الأسبوع الماضي بسبب موقفها المعارض ل"الجدار الفاصل". وأفاد نائب رئيس الوزراء الأردني محمد الحلايقة أن "زيارة شالوم تأتي في إطار الجهود الأردنية الرامية الى إطلاق 71 أسيراً أردنياً في السجون الاسرائيلية" بعدما أفرجت تل أبيب في تشرين الثاني نوفمبر الماضي عن 10 معتقلين، وقال في رده على احتجاج النواب الإسلاميين في البرلمان على الزيارة ومطالبتهم بإلغائها ان هناك "بوادر إيجابية للإفراج عن عدد كبير منهم". وقال مسؤول أردني بارز ل"الحياة" ان تل أبيب أبلغت عمان مطلع الأسبوع الجاري أنها "ستفرج عن عدد غير معروف من السجناء الأردنيين، بمعزل عن الاتفاق الذي أبرمته مع حزب الله لتبادل الأسرى"، متوقعاً "الإفراج عن مجموعة من الأسرى بعد أيام قليلة من زيارة شالوم". وأشار الى أن "الدفعة الجديدة لن تشمل الأسرى الأربعة المعتقلين في السجون الاسرائيلية قبل توقيع معاهدة السلام بين الجانبين" عام 1994، وهم سلطان العجلوني، وأيمن عبدالكريم، وخالد أبو غليون، وسالم أبو غليون. وأكد المسؤول أن "إعادة السفير الأردني الذي سحبته عمان من تل أبيب" في تشرين الأول أكتوبر عام 2000 بعد أيام من اندلاع الانتفاضة "تتوقف على مدى التقدم الذي ستحرزه المحادثات الخاصة بقضية الأسرى" بين شالوم ونظيره الأردني مروان المعشر. وتوقعت الناطقة الرسمية باسم الحكومة الأردنية الوزيرة أسمى خضر في تصريحات أمس "الإفراج عن 20 سجيناً أردنياً في غضون الأيام القليلة المقبلة"، مؤكدة أن الاتصالات الأردنية مع اسرائيل شددت على ضرورة "اطلاق جميع السجناء الأردنيين خصوصا الأربعة المعتقلين قبل عام 1994". الى ذلك، كشف المسؤول أن عمان "ستستوضح من شالوم عن تصريحات شارون الأخيرة" التي انتقدت الموقف الأردني من "الجدار الفاصل"، وقال ان "معارضة الأردن الاستمرار في بناء هذا الجدار تنطلق من موقفه الداعي الى تطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي"، فضلاً عن ان هذا "الجدار يهدد مصلحة الأردن في قيام دولة فلسطينية مستقلة". وأعرب الأردن الأسبوع الماضي عن اسفه لتصريحات شارون التي قال فيها ان "الأردن سيخسر الكثير من تدهور العلاقات مع اسرائيل بسبب مشاركته الفاعلة في الحملة الدولية ضد بناء الجدار"، وأكد أن هذا الموقف "مستغرب وفي غير مكانه".