بدأ الجيش الامريكي يعيد تقييم وجوده في منطقة الشرق الاوسط بعد الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين. لقد أدى تمركز أعداد ضخمة من الجنود والطائرات الامريكية في الكويتوتركيا ودول أخرى لمدة تزيد على عقد إلى تولد عداء كبير لدى الشعوب العربية ونشوء ظواهر معادية مثل أسامة بن لادن. وتأمل البنتاجون أن تنتهز فرصة سقوط صدام حسين لتخفض قواتها في المنطقة. وقد نفى وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد بشدة ما قيل بان الرئيس الامريكي جورج بوش سينقل الوجود الامريكي في بعض الدول إلى العراق حيث يزداد هذا الوجود ويستمر مدة طويلة. وقال للصحفيين ليس هناك أي مناقشات بهذا المعنى . بل إننا لم نبحث حتى هذا الموضوع . وأضاف قائلا إن أيا كان الذي سرّب هذه المعلومات للصحافة فهو في مستوى متدن من الثقة والمصداقية والرأي والمعرفة . وقال أيضا الانطباع الذي تولد في العالم هو أننا نعتزم احتلال البلد. نعتزم استخدام قواعده مدة طويلة من الزمن وهذا غير صحيح على الاطلاق وصرح الجنرال ريتشارد مايرز رئيس أركان القوات المشتركة الامريكية للصحفيين الاسبوع الماضي بأن الولاياتالمتحدة وضعت منذ سقوط صدام الشهر الجاري خططا لنقل كثير من قواتها من تركيا حيث كانت تتحرك لتقوم بدوريات فوق المنطقة المحظورة على الطيران في شمالي العراق. وستحدث تغييرات مماثلة في الكويت ودول أخرى حيث تقلع طائرات أمريكية وبريطانية لتجوب المنطقة المحظورة على الطيران في جنوبي العراق. وأوضح مايرز القوات التي كانت في تركيا لهذا الغرض عادت فعلا إلى الوطن . وأضاف تعلمون أن لدينا قوات في الكويت ودول أخرى أيضا، ومن الواضح أنه لن تكون لها ضرورة لهذا الغرض في المستقبل. وأضاف قائلا ... أعتقد أن ذات يوم هنا في المستقبل القريب سيتسنى لنا الحديث علنا عن نوع موطىء القدم الذي سيكون للولايات المتحدة في المنطقة . وقال مسئولون إن خفض أفراد الجيش الامريكي في المنطقة سيؤدي إلى خفض مليار دولار سنويا من ميزانية البنتاجون اللازمة للابقاء على القوات، ولكن العائد قد يكون أكبر من الناحية السياسية. ومنذ انتهاء حرب الخليج عام 1991 كان وجود قوات أمريكية في الخليج مثار قلق وضيق في العلاقات العربية الامريكية واستغل اسامة بن لادن هذا الوجود لتجميع الاتباع الساخطين . وازداد الغضب بحشد قوات ومحاربة العراق في حين تصاعدت المخاوف من أن تكون الولاياتالمتحدة قد أتت كقوة احتلال جديدة في موجة جديدة من الاحتلال الغربي. وقبل حشد القوات لحرب العراق كان هناك حوالي 25 ألف جندي أمريكي يرابطون في الخليج وكذلك مئات الطائرات، ولكن قد ينخفض عدد هذه القوات إلى حد كبير بعد الاطاحة بصدام حسين. وخفض الوجود العسكري الامريكي يتناسب أيضا مع خطط رامسفيلد التي تقضي بتحويل الجيش من قوات ضخمة ثقيلة إلى قوات على درجة عالية من القدرة على التحرك والانتشار السريع. ورفض رامسفيلد التطرق إلى تكهنات حول شكل وترتيب الجيش الامريكي بمنطقة الشرق الاوسط فقال لدي فكرة في رأسي . وأوضح أن البنتاجون ستناقش الموضوع مع دول في المنطقة. وأضاف قائلا إن عراقا صديقا لا يقوده صدام حسين قد يكون سببا لاحتفاظنا