دعت الحكومة الفلسطينية امس المجتمع الدولي، خصوصاً الادارة الاميركية، الى التدخل لانهاء الجمود الذي تشهده "خريطة الطريق" وأعلنت حملة دولية لوقف بناء الجدار الفاصل بين الضفة الغربية واسرائيل. وجاءت هذه الدعوة في وقت نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول كبير في ادارة الرئيس جورج بوش أن واشنطن خففت مطالبتها رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن بالتفكيك الفوري للتنظمات الفلسطينية المسلحة. وفي غضون ذلك، أعلنت كتائب شهداء الاقصى، التابعة لحركة "فتح" امس وقف الهدنة في العمليات العسكرية ضد اسرائيل، وذلك على اثر اعلان مسؤول فلسطيني ان 18 فلسطينياً "مطلوبين" لاسرائيل غالبيتهم من التنظيم المسلح لحركة "فتح" احتجزوا بأمر من الرئيس ياسر عرفات داخل مقره في مدينة رام الله،"المقاطعة"، لحمايتهم من ملاحقة قوات الاحتلال لهم. راجع ص 4 و 5 وكان مسؤول فلسطيني رفيع المستوى صرح امس بأن "قرابة عشرين من المطاردين المطلوبين لقوات الاحتلال الاسرائيلي غالبيتهم من رام الله احتجزوا وسينقلون الى اريحا لتسوية مشكلتهم". واشار الى ان هذا الاجراء اتخذ بناء لقرار من الرئيس عرفات. واوضح المسؤول نفسه ان مسألة احتجازهم "تتم بعلم الادارة الاميركية واسرائيل". واوضح ان "هناك قراراً بارسال المطلوبين الى اريحا لحمايتهم من الاعتقال او الاغتيال ولسحب الذرائع الاسرائيلية بوجود مطلوبين في رام الله التي يفاوض الفلسطينيون الاسرائيليين على الانسحاب منها". ولم يُرْضِ قرار الرئيس عرفات اياً من اسرائيل او كتائب شهداء الاقصى التابعة ل "فتح" والذي ينتمي اليه معظم النشطاء الذين جردوا من سلاحهم. إذ أفاد مصدر رسمي اسرائيلي امس لم يكشف عن اسمه "ان الهدف من هذه الاعتقالات هو اعطاء حرية الحركة لعرفات، إلا أننا لا ننوي على الاطلاق رفع الاجراءات التي اتخذناها بحقه". وفي جنين اعلنت كتائب شهداء الاقصى، التابعة لحركة "فتح" امس وقف الهدنة في العمليات العسكرية ضد اسرائيل اثر اعتقال الامن الفلسطيني عدداً من اعضائها في مقر الرئيس عرفات. وقالت كتائب الاقصى في بيان لها: "لقد امرنا باستئناف عملياتنا في كل مكان، خصوصاً العمليات الاستشهادية منها". الى ذلك، اكد مجلس الوزراء الفلسطيني في بيان اعقب اجتماعه الاسبوعي بمدينة رام الله برئاسة "ابو مازن" امس ان "عدم التقدم في تطبيق "خريطة الطريق" يستوجب تدخلاً دولياً خصوصاً من جانب الولاياتالمتحدة لما يشكله الجمود الحالي من خطر على العملية السياسية الجارية برمتها" واضاف البيان ان المجلس بحث في "الانتهاكات الاسرائيلية المتمادية لخطة خريطة الطريق ومواصلة الاجراءات الاستفزازية مثل الاعتقالات والملاحقة والقتل وهدم المنازل واستمرار التضييق على المواطنين الفلسطينيين كذلك المعاملة شديدة القسوة لمعتقلينا في السجون الاسرائيلية وبخاصة سجن عسقلان، وهذا يصعد الموقف ويؤدي الى خلق عقبات امام الجو الذي حاولنا ان نثبت فيه التهدئة ومازلنا نقوم بالعمل في هذا الاتجاه". وقرر المجلس "اطلاق حملة سياسية اعلامية عالمية للعمل من اجل وقف بناء السور العنصري والغاء الترتيبات الاسرائيلية المتعلقة به والتي تهدد حياة وممتلكات الاف العائلات الفلسطينية، اضافة الى تجميد الاستيطان بكافة اشكاله ومسمياته". وثمّن البيان الالتزام الأميركي باقامة دولة فلسطينية بحلول 2005 خلال زيارة "ابو مازن" لواشنطن، والاعتراض على بناء الجدار العازل والدعوة الصريحة لتجميد الاستيطان في الاراضي المحتلة. واكد "عدم الجدية الاسرائيلية في التعامل مع موضوع الانسحاب من المدن ورفع الاطواق الداخلية"، مؤكداً ان "الجانب الاسرائيلي لم يقدم اي مقترحات جدية حول هذا الامر"، كما "لم يقبل الاقتراحات الفلسطينية بانسحابات جديدة من عدد من المدن الرئيسية". واشار البيان الى ان "المجلس بحث مواصلة حصار الرئيس ياسر عرفات رغم الموقف الدولي الرافض لهذا الاجراء، مؤكداً ان "استمرار هذا الوضع الشاذ يخلق معوقات اساسية في طريق جهودنا للتهدئة والانتقال إلى المسار السياسي". من جهة اخرى، افادت صحيفة "نيويورك تايمز" امس ان واشنطن خففت واشنطن مطلبها التفكيك الفوري للمنظمات الفلسطينية المسلحة وقبلت بالموقف الحالي على انه خطوة تمهيدية ضرورية لتفكيك تلك التنظيمات. واضافت الصحيفة انه حتى المسؤولين الاسرائيليين اصبحوا يعتبرون ان هدنة الشهور الثلاثة التي اعلنتها التنظيمات الفلسطينية المسلحة في 29 حزيران يونيو الماضي تمنح رئيس الوزراء الفلسطيني الوقت لتعزيز شعبيته وتقوية قواته الامنية لضمان نجاح عملية قمع المنظمات المسلحة. واعتبر مسؤول كبير في ادارة بوش ان "الطرفين يعتقدان الآن ان وقف النار هو فكرة جيدة كما ان التشكيك الاسرائيلي السابق تغير".