في تطور ملفت ارسل أركان الحكومة المصرية برقيات تعزية إلى جماعة "الإخوان المسلمين" بوفاة مرشدها مأمون الهضيبي، فيما لم يستبعد القائم بأعمال المرشد السيد محمد هلال اختيار خليفة للهضيبي من خارج مصر. وقال في حديث إلى "الحياة" أن "مكتب الإرشاد سيضطلع بمهمة اختيار المرشد الجديد"، لأن "الظروف الأمنية تحول دون عقد اجتماع مجلس شورى الإخوان الذي يتكون من أكثر من 70 عضوا". ولاحظ "الإخوان" تعاطياً إيجابياً من الحكومة لمناسبة وفاة الهضيبي. إذ، بعد الموافقة على ترتيبات الجنازة وحفلة التأبين التي حضرها شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي وأقطاب من الحكومة والحزب الوطني الحاكم، تلقت الجماعة أمس برقيات تعزية من رئيس الوزراء الدكتور عاطف عبيد ووزير مجلسي الشعب والشورى السيد كمال الشاذلي ووكيل البرلمان السيد سيد راشد. كما استقبل أعضاء "مكتب الإرشاد" في مقر "الإخوان" في حي المنيل جنوبالقاهرة مساء أول من امس وفداً يمثل حركة "حماس" برئاسة السيد محمد نزال عضو المكتب السياسي للحركة الذي نقل تعازي زعيم الحركة الشيخ أحمد ياسين. وفيما يواصل قادة التنظيم مشاورات تمهيداً لإعلان اسم المرشد الجديد استبعد هلال عقد اجتماع "مجلس شورى الجماعة" الذي تخوله لوائح "الإخوان" انتخاب المرشد. وتوقع أن تلقي السلطات القبض على المشاركين في الاجتماع وتزج بهم إلى السجون في حال عقده. وقال هلال ل"الحياة" إن الحكومة "لا تألو جهداً في استغلال أي فرصة لضرب الإخوان والتأثير عليهم باختلاق قضايا باطلة وتقديم المتهمين فيها إلى المحاكم العسكرية"، مشيراً إلى أن آخر اجتماع للمجلس عقد في كانون الثاني يناير العام 1995 لاختيار أعضاء "مكتب الإرشاد"، فقبضت السلطات على أكثر من 80 ممن شاركوا في الاجتماع واحالتهم على محكمتين عسكريتين، وحكم على عدد كبير منهم بالسجن مدداً تراوح بين 3 و5 سنوات. وأوضح أن لائحة الجماعة تنص على أنه "إذا تعذر اجتماع مجلس شورى، فإن لمكتب الإرشاد كل صلاحيات مجلس الشورى ما يعني أن اختيار المرشد، في ظل الظروف القائمة، من جانب المكتب لا يخل بقواعد الجماعة". وأوضح أن "اللائحة لا تنص على أن يكون المرشد العام من المصريين، لكن ما جرى عليه العمل منذ الإمام حسن البنا أن يكون المرشد من المصريين، وذلك راجع لأسباب عدة، منها أن مصر نشأت فيها دعوة الإخوان العام 1928". ونفى وجود صراعات بين الأعضاء على موقع المرشد، مؤكداً أن "كل ما يدعيه بعضهم عن وجود خلافات وصراعات بين ما أسماه بالحرس القديم وجيل الشباب، هو مجرد كلام". من جهة أخرى أحدث تصريح أصدره الشيخ يوسف القرضاوي في شأن اعتذاره عن عدم قبول منصب المرشد جدلاً كبيراً، لكن القيادي البارز في الجماعة الدكتور عصام العريان أوضح أن المنصب عرض على القرضاوي قبل نحو 30 عاماً، بعد وفاة المرشد الثاني حسن الهضيبي، فاعتذر القرضاوي عن عدم قبوله، وفضل أن يظل يعمل ضمن الجماعة من دون موقع قيادي. وقال العريان ل"الحياة": "بعدها بسنوات وفي بداية التسعينات اتخذ الشيخ القرضاوي قراره، بموافقة كل هياكل الجماعة، بالابتعاد عن أي موقع تنظيمي كي ينطلق في مجال الدعوة لتأسيس صحوة إسلامية عامة مفضلاً التحرر من قيود العمل التنظيمي". ورجح العريان ان يكون مكتب القرضاوي "عمم تصريحه بسبب اشاعات ترددت عن توليه موقع المرشد خلفاً لمأمون الهضيبي وتأكيد ان هذا الامر لم يعد وارداً بعد مرور كل تلك السنوات".