سيزور وزير الخارجية الاميركي كولن باول موسكو تمهيداً للقاء قمة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجورج بوش، سيكون الملف العراقي أهم محاوره، فيما طالب البرلمان الروسي بأن تتحمل الدول التي شنت الحرب أعباء الإعمار ورفض انفراد الولاياتالمتحدة وبريطانيا بالإشراف على تشكيل ادارة موقتة في العراق. ونقلت وكالة "ايتار تاس" الحكومية عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الاميركية قوله ان بوش مصمم على المشاركة في احتفالات تقام الشهر المقبل لمناسبة مرور 300 سنة على تأسيس مدينة سانت بطرسبورغ وسيلتقي خلالها بوتين لبحث تداعيات الحرب على العراق والعلاقات الثنائية. وتمهيداً للقمة سيصل باول الى موسكو، لكن المسؤول الاميركي لم يحدد موعد الزيارة. ونقلت الوكالة عنه ان الولاياتالمتحدة رفضت طلباً قدمته روسيا وفرنسا والمانيا بمنح الأممالمتحدة "دوراً مركزياً" في العراق. وقال ان العالم يجب ان يعترف ب"حق من أراق الدماء في قيادة عملية التطبيع" في العراق. وأشار المسؤول الاميركي الى ان العراق قد لا يكون العقبة الوحيدة التي تعكر صفو العلاقات بين موسكو وواشنطن، وتحدث عن "مشاكل" في التعاطي مع الموضوع الشيشاني والتعاون الروسي الايراني. وفي موسكو تبنى مجلس الدوما النواب بغالبية ساحقة قراراً يصف الحرب على العراق بأنها "انتهاك خطير" للقانون الدولي ويلوم الولاياتالمتحدة لأنها لم تقدم أدلة على وجود أسلحة الدمار الشامل التي كانت الحجة التي انطلقت على أساسها الحرب. وشدد البرلمان على ان الدول التي "شاركت بنشاط في الائتلاف" يجب ان تتحمل العبء الاساسي في النفقات المالية لإعادة اعمار العراق اقتصادياً وسياسياً، فيما الدول الأخرى تحدد بنفسها شكل مساهمتها ولم يستبعد النواب الروس ان تكون المساهمة "عبر شطب الديون، ولكن في اطار نادي باريس للدائنين". ولاحظ المراقبون ان البيان لم يستخدم تعبير "احتلال" واقتصر على الإشارة الى "قوات" اميركية وبريطانية، وقال ان هذا الوجود العسكري "يدعم" تشكيل هيئات جديدة للسلطة، وانتقد البرلمان ان تقتصر هذه الهيئات على القوى التي كانت معارضة لنظام صدام حسين، واعتبر ان ذلك "لن يوفر للحكومة اعترافاً بشرعيتها من المجتمع الدولي". الى ذلك، اشار يوري فيدوتوف نائب وزير الخارجية الروسي الى ان الحكومة المقبلة يجب ان تعلن تمسكها بالتزامات إزاء روسيا في المجال الاقتصادي. وفي السياق ذاته اكد ليونيد فيدوف نائب رئيس شركة "لوك أويل" التي تعاقدت مع العراق على استثمار حقول "غرب القرنة" ان الشركة تنوي استئناف المفاوضات مع الإدارة الجديدة في بغداد، مؤكداً انها لا تعترف بقرار اتخذته الحكومة العراقية السابقة بإلغاء العقد المبرم معها. وفي دعوة صريحة للحكومة الروسية للموافقة على الاقتراحات الاميركية بإلغاء العقوبات على العراق قال فيدوف "اننا لم نفقد شيئاً بسبب الحرب ولكن خسرنا بسبب العقوبات".