عشية اللقاء المقرر اليوم بين رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس أبو مازن ونظيره الاسرائيلي ارييل شارون، بدأت الأجهزة الأمنية الفلسطينية حملة واسعة لفرض الأمن وسيادة القانون، وذلك بعد تعرض محافظ جنين بالوكالة حيدر ارشيد للضرب والخطف على أيدي عناصر من "كتائب شهداء الأقصى" التي اتهمته بالعمل لمصلحة اسرائيل والفساد، لكنها اطلقته لاحقاً بعد تدخل الرئيس ياسر عرفات. راجع ص 4 ومن المقرر أن يبدأ "أبو مازن" غداً الاثنين جولة تقوده الى القاهرة وعمان وواشنطن، في أول زيارة له للخارج منذ تعيينه في منصبه في نيسان ابريل الماضي. ورحب وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، في مؤتمر صحافي أمس في الرياض، بما قامت به السلطة الفلسطينية والفصائل في اتجاه تطبيق "خريطة الطريق". وقال: "بقي أن نلمس تجاوباً مماثلاً من الحكومة الاسرائيلية". وحث سعود الفيصل الذي يزور الاثنين القاهرة التي يزورها "أبو مازن" في الوقت نفسه الولاياتالمتحدة على القيام "بدور فاعل وحيوي يتفق مع التزاماتها الجدية بعملية السلام". وتوقعت الحكومة الفلسطينية، قبل ساعات من لقاء اليوم بين عباس وشارون "قرارات من الحكومة الاسرائيلية في شأن اطلاق سراح الأسرى ووقف العمل بالجدار العازل وتجميد الاستيطان وفقاً لخطة خريطة الطريق، وكذلك مواصلة الانسحابات من المدن الفلسطينية ورفع الأطواق الداخلية ورفع الحصار عن الرئيس ياسر عرفات الى جانب وقف الأوامر العسكرية والاعتقالات". وقالت في بيان، ان الجانبين سيبحثان خلال الاجتماع "في قضايا أخرى ثنائية كموضوع الميناء والمطار والغاز والعديد من القضايا الأخرى التي تهم الجانبين". كما توقع البيان "ان تفضي زيارة واشنطن الى مزيد من تفعيل تنفيذ خطة خريطة الطريق على الأرض، وستركز المحادثات مع الرئيس الأميركي على ضرورة وقف الاستيطان وتعزيز العلاقات الثنائية". الى ذلك، أعلن وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث، بعد لقائه في روما رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني، ان الأخير أكد له "انه يعتزم التمسك بموقف الاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بفلسطين والرئيس عرفات"، وانه سيزور المنطقة قريباً جداً وسيلتقي عرفات. وهذا يعني انتصار وجهة غالبية دول الاتحاد الأوروبي الذي ترأس ايطاليا دورته الحالية، ولجهة التمسك باستمرار العلاقة مع عرفات الذي تسعى الولاياتالمتحدة واسرائيل الى عزله. وكان رفض برلوسكوني مقابلة عرفات أثناء زيارته الى الشرق الأوسط مطلع حزيران يونيو كلفه انتقادات من شركائه. كما رفض "أبو مازن" مقابلته رداً على موقفه من عرفات. وفي جنين، أكد مسؤول في "كتائب شهداء الأقصى" فرع جنين في الضفة الغربية لوكالة "فرانس برس" انه تم اخلاء سبيل محافظ المدينة بالوكالة حيدر ارشيد الذي كان خطفته قبل ساعات عناصر من هذا التنظيم العسكري. وقال زكريا الزبيدي المسؤول المحلي عن "كتائب شهداء الأقصى" انه "تم اخلاء سبيل حيدر ارشيد بعد تدخل الرئيس" عرفات الذي "أجرى اتصالاً معي الزبيدي وطلب اطلاق سراح ارشيد فوراً، وقمنا على الفور بتنفيذ هذا الأمر". وأوضح ان عرفات "طلب من ارشيد التوجه الى رام الله على الفور" من دون مزيد من التفاصيل. وكانت "كتائب شهداء الأقصى" اتهمت ارشيد باختلاس أموال عامة والعمل لمصلحة اسرائيل واطلاق النار على عناصرها. وهذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها مجموعة مسلحة فلسطينية بالتعرض بالخطف لمسؤول كبير في السلطة الفلسطينية. وعلق نبيل عمرو وزير الاعلام الفلسطيني قائلاً: "ان هذا الموضوع مؤسف... ولا يجوز لأحد التصرف باطار خارج عن دائرة القانون". في موازاة ذلك، أعلن مصدر أمني فلسطيني في بيان ان "أجهزة الأمن الفلسطينية بدأت حملة لفرض الأمن وتأكيد سيادة القانون وفرض النظام العام، خصوصاً محاربة ظاهرة تجارة المخدرات والسرقة والأعمال المخلة بالنظام العام". وأكد البيان ان أجهزة الأمن "لن تتهاون في فرض القانون للحد من الأعمال المخلة بالقانون والتي كان آخرها مقتل فتاة فلسطينية بالرصاص بنابلس بالضفة الغربية". وأشار الى أن الوزير المكلف شؤون الأمن محمد دحلان أكد بأن اجهزة الأمن "ستلاحق المشتبه بهم بالإخلال بالقانون لتقديمهم للمحاكمة ولن تتهاون بفرض القانون".