قام ولي العهد القطري الشيخ محمد بن حمد آل ثاني مساء أول من امس بزيارة مقر "الاخوان المسلمين" في القاهرة على رأس وفد لتقديم التعزية بوفاة مرشد الجماعة السيد مصطفى مشهور، وذلك في خطوة لا سابق لها جاءت في مصلحة الجماعة وأظهرتها ككيان لا يمكن حجبه. وهذه المرة الأولى التي يقوم فيها وفد يمثل حكومة عربية بتقديم التعزية علنا ل"الاخوان"، أو ان يزور مقرهم الذي تعتبره السلطات المصرية مكاناً يأتي اليه المخالفين للقوانين المصرية. وتتحفظ الحكومة المصرية عن قيام شخصيات عربية غير منتمية الى "الاخوان" على زيارة مقر الجماعة أو عقد لقاءات علنية معهم. وكان الوفد القطري وصل في طائرة خاصة الى مطار القاهرة. وضم، إلى ولي العهد، وزير الاوقاف السيد احمد عبد الله المري ووكيل التشريفات في الديوان الاميري الشيخ عبد الرحمن بن سعود الثاني. ولم يصطحب أي مسؤول، أو حتى موظف حكومي مصري، ولي العهد القطري ومرافقيه الى مقر "الاخوان" الذي يقع في شارع الملك الصالح في حي الروضة على نيل القاهرة. واستقبل الوفد اعضاء مكتب الارشاد، وعلى رأسهم المستشار مأمون الهضيبي الذي يتوقع ان يعلن في غضون أيام مرشدا عاما خلفاً لمشهور. وحضر اللقاء الأمين العام للجماعة الدكتور محمود عزت وعضو مكتب الارشاد المهندس محمد خيرت الشاطر. ورفضت مصادر رسمية مصرية التعليق على اللقاء الذي استمر نحو ساعة. وكان الهضيبي التقى قبلها وفدا يمثل "الاخوان المسلمين" في السودان ضم المراقب العام الدكتور البر نور التريح ونائبه الشيخ علي جاويش ورئيس مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني الحاكم الدكتور عبد الرحمن علي. ومن جهة اخرى أفادت مصادر في الجماعة أن اجراءات تنصيب الهضيبي مرشداً عاما تستكمل خلال أيام، وان التنظيم سيصدر بياناً يوضع فيه الخطوات التي اتخذت كي يتوافق انتخاب الهضيبي مع اللائحة الداخلية. ورجحت المصادر ألا يتم اعلان اسماء نواب المرشد العام سريعاً، مشيرة الى أن الهضيبي يفضل أن تتم تلك الخطوة في مرحلة لاحقة حتى يستقر على الاشخاص الذين يرتاح الى التعاون معهم في قيادة الجماعة.