لليوم الثاني من الاجتماع الاستثنائي للمنتدى الاقتصادي العالمي ظلت قضايا السياسة طاغية على المسائل الاقتصادية، فآفاق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين ومستقبل العراق تتحكم بالتعاون الاقليمي الذي يعتبره "المنتدى" هدفه الرئيسي. وجاءت في هذا السياق عبارة في بيان اللجنة الرباعية الدولية قالت بوضوح ان ممارسات كالاغتيال الذي ارتكبته اسرائيل امس "لا تعزز الامن وتضر بالثقة وبآفاق التعاون". راجع ص 4 وفي السياق نفسه اشار وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى "خريطة طريق" للمسارين السوري واللبناني. وهو ما أكده رئيس المجلس الوزاري الأوروبي جورج باباندريو ل "الحياة"، اذ قال: "في مناقشاتي مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول اكد ان التقدم على صعيد خريطة الطريق اللبنانية والسورية هو ضرورة، لكننا نحتاج الى تحقيق تقدم على المسار الفلسطيني - الإسرائيلي، وبعد ذلك يتم السعي إلى تحقيق تقدم على صعيد هذين البلدين في أقرب وقت ممكن". ونفى أن يكون هناك حاجة إلى تحديد وقت معين لاطلاق "خريطة الطريق" الجديدة، مشيراً إلى أنه "بعد التقدم على الجانب الفلسطيني - الإسرائيلي، يمكن بناء خريطة الطريق مع سورية ولبنان. والأهم الآن لنتقدم على المسار الحالي وبعد ذلك سيفتح الأمر الباب للانخراط في مسارات أخرى". وعقدت لقاءات ثنائية خصوصاً بين وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم ونظيريه الاردني مروان المعشر والمصري احمد ماهر، إلا انها ظلت تحت وطأة التطورات الراهنة ولم يؤشر الى تغييرات وشيكة في مستوى العلاقات. كما اعلن عن لقاء جرى بين ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة. وذكر ان اللقاء الذي استغرق عشرين دقيقة "لم يكن رسمياً". وقالت وكالة انباء البحرين ان شالوم عرض فتح مكتب اسرائيلي في المنامة وتبادل الزيارات بين المسؤولين من البلدين. لكن الشيخ سلمان رفض ذلك وابلغ الوزير الاسرائيلي استحالة تحقيق هذين المطلبين في الوقت الحاضر الى ان يتحق السلام في المنطقة. ويتماثل هذا الموقف البحريني مع مجمل مواقف المشاركين في "المنتدى". وقال وزير الخارجية التركي عبدالله غل ل"الحياة" إن "المنطقة دخلت عصراً جديداً"، مؤكداً أن "تركيا لن تكون الوحيدة التي ستستفيد من التغيير الحاصل، بل جميعنا سيستفيد. ولا بد من ارساء دعائم السلام والتعاون في المنطقة ليتاح لنا أن نستفيد جميعنا من السلام". وأكد أن "التعاون، لو حدث، سيكون مفيداً لجميع الأطراف، لأننا جميعاً أطراف في هذه المنطقة. والتطبيع سيكون مفيداً لنا جميعاً. وشعوبنا ستتمتع بالرفاهية والرخاء والسلام". وعبر عن سروره باستئناف العراق صادراته النفطية بعد انتهاء الحرب. وقال: "نحن نشتري النفط العراقي. وهناك فرص كثيرة اقتصادية لنا في العراق". لكنه حاول في الوقت ذاته التقليل من أهمية الهجومين اللذين استهدفا أنبوب النفط العراقي في كركوك إلى جيهان، مؤكداً أنهما "هجومين غير ذي شأن". وفيما مالت التصريحات الاسرائيلية الى اعطاء انطباع بأن ثمة تحولاً كبيراً في الموقف العربي من اسرائيل، اذ قال شالوم ان اللقاءات المكثفة التي عقدها تعكس "انقلاباً" في مواقف دول عربية من الدولة العبرية، وتحدث الاعلام الاسرائيلي عن "استقبال عربي حافل" لاقاه الوفد الاسرائيلي عبر لقاءات علنية جرت للمرة الاولى مع زعماء عرب، اضافة الى ما طرح من اقتراحات لمشاريع اقتصادية مشتركة مع دول عربية، الا ان موفدة الاذاعة الاسرائيلية الى القمة اكدت ان ثمة انطباعاً مغلوطاً خلفته تصريحات المسؤولين الاسرائيليين عن تعاون اقتصادي اسرائيلي - عربي. وقالت ان المسؤولين العرب اوضحوا ان العلاقات الاقتصادية مع اسرائيل لن تشهد تطوراً في غياب تقدم حقيقي على المسار التفاوضي مع الفلسطينيين، لافتة الى العدد الضئيل من رجال الاعمال العرب المشاركين في القمة. وفي هذا السياق رفض وزير الخارجية المصري احمد ماهر طلبا من شالوم باعادة السفير المصري الى اسرائيل، معتبراً ان ظروف عودته "غير متوفرة" في الوقت الراهن"،.