تراجعت السلطة الفلسطينية أمس الاحد عن نقل عشرين ناشطا فلسطينيا اعتقلوا السبت في مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله الى خارج المدينة. وقال الوزير الفلسطيني من دون حقيبة عبد الفتاح حمايل المكلف هذا الملف "تقرر عدم نقلهم الى اريحا ولا الى غزة". واكد ان السلطة الفلسطينية تسعى للحصول على "ضمانات دولية" للتأكد من ان هؤلاء "ومئات غيرهم من الفلسطينيين المطلوبين" من قبل اسرائيل لن يتعرضوا لهجمات اسرائيلية. في هذه الأثناء حذرت حركة المقاومة الاسلامية حماس امس الاحد من ان "يتحول سجن اريحا الى جوانتانامو جديدة يزج فيها المناضلون" الفلسطينيون. وقال اسماعيل هنية احد قادة حركة حماس في قطاع غزة "لا يمكن ان يقبل الشعب الفلسطيني ان يتحول سجن اريحا الى جوانتانامو جديدة يزج فيها المناضلون والمجاهدون من ابناء الشعب الفلسطيني". واضاف هنية "نحن ننظر بخطورة بالغة لما يجري للاخوة المطلوبين في المقاطعة برام الله لان ذلك قد يكون الخطوة الاولى على طريق المس بكافة المقاومين من كافة ابناء الشعب الفلسطيني". واعتبر هنية ايضا ان"العدو الصهيوني يمعن في خروقاته لمبادرة وقف العمليات (الهدنة) ومستمر في عدم الاستجابة لشروط هذه المبادرة ليس فقط عبر عدم الافراج عن الاسرى والمعتقلين بل بزيادة الاسرى والمعتقلين من ابناء الشعب الفلسطيني". واضاف في تهديد مبطن بوقف الهدنة مع اسرائيل "من هذا المنطلق نرى ان فصائل المقاومة والشعب الفلسطيني امام منعطف فيما يتعلق بمسألة المبادرة (الهدنة)". واوضح مسؤول حماس ان قادة الحركة سيلتقون رئيس الحكومة الفلسطينية محمود عباس(ابو مازن) في غزة وسيبحثون معه"الخروقات الاسرائيلية التى خلقت انطباعات سلبية لدى الشعب الفلسطيني" معتبرا ان "الحديث عن تمديد الهدنة في ظل الاجواء السلبية القائمة هو سابق لاوانه بل ربما يكون في خارج السياق الطبيعي". ومن المتوقع ان يصل ابو مازن الى غزة اليوم الاثنين من اجل استئناف الحوار مع الفصائل الفلسطينية . وكان مصدر فلسطيني قد أعلن السبت ان اجهزة الامن الفلسطينية "احتجزت عددا من المطلوبين داخل المقاطعة (مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله)، وعرض عليهم الابعاد اما الى غزة او اريحا". وقال متحدث باسم كتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة فتح ان14بين المحتجزين اعضاء في الكتائب.واضاف ان مسؤولا في السلطة ابلغه ان توقيفهم تم بالاتفاق مع الامريكيين. وقال المتحدث الذي رفض الكشف عن اسمه ان المحتجزين بدأوا اضرابا عن الطعام والشراب احتجاجا في الوقت الذي دعت فيه كتائب الاقصى في بيان الى وقف العمل بالهدنة مع اسرائيل احتجاجا على احتجازاعضائها والعزم على نقلهم الى سجن في اريحا. ويتعرض عرفات ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس لضغوط لنزع سلاح النشطين ولكنهما يحجمان عن اصدار اوامر بشن حملة ضدهم خشية نشوب حرب اهلية.