فيما حذرت السلطة الفلسطينية امس من خطورة اتخاذ اسرائيل "خطوات احادية الجانب" سعياً منها لفرض رؤيتها للحل مع الفلسطينيين وفقاً لخطة يبلورها حالياً رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، طالب وزير الخارجية المصري احمد ماهر، بعد لقاء الرئيس حسني مبارك مع وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم في جنيف امس، اسرائيل بأن تبرهن عن التزامها عملية السلام، مؤكداً ان مصر ترفض في الوقت الحاضر عودة سفيرها الى تل ابيب. راجع ص 4 و5 واظهرت اوساط في حزب "ليكود" اليميني الحاكم تأييدها لاعلان شارون، في اطار خطة مبهمة يقترحها بديلا لخطة "خريطة الطريق"، عن الاستعداد لاخلاء عدد محدود من المستوطنات الصغيرة في الاراضي الفلسطينية. واثارت خطة شارون البديلة هذه في ما يبدو حفيظة البيت الابيض، اذ أُعلن ان نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد ساترفيلد سيصل الى الاراضي الفلسطينية المحتلة واسرائيل في نهاية الاسبوع الجاري للاطلاع على "تفاصيل" اقتراحات شارون الذي وصف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تصريحاته عن امكانية ازالة مستوطنات يهودية في الضفة الغربية بأنها تمثيلية. شارون وبوش واشارت مصادر اسرائيلية الى ان مساعدي شارون يعكفون على ترتيب لقاء قمة بين شارون والرئيس الاميركي جورج بوش خلال الاسبوعين المقبلين في محاولة من شارون ل"تسويق" خطته واقناع الادارة الاميركية بالتخلي عن "خريطة الطريق". من جهة اخرى، نقلت وكالة الانباء المصرية عن وزير الخارجية احمد ماهر ان الرئيس مبارك اكد لشالوم ان "الكلام لا يكفي وان ممارسات اسرائيل لا تساعد على استئناف المسيرة السلمية". واكد ماهر ان الرئيس المصري اكد من جديد "ضرورة استجابة اسرائيل للجهود المبذولة لتحقيق تقدم على طريق انهاء العنف وتنفيذ خريطة الطريق"، مضيفا: "لكن للاسف لا يوجد اي تحرك اسرائيلي جاد وفعال يؤكد رغبتها فى التجاوب مع ما ابدته الاطراف العربية من حسن النيات". ورداً على مطالبة الوزير الاسرائيلي المصريين باعادة سفيرهم الى تل ابيب قال ماهر: "سيكون مجرد احلام وكلاما غير ذي مضمون اذا لم تسبقه ترجمة عملية في مواقف اسرائيل ازاء السلام". وقال وزير الخارجية المصري "اوضح الرئيس مبارك مراراً ان عودة السفير المصري مرهونة باقامة اجواء مؤاتية للسلام وان يكون مفيدا لدعم حوار وجهود تظهر فيها اسرائيل حسن نياتها". وكان شالوم وصف لقاءه مع الرئيس المصري بأنه "جيد جداً"، وقال للإذاعة العبرية إن مصر ترى وجوب استئناف الحوار الفلسطيني - الإسرائيلي من دون شروط مسبقة "وهذا مقبول لدينا ونحن معنيون باجتماع يضم شارون ونظيره الفلسطيني أحمد قريع". ولمح شالوم إلى أن العودة إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين ستكون المناسبة لإعادة مصر سفيرها إلى تل أبيب "وسأكون سعيداً إذا حصل ذلك".