سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
توتر يخرق "الهدوء الطويل" لجبهة الجنوب اللبناني بعد اغتيال ناشط في المقاومة ."حزب الله" يقصف مواقع للاحتلال في مزارع شبعا ومواجهات يتدخل فيها الطيران الاسرائىلي والمدفعية الثقيلة
عادت جبهة الجنوب اللبناني الى واجهة الاحداث مجدداً اذ تحركت بعد هدوء دام نحو ستة اشهر وشهدت تطوراً عسكرياً بارزاً حينما شن "حزب الله" هجوماً بالصواريخ على دفعتين ضد مواقع اسرائىلية داخل مزارع شبعا المحتلة وتلال كفرشوبا اعقبته مواجهات عنيفة شارك فيها سلاح الطيران ومدافع الميدان. وفي حين تردد ان هذا الهجوم قد لا يكون بعيداً من توعد "حزب الله" بالرد على عملية اغتيال احد كوادره الاسبوع الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت ووضعه في اطار مقاومة الاحتلال فإن اسرائىل وصفت الهجوم ب"الخطير جداً"، وقالت انه "يعبر عن احباط "حزب الله" وأصدقائه حيال تراجع اعمال العنف من الجانب الفلسطيني". وأعلنت "المقاومة الاسلامية" الجناح العسكري ل"حزب الله" ان مجموعات الشهيد علي حسين صالح في المقاومة هاجمت عند العاشرة إلا ربعاً صباح امس مواقع العدو الصهيوني في الرادار، رويسات العلم والسماقة مستخدمة الاسلحة المباشرة والصاروخية وحققت اصابات مباشرة، وقالت في بيان لها ان مجموعات المقاومة عاودت هجماتها على المواقع المذكورة بعد نصف ساعة على العملية الاولى بالأسلحة المناسبة. وعاهدت المقاومة "شعبها وأمتها انها ماضية في جهادها حتى تحقيق كل الاهداف المقدسة التي قضى من اجلها الشهداء الابرار". وفي القدس، اكد متحدث باسم الجيش الاسرائىلي ان هجمات "حزب الله" لم تؤد الى سقوط قتلى او جرحى بين العسكريين الاسرائىليين. وقال: "ان المدفعية الاسرائىلية المتمركزة في قطاع شبعا على الحدود بين لبنان واسرائىل وسورية ردت على هجوم "حزب الله" الذي اطلق عشرات الصواريخ وقذائف الهاون وقذائف مضادة للدبابات ونيران الاسلحة الرشاشة على مواقع اسرائىلية". وأوضح المتحدث ان مروحيات اسرائىلية حلقت في سماء لبنان لتحديد مصادر النيران، وان قذيفتي هاون انفجرتا قرب بلدتين درزيتين في هضبة الجولان السورية المحتلة لكنهما لم تسببا اصابات. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مراسلها انه رأى سحابة كبيرة من الدخان الاسود فوق موقع الرادار الذي استهدف بنحو ثلاثين قذيفة. وذكرت مصادر امنية وشهود عيان في الجنوب ان المقاومين اطلقوا عشرات الصواريخ وقذائف الهاون على المواقع الاسرائىلية وان مواجهات عنيفة دارت لأكثر من ساعتين استخدمت فيها سائر انواع الاسلحة وطاولت القذائف عمق مزارع شبعا. وتدخل الطيران الحربي الاسرائىلي وشن ست غارات ألقت اكثر من 12 صاروخاً وقنابل عنقودية محرمة دولياً على اطراف كفرشوبا ومحيط راشيا الفخار وجوار شبعا وحلتا وكفرحمام، احدثت حرائق في المزروعات والممتلكات. وتصدت المقاومة للطائرات المغيرة بصواريخ تطلق من الكتف من نوع "سام 7". وتزامن ذلك مع تحليق استكشافي كثيف للمروحيات الاسرائىلية فوق المزارع ومشطت بالرشاشات الثقيلة احراج المنطقة. وسبق الغارات وأعقبها قيام المدفعية الاسرائىلية المتمركزة في مزارع شبعا وشمال اسرائىل بقصف مركز من عياري 155 و175 ملم على اطراف 10 قرى لبنانية. وأحصت مصادر امنية سقوط اكثر من مئتي قذيفة على المناطق المستهدفة من دون وقوع اصابات. وأفادت المصادر الامنية وشهود عيان في المنطقة ان موقع مرصد جبل الشيخ الاسرائىلي اصيب وشوهدت النيران تندلع منه وان سحابة دخان كبيرة ارتفعت فيه. وفي حين اكدت اسرائىل عدم سقوط اصابات في صفوف قواتها نقلت قناة "المنار" التابعة ل"حزب الله" عن مصادر امنية ان العملية اسفرت "عن وقوع خمس اصابات بين جنود الاحتلال بينهم اصابة خطرة". اما نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، فقال لوكالة "رويترز": "توجد مجموعة من الخسائر لأن الاصابات كانت محكمة لكن هذا الامر سيظهر تباعاً وستكشف حجم الخسائر لأن الاستهداف ليس للحجر وانما للبشر". وقال مسؤول الاعلام المركزي في "حزب الله" الشيخ حسن عز الدين ان من حق المقاومة ان تقوم بما يناسب وبالتوقيت المناسب، معتبراً انها معنية في الدفاع عن شعبها وعن لبنان. واذ حمل "العدو الصهيوني مسؤولية اي تصعيد قد يستجد"، قال: "ان عمليات اليوم أمس تأتي في سياق الرد الطبيعي على اعتداءات العدو وانتهاكاته السيادة اللبنانية جواً وبحراً وبراً"، مشيراً الى "تمادي العدو الاسرائىلي ومحاولاته المتكررة الاخيرة لزعزعة الاستقرار والأمن". وعلى صعيد أمني آخر انفجر لغم ارضي امس في منقب عن الألغام من زيمبابوي يعمل في اطار عملية التضامن الاماراتية لنزع الألغام التي كانت زرعتها اسرائىل قبل انسحابها في محيط قرية الماري في منطقة حاصبيا ما ادى الى اصابته بجروح مختلفة.