علنت رئاسة الحكومة البريطانية أمس ان اليستر كامبل احد اقرب مستشاري رئيس الوزراء توني بلير سيدلي بافادته امام لجنة برلمانية مكلفة التحقيق في الطريقة التي قد تكون ضخمت فيها لندن التهديد بوجود أسلحة دمار شامل عراقية. وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاميركي ونائبه انهما يأملان بأن تكون القوات الاميركية التي تتعقب الرئيس المخلوع صدام حسين "احرزت نجاحاً" لكنهما أقرا بأن ذلك لم يتأكد بعد. كان مكتب رئيس الوزراء البريطاني رفض مرتين حتى الآن الدعوات له ولكامبل من قبل لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم بالمثول أمامها التي تحقق فيما بات يُعرف باسم "عراق غيت" ولم يحدد بعد موعد للاستماع إلى كامبل، فيما تستمع اللجنة اليوم لوزير الخارجية جاك سترو. وبرّر ناطق باسم الحكومة البريطانية هذا التغيير بضرورة تصحيح المعلومات التي وردت في نهاية الاسبوع في الصحافة البريطانية، لكن من دون تحديدها. ويشتبه في ان الحكومة قامت بتضخيم ملف حول اسلحة الدمار الشامل العراقية بمبادرة من كامبل لإقناع البريطانيين بضرورة شن الحرب، والحكومة متهمة خصوصاً بأنها اكدت في ملف عرض على مجلس العموم في ايلول سبتمبر الماضي انه بإمكان العراق نشر اسلحة دمار شامل في غضون 45 دقيقة فيما اعتبرت اجهزة الاستخبارات البريطانية هذه المعلومات بأنها غير موثوقة. من جهته رفض بلير الإدلاء بإفادته امام لجنة الشؤون الخارجية "بما يتوافق مع الاعراف". لكنه وافق على قيام لجنة الاستخبارات والامن في البرلمان بفتح تحقيق وعيّن اعضاءها التسعة. ويمكن لرئيس الوزراء من جهة اخرى اخضاع تقارير هذه اللجنة للرقابة قبل نشرها. وفي واشنطن قال السناتور بات روبرتس، وهو جمهوري من كانساس ورئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، في مقابلة مع برنامج "فوكس نيوز صنداي" الليلة قبل الماضية انه يتوقع ان تكون عملية البحث المكثفة التي تجري حالياً في العراق عن صدام مثمرة. واضاف روبرتس: "لن أُفاجأ بأي عمل عسكري يمكن ان يقود الى امكان ان نكون اخيراً قد قتلنا صدام حسين". وقال انه ونائب رئيس اللجنة السناتور الديموقراطي جاي روكفلر لم يتم إبلاغهما شيئاً عن مصير صدام حسين. واضاف: "لا أعتقد ان وزارة الدفاع البنتاغون اكدت ذلك. ولكن مع عملية البحث المكثفة للغاية التي نُنفذها حالياً فلن أُفاجأ". وقال روكفلر: "بات وأنا نأمل بأن نكون أحرزنا نجاحاً ولكننا لا نعرف ذلك". وجاءت تصريحات روبرتس ونائبه وسط موجة من التقارير حول مصير صدام ومكانه، تتضمن معلومات من أحد كبار مساعديه الذي اعتقل أخيراً قال فيها ان صدام وولديه عدي وقصي احياء. ونقل عن سكرتير صدام السابق قوله انه وابني صدام فروا الى سورية إثر سقوط بغداد ثم عادوا الى العراق في وقت لاحق. وأبلغ العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني شبكة تلفزيون "ايه بي سي" الليلة قبل الماضية انه يفترض ان صدام على قيد الحياة "حتى يظهر دليل دامغ على انه مات". وقال ان المسؤولين الاردنيين سمعوا تقارير مختلفة مفادها ان صدام يتنقل في العراق الذي يتاخم الاردن من جهة الشرق بينها تقرير يقول انه كان في المنطقة ذاتها التي ضربت فيها القوات الاميركية موكباً قبل ايام عدة. وقال روبرتس ان القوات الاميركية اعتقلت نحو 600 شخص من اعضاء تحالف فضفاض من الموالين لحزب البعث واعضاء الاجهزة الامنية التابعة للرئيس المخلوع الذين يشكلون تهديداً للجنود الاميركيين بعدما انضم اليهم "كثير من الناس قدموا من خارج البلد". وقال روبرتس: "اذا استطعنا ان نبرهن على انه صدام مات سيتبدد كثير من الزخم الحالي بكل تأكيد". وفي مقابلة مع شبكة "ايه بي سي" قال السناتور جوزيف بيدن وهو ديموقراطي من ديلاوير وعضو في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ: "من المهم الإمساك به". وتحقق لجنة الاستخبارات في الكونغرس، في ما إذا كانت ادارة الرئيس جورج بوش بالغت في التهديد الذي تمثله برامج الاسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية العراقية من اجل ايجاد سبيل لشن الحرب على بغداد. وقال رئيس اللجنة إنه من المبكر القول إذا كان هناك تلاعب بتقارير الاستخبارات عن هذه الأسلحة، لكن من المرجح أن الكونغرس لن يتوقف عن التحقيق في هذه المسألة قبل التأكد من أن إدارة بوش تعاملت مع تلك التقارير تعاملاً سليماً. ويرى السناتور الجمهوري تشاك هاغل أن هذه المسألة "عبارة عن غمامة قاتمة فوق مصداقية" الإدارة التي تبدي تعاونها مع لجنة التحقيق. من ناحيته، رفض روكفلر اعتبار الوثائق المزورة عن محاولة العراق شراء يورانيوم من النيجر، أنها إثبات على تلاعب الرئيس بوش بتقارير الاستخبارات. ووفقاً لروبرتس فإن اللجنة التي عقدت جلسة استماع للشهود الأسبوع الماضي ستعقد ثلاث جلسات إضافية سرية على أن تليها جلسة واحدة علنية بناء على طلب الحزب الديموقراطي المعارض. من جهة أخرى انتقد ثلاثة أعضاء كبار في الكونغرس من الحزبين الحاكم والمعارض الليلة قبل الماضية إدارة الرئيس بوش لعدم توضيحها قبل الحرب الحاجة للاحتفاظ بالجنود الأميركيين لمدة طويلة في العراق وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز". وقال السناتور ريتشارد لوغار رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، ووافقه على ما قاله الاثنان الآخران، أن القوات الأميركية في العراق منخرطة في عملية "بناء أمة". وأضاف من "المهم أن نسمع الرئيس نفسه يقول ذلك وأنها خطة تحتاج إلى خمس سنين من الاستقرار". وقال: "حان الوقت أن يخرج الرئيس إلى الناس ويبلغهم بحقائق الأمور" وأن "الجنود والمجندات لن يعودوا إلى الوطن قريباً". ونقلت الصحيفة عن المسؤول الأميركي عن الإدارة في العراق بول بريمر أن إدارته مصممة على تصفية القطاع العام للدولة وبيع شركاته إلى القطاع الخاص، علاوة على الدفع باتجاه سن قوانين تشجع الاستثمار الأجنبي في العراق، على رغم الآلام التي ستخلفها مثل هذه الخطوات محلياً.