وعدت موسكو بدرس الاقتراحات البريطانية، مؤكدة ان تنفيذها "سيتطلب زمناً"، فيما اشار وزير الخارجية ايغور ايفانوف الى ان "من المبكر" الحديث عن طبيعة التصويت في مجلس الأمن. لكنه شدد على رفض موسكو أي قرار يجيز الحرب. ووصل الى موسكو وفد من المعارضة الكردية العراقية، لإجراء محادثات مع مسؤولين. وكانت روسيا رفضت عملياً في البداية الاقتراحات البريطانية، وقال المندوب الروسي لدى الأممالمتحدة سيرغي لافروف ان رئيس لجنة التفتيش هانس بليكس هو الوحيد المخول وضع قائمة بما ينبغي على العراق ان يفعله في مجال نزع الأسلحة وتحديد الفترة اللازمة لذلك. واعتبر هذا التصريح رفضاً لقائمة الشروط الستة التي عرضتها بريطانيا. لكن نائب وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف قال ان بلاده ستدرس الاقتراحات البريطانية، مشدداً على ان تنفيذها سيتطلب مدة قد تستمر بضعة شهور. وأوضح ل"الحياة" ديبلوماسي روسي ان موسكو تعتبر المطالب البريطانية "تعجيزية الطابع"، لكنه قال ان المساومة عليها قد تتيح فرصة لشراء الوقت، وتأجيل التصويت في مجلس الأمن. في السياق ذاته، قال الوزير ايفانوف ان "ليس هناك حتى الآن مشروع قرار محدد" مطروح على المجلس، وبالتالي فإن الحديث عن شكل تصويت روسيا "سابق لأوانه". لكنه كرر ان بلاده ستقف ضد أي مشروع ينص على "فتح الطريق أمام عمل عسكري". وكان هذا الموضوع في محادثات هاتفية بين الرئيسين الأميركي جورج بوش والروسي فلاديمير بوتين الذي اكد مكتبه وجود اختلاف في "المقاربات من التسوية العراقية"، لكنه أضاف ان الرئيسين شددا على أهمية "تطوير الآفاق الاستراتيجية" في علاقاتهما. وجاءت هذه المحادثات بعد تلويح السفير الأميركي في موسكو الكسندر فيرشبو ب"عواقب وأضرار" تهدد العلاقات الاميركية - الروسية في حال استخدمت موسكو حق النقض الفيتو في مجلس الأمن لإسقاط مشروع القرار الاميركي - البريطاني - الاسباني. واثار كلام السفير استياء شديداً في روسيا. وقال ايفانوف ان الربط بين العلاقات والموقف من العراق "أمر غير مثمر" ملمحاً الى ان بلاده لن تنحني امام التهديد. وحاول وزير الطاقة الاميركي سبنسر ابراهام الذي يزور موسكو، تخفيف وقع تصريحات السفير، فأشار الى انه يؤيد مشاركة مستثمرين اميركيين في مشاريع لاستخراج النفط الروسي، ونقله الى ميناء مورمانسك لتصديره الى الغرب. لكنه حذر من ان ذلك لن يعني تلقائياً زيادة المشتريات الاميركية من النفط الروسي. واكد ابراهام ان مصير النفط العراقي "موكل لشعبه"، مشدداً على انه لم يبحث في هذا الموضوع مع نظيره الروسي ايغور يوسفوف، ما يعني ان الولاياتالمتحدة رفضت تقديم التزامات بالحفاظ على المصالح النفطية لروسيا في العراق، في حال تغيير النظام في بغداد. وينتظر ان تبحث قضايا العراق أثناء محادثات يجريها في موسكو وفد من الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني يرأسه عضو المكتب السياسي لطيف رشيد. وعلمت "الحياة" ان الوفد يحمل رسائل من القيادة الكردية، وسيعقد اجتماعات في وزارة الخارجية والبرلمان، ويلتقي عدداً من ممثلي الأحزاب البارزة.