أكدت موسكو أنها ستسعى إلى استرداد ديونها على العراق، واستبعدت بشدة احتمال أن تستجيب طلب جهات أميركية حول اعفاء العراق من ديونه، فيما شددت الخارجية الروسية على ضرورة أن تتحمل "قوات الاحتلال" مسؤولية الأوضاع الناجمة في العراق. ونفى وزير المال الروسي اليكسي كودرين في لهجة شديدة احتمال موافقة بلاده على شطب ديون العراق التي تبلغ زهاء 8 بلايين دولار. وأكد في حديث إلى قناة "آر تي آر" الحكومية اصرار موسكو على "استرداد حقوقها". وقال إن دعوة "جهات شبه رسمية في الولاياتالمتحدة إلى شطب الديون العراقية ليست مفهومة"، مشيراً إلى أن روسيا عملت منذ عام 1997، بصفتها عضواً في نادي باريس الدولي للدائنين، على تخفيف ديون الدول الفقيرة العسكرية وغير العسكرية. لكنه شدد على أن النادي لم يناقش في أي وقت اعفاء دولة من ديونها، خصوصاً أن روسيا لم تمنح العراق قروضاً عسكرية في أي وقت. وذكّر كوردين بأن روسيا ما برحت تسدد الديون التي ورثتها عن الاتحاد السوفياتي المنحل. وقال إن "أحداً لم يبادر إلى اعفائنا من ديوننا"، ما يجعل موسكو "مصرة على استرداد كل ديونها". وجاء حديث كودرين بعد يوم واحد على اشارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن "ثمة من قوّض ونهب ويطلب من الآخرين دفع الثمن". وفي السياق نفسه، أكد الناطق باسم الخارجية الروسية الكسندر ياكوفينكو أن معالجة الأوضاع الناجمة في العراق بعد الحرب تقع على عاتق من وصفها ب"قوات الاحتلال"، وشدد على أن "كل المسؤولية في ما يتعلق بتلبية متطلبات الشعب العراقي"، خصوصاً في المناحي الإنسانية، يجب أن تتولاها القوات التي احتلت العراق. وجدد ياكوفينكو الإعراب عن قلق موسكو البالغ في ما يتعلق بالوضع الإنساني في العراق. وقال إن "تلك القوات" عليها أن تتحمل مسؤولية المحافظة على التراث الثقافي والإنساني والتاريخي الكبير في العراق الذي وصفه بأنه "ثروة للإنسانية جمعاء وميراث لا يقدر بثمن". روسيا تنفي اعطاء صدام معلومات على صعيد آخر، رفض ناطق باسم الاستخبارات الخارجية الروسية التعليق على ما تناقلته وسائل إعلام غربية حول تعاون الأجهزة الروسية مع نظام الرئيس صدام حسين ومنحه معلومات عن دول أخرى. وقال الناطق بوريس لابوسوف إن جهاز الاستخبارات الخارجية ليس من عادته أن يعلق على اتهامات الصحف. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصدر قريب من جهاز الاستخبارات، رفض الافصاح عن اسمه، ان روسيا طورت منذ بداية التسعينات علاقات تعاون وثيق مع أجهزة أمنية في غالبية دول العالم، لكن تعاونها الثنائي لم يكن في أي وقت موجهاً ضد دول ثالثة. وجاءت تعليقات المسؤولين الأمنيين الروس بعد اتهامات وجهتها صحف غربية أمس إلى موسكو بتقديم معلومات عن تفاصيل اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مع نظيره الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني في روما، كذلك الحديث عن أن روسيا أبلغت العراق قبل بدء الحرب عن تفاصيل اتفاقات لتصدير أسلحة روسية إلى دولة مجاورة للعراق.