كشفت مصادر اسرائيلية أن جزءاً كبيراً من الأنظمة والمعدات والصواريخ التي تستخدمها القوات الأميركية في العراق هي من صنع اسرائيلي. ونقلت صحيفة "ديفنس نيوز" الدفاعية عن رئيس مجلس ادارة الصناعات العسكرية الاسرائيلية آري مزراحي قوله أن الدولة العبرية باعت آلاف الأنظمة الدفاعية والأسلحة للولايات المتحدة في السنوات الماضية وأن العديد منها يستخدم اليوم في الحرب على العراق. واعترف مزراحي أن الصاروخ الذي ظهر على شاشة التلفزيون العراقي قبل فترة وعليه كتابات بالعبرية هو فعلاً من صنع اسرائيل وأنه عبارة عن هدف طائر تلقيه الطائرات المغيرة لتضليل الدفاعات الأرضية ويعرف باسم تالد TALD. ومن أكثر الأسلحة الاسرائيلية استخداماً في العراق صاروخ "بوباي آجي ام 142" الذي يعرف أميركياً باسم "هاف ناب" Have Nap وهو من الأسلحة الذكية التي تنتجها شركة "رافائيل" الاسرائيلية، وأفادت الصحيفة أن قوات التحالف استخدمت صاروخ "بوباي" في حرب الخليج الثانية عام 1991 وحاولت ابقاء ذلك طي الكتمان، لكن رئيس أركان سلاح الجو الأميركي كشف الأمر في حينه من دون قصد ما أدى الى فصله من منصبه. أما اليوم، وحسب الصحيفة، فلم تعد الادارة الأمريكية تكترث للأمر لأن "التحالف" لا يضم أي دول عربية. وقال مزراحي أن قوات التحالف تستخدم اليوم في العراق طائرات من دون طيار طرازي من "هانتر" و"باييونير"، تستخدم لمهمات الرصد والاستطلاع، وكلاهما انتاج شركة الصناعات الجوية الاسرائيلية IAI. وعلى جبهة القتال بدا للمراقبين أن قوات "التحالف" نجحت حتى الآن في تجنب الانزلاق في حرب استنزاف فلم تعد ترسل الجنودها الى ساحة القتال على اقدامهم بل متحصنين داخل آلياتهم برفقة اسناد جوي قريب. كما أن القوات العراقية تبدو كأنها سحبت أسلحتها الأساسية مثل الصواريخ الموجهة والدبابات الرئيسية من طراز "تي - 72" الى المؤخرة بدليل أن القوات العراقية التي جرى الاشتباك معها حتى الآن استخدمت بنادق فردية ومدافع رشاشة وقاذفات "آر بي جي" الخفيفة ودبابات "تي - 55" ومدافع الهاون وراجمات الصواريخ الخفيفة تدعمها أحياناً مدافع الميدان والمضادات الأرضية. وأفادت مصادر صحافية مطلعة من جبهة القتال أن العراقيين لا يحاربون بشكل منتظم مما يدلّ الى أن غالبيتهم من الميليشيات غير النظامية مطعمين ببعض الجنود النظاميين. وأظهرت معارك اليوم الثالث عشر أن القوات الأميركية لم تحكم سيطرتها تماماً على جسر أساسي على نهر الفرات في بلدة الهندية نتيجة استمرار المقاومة من الجانب العراقي. ويعتقد المحللون أن العدد القليل نسبياً للخسائر في صفوف قوات التحالف، والتي لم تتجاوز التسعين قتيلاً أميركياً وبريطانياً حتى اليوم، لا يعتبر كافياً للضغط على الرأي العام لوقف الحرب. إلا أن المحللين يعتقدون أن استمرار حوادث اطلاق النار على المدنيين العراقيين كحادث أمس الذي راح ضحيته أكثر من عشرين عراقياً من الأطفال والنساء ستؤدي حتماً الى ارتفاع نسبة المعارضين للحرب في لندن وواشنطن.