غادر وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد واشنطن امس متوجهاً الى منطقة الخليج لشكر زعماء المنطقة على تأييدهم الحرب على العراق وبحث مستقبل الانتشار العسكري الاميركي. وأقلعت طائرة رامسفيلد من قاعدة اندروز الجوية، وقال مسؤولون انه سيزور دولاً عدة ويلتقي مع القوات الاميركية. ولم يقدموا تفاصيل عن جدول زيارته لاسباب امنية. ونفى رامسفيلد هذا الاسبوع ان تكون واشنطن تخطط بالفعل لانتشار عسكري طويل الاجل في فترة ما بعد الحرب، قائلا ان هذا الترتيب غير محتمل. واقر انه ومسؤولين اميركيين اخرين يعتزمون مناقشة تعديلات في الوجود العسكري مع زعماء المنطقة، مؤكداً ان واشنطن لديها خيارات كثيرة. ولم يبد من المسؤولين الاميركيين اي اشارة الى احتمال زيارة رامسفيلد العراق. لكن مسؤولين افغان قالوا انه سيزور افغانستان اليوم لاجراء محادثات مع الرئيس حامد كرازاي. ومع انخراط الولاياتالمتحدة في مهمة تشكيل حكومة عراقية جديدة بدأت وزارة الدفاع البنتاغون رسمياً درس ترتيبات الوجود العسكري في الخليج في السنوات المقبلة. ورفضت السعودية السماح للجيش الاميركي بشن هجمات جوية على العراق من اراضيها. واشار المحللون الى ان البنتاغون قد ينقل الجزء الاكبر من جنوده من المملكة الى دول مثل قطر ودولة الامارات العربية المتحدة. وسمحت السعودية وتركيا للقوات الاميركية باستخدام قواعد عسكرية لمراقبة منطقتي حظر الطيران فوق شمال العراق وجنوبه منذ حرب الخليج 1991. لكن انقرة رفضت السماح للقوات الاميركية باستخدام اراضيها خلال الحرب. وقال مسؤول اميركي "انه رامسفيلد سيزور القوات الاميركية وسيعقد محادثات مهمة مع زعماء اقليميين لشكرهم اساساً على اسهاماتهم في المساعدة في اطاحة النظام في العراق". وتأتي زيارة رامسفيلد فيما يجري البنتاغون مراجعة شاملة للوجود العسكري الاميركي في الشرق الاوسط. واشار رامسفيلد الى ان سقوط صدام حسين قد يسمح بتقليص حجم القوات في المنطقة. وقال للصحافيين الاثنين الماضي "نفكر في الترتيبات في المستقبل. لم نتوصل الى نتائج بعد. شخصياً أقول ان وجود عراق صديق لا يقوده صدام حسين سيكون سبباً يسمح لنا بخفض قواتنا في المنطقة لا زيادتها". وانتقد تقريراً نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت فيه عن مسؤولين كبار في ادارة الرئيس جورج بوش لم تذكر اسماءهم قولهم ان واشنطن تخطط لاقامة علاقات عسكرية طويلة الاجل مع بغداد بما في ذلك استخدام اربع قواعد تسيطر عليها الآن. وفي اطار اعادة توزيع شامل لقواتها في الخارج قد تنقل الولاياتالمتحدة ايضاً جزءاً منها من المانيا الى شرق اوروبا وتقلص وجودها في كوريا الجنوبية واليابان. وتحتفظ اميركا بحوالى 200 الف جندي في الخارج منهم 15 الفاً في قواعد في الشرق الاوسط.