نفى الأردن أمس وجود أي اتصالات مع اسرائيل لإعادة تشغيل أنبوب النفط الذي يمتد من العراق الى ميناء حيفا عبر الأراضي الأردنية، والمعطل منذ العام 1948، مؤكداً ان "العلاقات الفاترة" بين عمان وتل أبيب "لا تسمح أساساً بمناقشة مثل هذه المسألة". وأكد خبراء في التعدين "استحالة تنفيذ المشروع من الناحية الفنية، لأن الجزء الأردني من الخط غير موجود منذ سنوات" بعدما فككته الحكومة عام 1997، وباعته للقطاع الخاص لإعادة استخدامه في صناعة الحديد والصلب. وفي واشنطن، أكدت مصادر أميركية أن إعلان الحكومة السورية خفض صادراتها النفطية بنسبة 40 في المئة جاء نتيجة توقف ضخ النفط العراقي عبر الأنبوب الممتد بين كركوك وميناء بانياس السوري. وأوضحت المصادر ل"الحياة" أن قوات خاصة أميركية اوقفت ضخ النفط العراقي إلى سورية منذ أسبوعين، قبل أن تفجر الأنبوب في عملية لم يُعلن عنها رسمياً. واعتبرت أن وقف الضخ "جاء رداً على عدم اعتراف سورية بتقديمها دعماً عسكرياً ولوجستياً للنظام العراقي، واستمرارها في السماح بإرسال متطوعين لمساعدة القوات الموالية لصدام حسين". وامتنعت المصادر عن نفي أو تأكيد معلومات أفادت أن القوات الأميركية قصفت مقر تجمع المتطوعين وقتلت مئات منهم في بلدة الكوت جنوببغداد الأسبوع الماضي. إلى ذلك، نفى وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني محمد البطاينة في تصريح الى وكالة الأنباء الرسمية "وجود نية أو رغبة أردنية في إعادة تشغيل أنبوب النفط الذي يبدأ من كركوك"، مؤكداً "عدم وجود أجزاء منه الآن على الأرض الأردنية". وأبلغ وزير الإعلام الأردني محمد العدوان "الحياة" ان عمان "لم تجر أي اتصالات" مع تل أبيب "لبحث مثل هذا النوع من التعاون" و"لم تتلق اتصالاً اسرائيلياً للحديث حول إحياء هذا المشروع". وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن مصدر في وزارة البنية الأساسية الاسرائيلية ان وزيرها جوزيف باريتزكي "سيجتمع مع مسؤولين أردنيين لبحث إعادة تشغيل الخط الذي كان ينقل النفط العراقي من الموصل الى حيفا، بافتراض قيام حكومة موالية للغرب في العراق بعد الحرب"، وأن "الأردن اتصل بمكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي طلب من باريتزكي الاجتماع مع المسؤولين الأردنيين لمعرفة ما إذا كان الجزء الأردني من الخط يمكن تشغيله بسهولة". واستغرب العدوان "الافتراضات الاسرائيلية التي اختلقت وجود ترتيبات" بين عمان وتل أبيب، مؤكداً ان العلاقات بينهما "يعتريها فتور كبير منذ أكثر من سنتين، ولا يزال الأردن يربط عودة العلاقات الطبيعية بالتقدم على المسار السلمي مع الفلسطينيين، وإظهار جدية اسرائيل في تنفيذ خريطة الطريق، والقبول بدولة فلسطينية الى جوارها". واعتبر العدوان ان "الحديث عن علاقة الأردن بأي حكومة عراقية بديلة سابق لأوانه، ريثما تتضح المواقف والترتيبات العربية والاقليمية والدولية" بهذا الصدد. وقال: "المهم الآن تأكيد ضرورة أن يكون مصير العراق في أيدي العراقيين، وأن تحافظ الأطراف الدولية المعنية بالأزمة على وحدة هذا البلد وسلامة أراضيه". وكان وزير الخارجية مروان المعشر أعلن أول من أمس ان الأردن "يجري اتصالات بدول عربية، ليس فقط من أجل تجنيب الشعب العراقي مزيداً من الدمار، وانما أيضاً للعمل على عدم ترك المجال أمام الولاياتالمتحدة وبريطانيا وحدهما لإدارة شؤون العراق، وتأكيد حقوق شعبه ووحدة أراضيه". في السياق ذاته، أكد مسؤول أردني ل"الحياة" ان عمان "معنية بأي ترتيبات لإدارة مستقبل العراق"، وأوضح ان "للأردن مصالح اقتصادية مباشرة، منها ديون مستحقة على العراق، كما هناك مصانع وشركات تعود ملكيتها الى البلدين".