قام وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد بزيارة عدد من العواصم الخليجية بدأها بابو ظبي يوم الاحد وقالت تقارير صحفية انه اراد من خلالها ان يوجه الشكر لحلفاء الولاياتالمتحدة ويناقش فيها التغييرات الممكنة المتعلقة بالوجود العسكري الامريكي في المنطقة. وترافق مع جولة رامسفيلد تسريب معلومات عن نية الولاياتالمتحدة دراسة اجراء تغييرات محتملة في وجودها العسكري في الشرق الاوسط حيث ينظر الى الاطاحة بصدام حسين على انها تسمح بخفض وجود القوات الامريكية في المنطقة الحساسة سياسيا واجراء تغيير جغرافي لتوزيع مواقع هذه القوات. ويوجد في العراق حاليا اكثر من 130 الف جندي امريكي وهناك حديث عن اقامة اربع قواعد امريكية تتوزع في شمال وجنوب وغرب ووسط العراق ورغم نفي رامسفيلد شخصيا هذه المعلومات الا ان الصحافة الامريكية اصرت على ان اقامة هذه القواعد مطروح على اعلى المستويات وفي البنتاجون. ووصل رامسفيلد الى ابو ظبي متأخرا ست ساعات بعدما اصاب الطائرة التي كانت تقله خلل ميكانيكي اثناء توقفها للتزود بالوقود في ايرلندا مما دفعه الى الغاء زيارة كانت مقررة الى افغانستان. لكن مسؤولين امريكيين قالوا انه يأمل ان يذهب الى كابول في وقت لاحق. وكانت تصريحات رامسفيلد في الايام الاخيرة قد اعطت انطباعا لدى المراقبين بان وزير الدفاع يقوم حاليا بدور وزير الخارجية وانه الغى تماما دور كولن باول الذي بدا مهمشا في اكثر من مناسبة. في ابوظبي استقبل الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة بدولة الامارات العربية المتحدة دونالد رامسفيلد وقد تم بحث العلاقات الثنائية ووسائل التعاون بين البلدين وخاصة المجالات العسكرية والدفاعية والتقنية. وهو ما اكده رامسفيلد شخصيا للصحفيين المرافقين له وقال انه يعتزم ان يناقش مع حلفائنا المحيطين بالعراق الترتيبات بيننا وبينهم وشراكتنا وتعاوننا فيما نتطلع الى نقطة ما يتوقف عندها النشاط القتالي الكبير في العراق. واضاف انه سيشدد في محادثاته مع قادة المنطقة على التطور الذي يحدث فيما يتعلق بكل من العراقوافغانستان من العمليات القتالية الكبرى الى عمليات حفظ الاستقرار. وقال مسؤولون امريكيون ان الامارات العربية المتحدة قدمت دعما رئيسيا في الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة على العراق بتوسيع قاعدة الظفرة الجوية قرب ابوظبي والتي استخدمتها طائرات /ار سي 135/ وطائرات الاستطلاع من طراز /يو 2/ وطائرات التزويد بالوقود الامريكية في حرب العراق. وقالت مصادر دبلوماسية في أبو ظبي لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) إن مباحثات وزير الدفاع الامريكي ستتركز على الترتيبات العسكرية في مرحلة ما بعد صدام حسين إضافة إلى مراجعة الالتزامات العسكرية الامريكية في المنطقة فيما شارفت العمليات العسكرية في العراق على الانتهاء. وتقول وكالات الانباء ان دولة الامارات قدمت دعما رئيسيا في الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة ضد العراق. ومن بين الطائرات الامريكية التي استخدمت قاعدة في الامارات طائرة الاستطلاع الالكترونية من طراز /ار سي 135/ وطائرات اعادة التزود بالوقود وطائرات تجسس تحلق على ارتفاعات شاهقة من طراز يو 2 وطائرات جلوبال هوك بدون طيار. كما تستخدم البحرية الامريكية قواعد اماراتية على الخليج وعلى المحيط الهندي. ورفض مسؤولون عسكريون امريكيون التنبؤ بما اذا كانت الامارات التي طلبت شراء 80 مقاتلة امريكية من طراز اف 16 في صفقة تقدر قيمتها بمليارات الدولارات قد تستفيد من اي تغييرات. وفي قاعدة السيلية الامريكية في قطر حيث تتمركز قيادة العمليات في العراق كال وزير الدفاع الاميركي المديح للقوات الاميركية التي وصلها فجر امس الاثنين على (الانتصار) الذي حققته قوات الاحتلال الامريكي البريطاني في العراق مشبها ذلك النصر بسقوط حائط برلين وتحرير باريس. وتصافح رامسفلد والجنرال تومي فرانكس والتقطا صورا مشتركة مع حشود من الجنود في مقر التحالف العسكري في قطر فيما صدحت اغنية كلاسيكية لجو كوكر بعنوان بمساعدة صغيرة من اصدقائي. وقال رامفسلد فكروا في المشاهد التي رأيناها جميعا: عراقيون احرار يطيحون بتمثال لصدام حسين ويعانقون قوات التحالف ويحتفلون بحريتهم الجديدة . واضاف رامسفلد وسط هتافات القوات الاميركية ان ما انجزته قوات التحالف سيأخذ مكانه بالتأكيد الى جانب (سقوط) حائط برلين وتحرير باريس. وقد ساعد كل واحد منكم في تحقيق ذلك. ورغم امتناع رامسفلد عن استخدام كلمة نصر الا ان جولته في المنطقة هي بلا شك مناسبة للاحتفال بسقوط صدام حسين على يد القوات الاميركية وحلفائها. والتقى رامسفلد في وقت سابق بكبار قادة الجيش الاميركي ومن بينهم اللفتنانت جنرال ديفيد ماكيرنان وقائد القوات البرية اللفتنانت جنرال تي. مايكل موسلي وقائد القوات الجوية الادميران تيموتي كيتنج وقائد القوات البحرية واللفتنانت جنرال ايرل هايلستون قائد قوات المارينز. وقال رامفسلد ان افضل قرار اتخذه هو الطلب من الجنرال فرانكس القيام بهذه المهمة. وتساءل رامسفلد كان هناك العديد من المنتقدين، أليس كذلك؟ في اشارة الى حملة الانتقادات التي وجهها الجنرالات المتقاعدون لخطط الحرب التي وضعها فرانكس. وقال رامسفلد في تكرار لعبارة قالها رئيس الوزراء البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل لم يكن هناك على الاطلاق هذا العدد الكبير من المخطئين حول هذا الكم من الامور. وقال رامسفلد للجنود ما انجزتموه جميعا سيسجل في كتب التاريخ واصفا اياهم بانهم الافضل تدريبا واعدادا وافضل قوات على وجه الارض.