انتهت أزمة المطلوبين المعتقلين في مقر الرئيس ياسر عرفات في مبنى المقاطعة بمدينة رام الله في الضفة الغربية أمس بعودة الأمور إلى سابق عهدها. وقال الناطق باسم كتائب شهداء الأقصى "أبو مجاهد" في حديث إلى "الحياة" ان "أزمة المطلوبين ال22 من كتائب شهداء الأقصى انتهت بأن يبقوا في مقر المقاطعة على حالهم". وأضاف: "لن يُرحلوا إلى أريحا أو غزة ولن يخرجوا من مبنى المقاطعة حتى تنسحب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مدينة رام الله". وكانت الأزمة نشأت عندما اعتقل الأمن الفلسطيني المطاردين المطلوبين لإسرائيل ال22 في إحدى الغرف في مقر الرئيس عرفات المحاصر منذ أكثر من 15 شهراً بدعوى حمايتهم من عملية إسرائيلية مفترضة لاغتيالهم أو اعتقالهم. وتردد ان احد سيناريوهات حل الأزمة خلال اليومين الماضيين كان اعتقالهم في سجن بمدينة أريحا تحت رقابة اميركية أسوة بما حصل للأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات المعتقل تحت رقابة اميركية وبريطانية في احد سجون السلطة الفلسطينية في المدينة منذ الأول من أيار مايو 2002. كما وتردد سيناريو آخر يتمثل في إبعادهم الى قطاع غزة، أسوة بمبعدي كنيسة المهد ال26 الذين ابعدوا الى القطاع في التاسع من ايار 2002 بموجب صفقة بين السلطة وإسرائيل والولايات المتحدة. لكن كتائب شهداء الأقصى هددت بأنها ستكون في حِلّ من أي اعلان لوقف النار او هدنة اذا تم المساس بأي عضو أو قيادي فيها. وحذر "ابو مجاهد" من انه "إذا تم المساس بأي قائد او مطلوب سنكون في حل من أي اعلان لوقف النار او الهدنة" التي اعلنتها الكتائب مع عدد من فصائل المقاومة الفلسطينية في التاسع والعشرين من حزيران يونيو الماضي وتستمر ثلاثة اشهر. وفي خصوص البيان الصادر عن كتائب شهداء الاقصى في جنين اول من امس الذي اعلنت فيه وقف العمل بالهدنة والعودة الى تنفيذ عمليات فدائية داخل اسرائيل بما فيها العمليات الاستشهادية، اكتفى "ابو مجاهد" بوصف ما حدث بأنه "اجتهاد من قبل احد قادة كتائب شهداء الاقصى"، مشدداً على ان "الكتائب" ما زالت الى الآن متمسكة بالهدنة.