يمكن المراقب المتابع نشاطات الفنانة العراقية سحر طه الأخيرة، أن يلحظ اهتماماً متزايداً من المستمع العربي بصنوف الفن الغنائي العراقي. هناك طبعاً مهرجانات جرش وحفلات المركز الثقافي الملكي في عمان التي أحيت فيهما الفنانة سحر طه أمسيتين من الطرب ساد فيهما الموال العراقي وأغاني التراث والفولكلور كأغنية "يا طير" التي حركت شجون الجمهور... وهناك أمسيات معرض دمشق الدولي حيث قدمت سحر طه، لمناسبة اليوبيل الذهبي للمعرض وفي ذكرى مرور أربعين سنة على وفاة ناظم الغزالي، أمسية غنائية بعنوان "تحية إلى ناظم الغزالي". وتضمن البرنامج عدداً من المواويل والأغاني التي اشتهر بها الغزالي مثل: "ميحانة" و"طالعة من بيت أبوها" و"قل لي يا حلو" و"فوق النخل"... وشاركت سحر طه في أمسيات تراثية عدة في "مسرح بيروت" ومسرح الجامعة الأميركية ومهرجان المدينة في تونس... إلى اشتراكها اخيراً في مهرجان للموسيقى التراثية العالمية في النمسا حيث قدمت مجموعة من المقطوعات الموسيقية التراثية العراقية. ولا يعود اهتمام الفنانة سحر طه وتركيزها على أغاني التراث العراقي إلى فترة قصيرة من الزمن. فبعد دراستها الأكاديمية لإدارة الأعمال في بغداد وانتقالها للعيش في بيروت مع زوجها اللبناني سعيد طه، بدأت دراستها لآلة العود في المعهد الموسيقي الوطني في بيروت، لتبدأ بعدها مرحلة الاحتراف الموسيقي في العام 8619 عبر حفلة أقامتها في معهد "غوته" في بيروت، ولتبلغ بعدها مرحلة "التأسيس" كما سمتها، إذ قدمت، وعلى فترة امتدت لأكثر من عشر سنوات، معظم ألوان "أغاني التراث العربي" إلى أن استقرت كما قالت ل"الحياة" حينما التقتها في بيروت في الخط الغنائي الذي يلائمها أكثر من ناحية الخامة الصوتية التي تمتلكها، وفي النمط الذي يثري وجدانها الفني، على أغاني التراث العراقي، يدفعها إلى ذلك حنينها إلى "دجلة" والأرض التي احتضنتها منذ الصغر.