قال رئيس شركة "مايكروسوفت" بيل غيتس عقب لقائه الرئيس حسني مبارك وافتتاح مؤتمر مطوري "مايكروسوفت" في القاهرة أمس، ان الشركة تدرس بجدية التعاون مع بلدان عدة في المنطقة قريباً، بالنظر الى التجربة المصرية في مجال المعلومات التي وصفها ب"الممتازة"، مؤكداً ان تعاون الشركة مع الحكومة المصرية مثالي ويمكن تطبيقه في دول عدة. ووقعت "مايكروسوفت" امس اتفاقين مهمين مع الحكومة المصرية، الاول في شأن "برنامج أمن الحكومات" والثاني في شأن ما يسمى "شركاء في التنمية". استقبل مبارك أمس رئيس شركة "مايكروسوفت" وبحث معه في موضوع التعاون بين الحكومة والشركة في مجالات عدة في مقدمها الحكومة الالكترونية وتدريب القوى البشرية والتحالفات بين "مايكروسوفت" وشركات مصرية في مجال تكنولوجيا المعلومات. وقال وزير الاتصالات احمد نظيف، الذي حضر اللقاء، إن غيتس ابلغ الرئيس مبارك دعمه الكامل والشخصي لبرنامج الحكومة لتنمية مجتمع المعلومات. وقال غيتس إنه استمع الى آراء رجال الأعمال واستفساراتهم وتبادلوا الرأي في شأن التقدم السريع في مجال التكنولوجيا والتزام تحقيق أهداف مصر في خلق فرص عمل. وأعرب غيتس عن اعتقاده بأن مصر لديها إمكانات كبيرة وأن "مايكروسوفت" تقدر الفرصة التي منحت لها للتعاون مع الحكومة من خلال توفير الكومبيوترات المنخفضة الكلفة والتعاون لإطلاق الحكومة الالكترونية التي تساعد على الانفتاح ورفع الكفاءة. وأعرب عن اهتمامه بالمؤتمرين المنعقدين في مصر مؤتمر القيادات الحكومية العربية والمؤتمر الاقليمي لمطوري مايكروسوفت، مشيراً الى ان ارتفاع عدد المشاركين يبرهن على الاهتمام في مجال التكنولوجيا. وأكد غيتس وجود الامكانات لدى مصر كي تكون دولة منتجة في مجال التكنولوجيا، لافتاً الى ان الحكومة المصرية تعمل مع "مايكروسوفت" على رفع كفاءة الشركات المصرية. وأشار إلى وجود شركاء جيدين في هذا المجال، وأن الأمر يستلزم عنصرين، الأول هو الالتزام والثاني وجود بنية تحتية جيدة منخفضة الكلفة، لافتاً الى ان الحكومة استثمرت فعلاً في هذا المجال. وحول مشكلة إدارة الانترنت في العالم، قال غيتس إنه مؤمن بالتأكيد باستخدام البرمجيات كأداة من خلال البريد الالكتروني وكشوف الحسابات والتي تساعد على توفير الكثير من الوقت والاتصال بين الاشخاص على رغم بُعد المسافات. وعن الحكومة الالكترونية، اكد غيتس أهمية هذا الأمر مشيراً الى ان استخدام التكنولوجيا في مجال الحكومة الالكترونية لم يصل الى حده الاقصى من قبل أي حكومة. وأوضح أن الولاياتالمتحدة ليست هي الرائدة في هذا المجال بل توجد دول أصغر منها مثل ايرلندا وسنغافورة تنسق شركة "مايكروسوفت" معها كل النشاطات داخل الحكومة الالكترونية مثل إصدار بطاقات الهوية. وأعرب غيتس عن سعادته بما أنجزته مصر في هذا المجال، مشيراً الى أنه اطلق مع رئيس الوزراء المصري عاطف عبيد بوابة الحكومة الالكترونية التي ستمكن المواطنين من التخلص من الاعمال الورقية والوقوف في طوابير لإنجاز أعمالهم. ووقعت الحكومة المصرية و"مايكروسوفت" أمس اتفاق "برنامج أمن الحكومات" لتنضم بذلك الى البرنامج العالمي الذي أطلقته "مايكروسوفت" اخيراً ويهدف الى زيادة عناصر الثقة التقنية بين الشركة والحكومات التي تستخدم منتجاتها. وقال وزير الاتصالات ان البرنامج مبادرة عالمية من "مايكروسوفت" تمكِّن الحكومات الموقعة على الاتفاق من الاطلاع على شيفرة كود البرنامج الرئيسي لنظام تشغيل "ويندوز". وتقدم "مايكروسوفت" بموجب الاتفاق معلومات عدة تقنية ومتطورة خاصة بنظم العمل لممثلي هذه الحكومات بهدف نهائي هو زيادة القدرات الأمنية لنظم المعلومات المعتمدة على أنشطة "ويندوز" من خلال ثقافة الاطلاع على كود المصدر لنظم التشغيل. وقال رئيس "مايكروسوفت" في اوروبا والشرق الاوسط وافريقيا جون فيليب كورتوا إن توقيع الاتفاق مع مصر يعيد التأكيد على حجم التقدير العالمي الذي تتمتع به مصر في قطاع تكنولوجيا المعلومات، لافتاً الى ان "مايكروسوفت" حددت معايير صارمة بالنسبة للحكومات التي يمكن لها توقيع الاتفاق معها لضمان السرية والأمان لهذه المعلومات الحساسة. وتعتبر مصر من اوائل الدول التي وقعت على الاتفاق، الى جانب الصين وبريطانيا وروسيا وحلف الناتو، فيما تناقش الشركة توقيع الاتفاق مع 20 دولة أخرى.