رفضت موسكو التفاوض مع الولاياتالمتحدة على الديون العراقية، فيما دعا السفير الاميركي الكسندر فيرشبو روسيا الى "شطب كلي أو جزئي" للديون، واقترح عقد مؤتمر للأطراف الدائنة، فيما اكد مسؤول عسكري روسي ان الحرب على العراق استندت الى "خطط عسكرية وسياسية جيدة ... لكنها لم تقدم شيئاً خارقاً للعادة". وقال ديبلوماسي روسي ل"الحياة" ان دعوة فرنسا الى تعليق العقوبات المفروضة على العراق "لم تنسق" مع الجانب الروسي، واضاف ان موسكو ستدرسها في ضوء "فهم واضح لكون الإصرار على ابقاء العقوبات لحين انجاز عمليات التفتيش سيلحق المزيد من الضرر" بالعلاقات الروسية - الاميركية ويسيء الى صورة موسكو في العالم العربي. ولمح وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الى احتمال حدوث تقارب مع واشنطن، مؤكداً ان موسكو ستبذل جهوداً ل"الحيلولة دون ان تؤثر الخلافات في شأن الأزمة العراقية سلباً في الائتلاف الذي يضم اميركا وروسيا ودولاً اخرى لمحاربة الارهاب". وكان ايفانوف قال قبل بدء العمليات العسكرية ان شن الولاياتالمتحدة حرباً على العراق من دون تفويض دولي سيؤدي الى "تصدع" هذا الائتلاف. الى ذلك، قال السفير الاميركي فيرشبو ان العلاقات بين موسكوواشنطن مرت بمرحلة "معقدة جداً" بسبب الأزمة العراقية، لكنه اضاف ان رئيسي البلدين "يبحثان عن مصالح مشتركة"، وشدد على اهمية لقائهما الشهر المقبل في سانت بطرسبورغ. واكد ان الحكومة العراقية المقبلة يجب ان تحترم الالتزامات. لكنه قال ان كلاً من العقود التي وقعتها بغداد سابقاً يجب ان يدرس على انفراد للتحقق من شرعيته. ويرى المراقبون ان هذا التصريح هو محاولة للتخفيف من الوقع السيئ الذي احدثته دعوة كبير مستشاري وزارة الدفاع ريتشارد بيرل الذي تحدث عن إلغاء العقود كلها. لكن فيرشبو طالب روسيا بأن "تفكر في شطب الديون كلياً أو جزئياً"، مشيراً الى ان العراق اذا أرغم على تسديدها كاملة فإن ذلك سيعطل اعادة اعماره. ودعا الى عقد مؤتمر للدائنين لإيجاد "التوازن" بين حماية مصالحهم ومساعدة الشعب العراقي. ال ان نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر لوسيدكوف قال ان بلاده "لا تنوي التفاوض في هذا الشأن" مع الولاياتالمتحدة، لكنه لم يستبعد محادثات مع "سلطات شرعية" في العراق أو بحث الموضوع في اطار نادي باريس أو مؤتمر دولي يعقد خصيصاً لهذا الغرض. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مسؤول عسكري رفيع المستوى ان هيئة الأركان العامة الروسية تعد تحليلاً للحرب. وقال انه سيتضمن توصيات تدعو الى ادخال تعديلات على برامج التسلح الروسية. وشدد على أهمية الأسلحة العالية الدقة التي تصوب من مسافات بعيدة والاجهزة الاليكترونية والعاملة بالإشعاع الحراري والدفاعات الجوية القادرة على العمل ليلاً. وذكر ان الأسلحة الدقيقة توجه وترصد من الفضاء الخارجي ولذا فإن روسيا ضاعفت نفقاتها على الأقمار الاصطناعية وبفضلها تمكنت من ان تحدد بدقة عدد الصواريخ التي اطلقت على العراق. واعتبر ان الولاياتالمتحدة "خططت للحرب بشكل جيد عسكرياً وسياسياً وفي صورة لا بأس بها من الناحيتين الاعلامية والدعائية". لكنه اعتبر ان الاميركيين "لم يظهروا شيئاً فوق العادة"، مشيراً الى ان القنابل الكهرومغناطيسية كانت استخدمت اثناء أزمة البلقان عام 1999 والصاروخ الذي اصاب مخبأ "كان يفترض وجود صدام حسين فيه" كان معروفاً لدى روسيا.