هددت جماعة كتائب شهداء الاقصي الفلسطينية بوقف الهدنة مع إسرائيل إذا لم يصدر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمره بإطلاق سراح 18 من الناشطين الذين اعتقلوا في مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله. وكان عرفات قد أصدر أمرا صباح امس السبت بإلقاء القبض على عدد من الناشطين المختبئين من الجيش الاسرائيلي في مقره. وذكرت تقارير من رام الله أن خمسة من النشطاء العشرين المعتقلين أعلنوا استعدادهم لنقلهم إلى معسكر اعتقال في مدينة أريحا بالضفة الغربية، بينما بدأ المعتقلون الاخرون إضرابا عن الطعام احتجاجا على اعتقالهم. ويؤمل حاليا أن يتمكن الجيش الاسرائيلي من تسليم قوات الامن الفلسطينية السيطرة على رام الله في أعقاب اعتقال الناشطين. ولم يغادر عرفات نفسه مقره في رام الله إلا لفترات قصيرة خلال الاشهر الثمانية عشرة الماضية خوفا من اعتقال إسرائيل له لارساله إلى المنفى. وتطالب اسرائيل حتى الان بتسليمها النشطاء لمحاكمتهم وتقول انهم قتلوا اسرائيليين ثم لجأوا الى مقر عرفات المعروف باسم المقاطعة في رام الله. وقال المسؤول الفلسطيني الكبير لرويترز جرت مفاوضات بين مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين بشأن نقل الرجال المطلوبين في المقاطعة الى اريحا لكن لم يتم التوصل لاتفاق بعد. وأعلنت السلطة الفلسطينية أن المباحثات الفلسطينية الداخلية لا تزال جارية لتحديد مصير 18 فلسطينيا تطاردهم اسرائيل ومحتجزين داخل المقاطعة الرئاسية (المدمر معظم مبانيها) حيث مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله. وذكر وزير الاعلام الفلسطيني نبيل عمرو في مؤتمر صحافي عقده أمس في مدينة رام الله ان المباحثات الفلسطينية الداخلية لا تزال جارية لتحديد مصير 18 مطلوبا فلسطينيا محتجزين داخل المقاطعة. واضاف عمرو ان مجلس الوزراء الفلسطيني كلف الوزير بلا حقيبة عبد الفتاح حمايل متابعة قضية هؤلاء المطلوبين ونحن سندعمه في اي قرار يراه مناسبا. وحسب عبد الفتاح حمايل، فان القضية المثارة الان هي بحث قضية مئات المطلوبين الفلسطينيين من مختلف الفصائل، وليس فقط من هم داخل المقاطعة. وقال عبد الفتاح حمايل لوكالة فرانس برس في ظل الحديث عن الهدنة الفلسطينية، اعتقد ان من حق هؤلاء المطلوبين الشعور بالامن والامان على حياتهم، وهذا ما نسعى اليه. واكد محمد غسان وهو احد المطلوبين المحتجزين لوكالة فرانس برس عبر الهاتف ان عدد المحتجزين بلغ 18 مطلوبا، وقد تم وضعهم في غرف بعد ان جردوا من اسلحتهم الشخصية، مشيرا الى ان مسؤولين امنيين وضعوا امام المطلوبين وجميعهم من حركة فتح خيار الابعاد اما لمدينة اريحا او غزة. واضاف لكننا نرفض الابعاد بمجمله، وقررنا بشكل جماعي البقاء في رام الله (..) واذا كانت السلطة الفلسطينية تتعرض لضغوط فنحن لن نقع تحت هذه الضغوط، وقرارنا واضح اما رام الله او لا شيء. وقالت نجاح الدقماق مديرة مؤسسة الضمير التي تتابع اوضاع المعتقلين الفلسطينيين ان الجيش الاسرائيلي واصل ملاحقته للمطلوبين الفلسطينيين بذات الوتيرة التي كانت قبل الاعلان عن الهدنة، وان كان هناك انحفاض واضح في الاغتيالات. وحسب قدورة فارس النائب في المجلس التشريعي والمسؤول عن ملف الاسرى في السجون الاسرائيلية فان الجانب الفلسطيني حذر الجانب الاسرائيلي في آخر لقاء للجنة الاسرى المشتركة الذي عقد على معبر ايريز شمال قطاع غزة ان استمرار الجيش الاسرائيلي بملاحقة المطلوبين واعتقالهم من شأنه ان يقوض الهدنة الفلسطينية. ودعت كتائب شهداء الاقصى، المنبثقة عن حركة فتح الى مواصلة العمليات الفدائية. وقالت كتائب الاقصى في بيان لها انها تحذر تلك الجهات التي باتت مكشوفة لشعبنا ومعروفة لمجاهدينا .. التي تقوم باعتقال الاخوة المجاهدين في رام الله الذين دافعوا عن ارضهم وشعبهم. واضافت في بيانها ان اولئك الابطال يستحقون المكافأة وليس الاعتقال والزج بهم في سجن اريحا تحت حراسة الصهاينة. واكد البيان اخيرا ان كتائب الاقصى ستضرب بيد من حديد كل الادوات التي تنفذ مشاريع الصهاينة وأعداء الشعب. من جهة ثانية، أعلنت وزارة الزراعة الفلسطينية ان الجيش الاسرائيلي صادر خلال تموز يوليو الماضي ثلاثين دونما من اراضي الفلسطينيين في منطقة المواصي، بجنوب قطاع غزة، بالقرب من مستوطنة نيفيه ديكاليم التي اعلن عن استدراج عروض لبناء مساكن اضافية فيها. وقالت مديرية وزارة الزراعة في بيان ان قوات الاحتلال الاسرائيلية استولت خلال الشهر الماضي على 30 دونما وعلى بئر للمياه من اراضي المواطنين في منطقة المواصي الى الغرب من مدينة خان يونس. واضاف البيان ان جنود الاحتلال وضعوا أسلاكا شائكة حول مساحة الاراضي المصادرة ومنعوا اصحابها من زراعتها. ومنطقة المواصي اغلقت منذ اندلاع الانتفاضة في ايلول/سبتمبر 2000، وقام الجيش الاسرائيلي بترحيل اعداد كبيرة من سكانها. وتقع المواصي على الشريط الساحلي بين خان يونس ورفح، وعلى اراضيها اقيمت مستوطنة نيفيه ديكاليم التي اعلنت اذاعة الجيش الاسرائيلي الخميس ان الحكومة الاسرائيلية طرحت استدراج عروض لبناء 22 مسكنا اضافيا فيها. وافاد مصدر رسمي اسرائيلي طلب من وكالة فرانس برس عدم نشر اسمه ان اسرائيل لا تنوي اعطاء ياسر عرفات حرية الحركة رغم قيامه باعتقال نحو عشرين من الناشطين الفلسطينيين في مقر المقاطعة الرئاسية. وقال إن الهدف من هذه الاعتقالات هو اعطاء حرية الحركة لعرفات، الا اننا لا ننوي على الاطلاق رفع الاجراءات التي اتخذناها بحقه.