بقوات أقل عددا في المنطقة، وليس أكثر عددا . وقد تبحث البنتاجون أيضا نقل قوات أمريكية من قطر حيث آوت العاصمة الدوحة القيادة المركزية الامريكية خلال الحرب وإدارة عراق مابعد الحرب وربما تخفض البحرية الامريكية وجودها في البحرين. وقد استبعد وزير الدفاع الامريكى ان تكون بلاده خططت للاحتفاظ بقواعد عسكرية دائمة فى العراق بعد الحرب قائلا ان مثل هذا الترتيب غير محتمل. واعرب رامسفيلد عن خشيته من ان يبعث مانشرته صحيفة (نيويورك تايمز) الامريكية بهذا الصدد اشارة خاطئة الى العراقيين الذين يشعرون بقلق ازاء وجود عسكرى امريكى طويل الامد فى وطنهم. وقال اننا لانعتزم العمل كدولة محتلة ولاننوى ان نفرض على اية حكومة جديدة الطريقة التى نرتب بها لوجودنا بالعراق. وكانت الصحيفة قد نقلت عن مسئولين كبار فى ادارة الرئيس جورج بوش قولهم ان الولاياتالمتحدة تخطط لعلاقة عسكرية طويلة الامد مع بغداد بما فى ذلك استخدام اربع قواعد عسكرية تسيطر عليها القوات الامريكية بعد الحرب التى اطاحت بالرئيس صدام حسين. واوضحت (نيويورك تايمز) ان العلاقة الجديدة مع العراق ستمنح الولاياتالمتحدة حرية الوصول لاربع قواعد عسكرية يكون مكانها فى المطار الدولى خارج بغداد وفى منطقة طليل قرب الناصرية فى الجنوب وفى مطار يطلق عليه اتش 1 بغرب العراق وفى باشور فى الشمال الكردى بالعراق. وقال رامسفيلد ردا على ذلك هناك اربع قواعد تستخدمها الولاياتالمتحدة فى ذلك البلد للمساعدة فى نقل المساعدة الانسانية والمساعدة فى عمليات الاستقرار.. لكن هل لذلك اى علاقة بوجود طويل الامد.. لا بالمرة. ووصف المعلومات حول عزم الولاياتالمتحدة على استخدام قواعد جوية عراقية على المدى الطويل مجرد تكهنات . واوضح رامسفيلد معلقا على مقال نيويورك تايمز ان هذا المقال فاز على الارجح بالجائزة الدولية للتكهنات الصرفة هذه السنة .وقال اننا لا نفكر بذلك ولا اعرف من هم المسؤولون المعنيون مشددا على ان نيويورك تايمز لم تأخذ رأيه ولا رأي مساعده بول وولفوفيتز في هذا المقال. واضاف لم يناقش هذا الامر بوجودي . لكنه قال ان الولاياتالمتحدة تستخدم حاليا هذه القواعد للمساعدة على نقل المساعدات الانسانية وللمساهمة في استقرار العمليات . وشدد وزير الدفاع الامريكي على ان هذه القواعد تستخدم لكن لا علاقة لذلك باستخدامها على المدى الطويل . ولم يخف استياءه من المصادر التي تحدثت الى كاتبي المقال في نيويورك تايمز . وقال لو كنت الصحفي لاوردت الاسماء (هذه المصادر) في اسفل كدليل على المصداقية والقدرة على الحكم والاطلاع .وشدد على ان الانطباع المنتشر في العالم هو اننا نخطط لاحتلال العراق ولاستخدام قواعده لفترة طويلة. هذا غير صحيح بتاتا . من ناحية اخرى اعترف رامسفيلد بان القوات الامريكية فى العراق مازالت تواجه مقاومة فى العراق ممن وصفهم بفرق الموت والمتطوعين الاجانب واخرين وصفهم بانهم يئسوا من ان يرفضوا وقف القتال. واضاف رامسفيلد ان مزيدا من العراقيين يأتون لمساعدة قوات التحالف على القاء القبض على مثل اولئك المقاتلين وتحديد مواقع الاسلحة المخبأة. رامسفيلد ينفي التوجه لاقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق