ينطوي الفيلم الأميركي الجديد "الفنان الفاشل-The Disaster Artist" على مفارقة طريفة، فهو من جهة يتناول القصة الحقيقية للفنان السيء وغريب الأطوار تومي ويزو، ومن جهة ثانية فإن مخرجه وبطله جيمس فرانكو عاش هو الآخر إخفاقات كبيرة في السنوات الماضية، ومع ذلك فقد كان هذا الفيلم الذي يحتفي بالفشل سبباً في نجاحه وعودته للمنافسة على جوائز السينما الأميركية من جديد. لقد استثمر فرانكو فشله الخاص وفشل ويزو بشكل ممتاز وحقق بفضله النجاح الأكبر في مسيرته الفنية. يروي الفيلم قصة الفنان تومي ويزو أثناء تنفيذه لفيلمه السيء The Room عام 2001 الذي عرض عام 2003 واعتبر حينها كأحد أسوأ الأفلام في تاريخ السينما الأميركية. صانع ذلك الفيلم القديم، تومي ويزو، يحيط به غموض كبير فلا تعرف تفاصيل كثيرة عن حياته سوى أنه يطمح للنجاح في هوليود رغم عدم امتلاكه لأي موهبة تذكر، ورغم شخصيته الغريبة، وأسلوبه المثير في الحديث، وفي التفكير، إلى جانب امتلاكه لحساب بنكي لا ينضب من الأموال مجهولة المصدر والتي تمكن بفضلها من إنتاج فيلمه الأول The Room بمبلغ وصل لحاجز سبعة ملايين دولار. التقط الممثل الشاب جيمس فرانكو هذه التفاصيل المتاحة من حياة تومي ويزو ليصنع فيلمه الجديد تحت عنوان "الفنان الفاشل" وهو عنوان قد يبدو جارحاً لويزو، رغم دقته في حقيقة الأمر، إلا أنه مع ذلك كان رحيماً بذلك المخرج السيء الذي فشل في تحقيق ذاته فاعتمد على نفسه في صناعة فيلمه الأول. فيلم "الفنان الفاشل" الذي يكتسح هذه الأيام موسم جوائز السينما في هوليود، والذي حصد حتى الآن نحو 40 ترشيحاً من مهرجانات ونقابات سينمائية مختلفة، من بينها جائزتان للغولدن غلوب، يؤدي فيه مخرج وبطل الفيلم جيمس فرانكو شخصية ويزو ذاته، فيما يؤدي أخاه ديف فرانكو شخصية "غريغ" الممثل الشاب الذي رافق المخرج ويزو في مغامرته في هوليود. تبدأ الحكاية بلقاء بين الاثنين في جلسة اختبار تمثيل، وتنتهي بصداقة حقيقية انتقل بفضلها ويزور ورفيقه "غريغ" إلى هوليود عام 2001 ليعيشا حلم إنتاج فيلمهما الأول The Room دون أن يكترثا لفداحة مستوى الفيلم وللفضيحة النقدية التي سيثيرها عند عرضه في يونيو عام 2003. قدم جيمس فرانكو في فيلمه الجديد محاكاة دقيقة للمرحلة التي عاشها ويزو وصديقه غريغ، سواء على مستوى محاكاة الشخصيات وإتقان أدائها حتى ظهرت كما لو كانت نسخاً كربونية من الشخصيات الحقيقية، أو محاكاة تصوير فيلم The Room بمشاهده السيئة وأداءاته الكارثية. لكن القيمة الأكبر للفيلم تكمن في الروح الإنسانية التي تحلى بها أمام الفشل الفادح لتومي ويزو، فلم يظهر بمظهر الساخر من ويزو، رغم روحه الكوميدية العالية، بل أبدا تعاطفاً نبيلاً مع هذا "الفنان الفاشل" محاولاً الاقتراب أكثر من شخصيته وفهم الأسباب التي قادته إلى هوليود دون أن يتسلح بأي موهبة. لقد استثمر فرانكو "فشل" ويزو ليحكي قصة كوميدية إنسانية عن النجاح والفشل وانكسار الأحلام العظيمة. جيمس فرانكو مع «الفنان الفاشل» الحقيقي تومي ويزو