في حمى ظاهرة كراهية الأجنبي والوافد الفقير والمختلف، التي تستشري حالياً في ايطاليا من خلال انتشار مشاعر البغضاء حيال الغرباء والتي تغذيها المحطات الإعلامية اليمينية، وتهادنها القوى السياسية طمعاً في كسب جمهور ناخبيها، دعت الأكاديمية المصرية للفنون في روما ستة فنانين ايطاليين وفناناً عراقياً لإقامة معرض فني في قاعتها حمل عنوان "صفات الغير... نتطلع اليها ونلتقي". ومبادرة الأكاديمية التي يترأسها الناقد المصري سمير غريب، تبدو وكأنها "لحظة تأمل في قضية تصعب مواجهتها نتيجة تعدد التداخلات التي تفرزها، والتوتر القوي الذي أتى بسبب التنازعات الحالية على المسرح الدولي وفي الضمير الشخصي". فالآخر المختلف في صفاته هو الموضوع الذي تشارك به لوحات الفنانين: كارلو امبروزولي، ولورينسو بيبو، وإينيو كلابريا، وفرانكو فيراري، ولينو كانماركو، وأندريا فولو، والفنان العراقي جبر علوان، بهدف البدء بمواجهة الآخر المختلف مواجهة "بناءة"، أي بين ثقافات البلدان المختلفة وتحديداً بين العالم العربي والعالم الغربي. أرادت الأكاديمية من خلال هذا المعرض توجيه رسالة مفتوحة الى الفنانين العرب، لفتح حوار وإتاحة فرصة للقاء من أجل تبادل مثمر للأفكار على أرض الابداع. فالآخرون هم الذين في إمكانهم اضفاء معنى على ماهية ارث ثقافي ايطالي يتسم بالعراقة، كما في إمكانهم تحديد شكل الهوية ليصبح وجودهم ضرورة حتمية. كتب الفنانون في بيانهم: "تقوم هويتنا بتغيير تقبلنا للآخر، أي أنها تغير طريقة استقبال ما لثقافة أخرى، وتجعل المعنى التاريخي لكل فرد معنى نسبياً، وتضفي عليه معاني جديدة، حتى يصبح كل شخص هو المجهول الذي يجب اكتشافه والتعرف من خلاله إلى الذات". ويضيف البيان: "في السابق كان يتم استيعاب الآخرين كغرباء عن الذات، ولكن الذات والآخر متعايشان في شكل متوازٍ. أما اليوم فإن العولمة التي أخذت تنتشر جعلت من الآخرين جزءاً من الجسد العام الذي يحتوينا جميعاً. وهكذا يصبح الآخر عضواً فاعلاً بواسطته يعيش النظام العام، ومن ثم فإن الآخر ليس غريباً إلا في كونه يعيش في بيئة مختلفة".