بعد يوم طويل وشاق أمضيناه في تجربة جديدة، إستقر الرأي على التوقف والإستراحة لبعض الوقت لذلك أوقفنا السيارة أمام إحدى المقاهي المعروفة لإلتقاط أنفاسنا وتكملة ما كنا بدأناه صباحاً، وفجأة تجمع عدد غير قليل من الأشخاص وبدأوا يتحادثون. "إنها ميتسوبيشي، إعتقدت أنها مرسيدس". "فعلاً تصميمها رائع، ما نوع ميتسويشي الجديدة؟". "كم يبلغ سعرها؟". "كم عدد إسطواناتها؟"... كلها أسئلة إنهمرت علينا لتؤكد نوعيتها إهتمامات المستهلكين ولتؤكد أكثر من ذلك السرعة الفائقة التي جذبت فيها "أوتلاندر" الجديدة إنتباه محبي وغير محبي السيارات. ميتسوبيشي تدرك تماماً نوعية وقوة منافسيها في هذا القطاع المزدحم بالطرازات لكنها قررت الدخول وبقوة في التحدي خصوصاً أنها أطلقت، منذ سيطرة دايملر كرايسلر عليها، خطة إصلاحية تنظيمية قضت بإيقاف إنتاج الطرازات غير المربحة وتخفيض عدد قواعد العجلات. ومن أبرز المنافسين تويوتا طراز RAV4، هوندا طراز CRV، فورد طراز "أسكيب" ومازدا طراز "تريبيوت". أناقة تامة يتمتع طراز "أوتلاندر" من ميتسوبيشي بتصميم شبيه بسيارات السيدان وبفخامة ومستوى ترف هذه الفئة من السيارات السياحية، لكنه يتمتع في الوقت عينه والى حد ما بقدرات سيارات الدفع الرباعي الرياضية وميتسوبيشي أدركت أن الميل العالمي في قطاع سيارات الدفع الرباعي فئة "كروس كاونتري" يتبدل من مركبات ثقيلة الوزن الى مركبات سهلة التشغيل ورياضية الطابع تسمى "كروس اوفر" أي متداخلة الأوجه. يبلغ الطول الإجمالي لهذا الطراز 4545 ملم أما العرض فيبلغ 1750 ملم والإرتفاع 1680 ملم في حين يبلغ الخلوص الأرضي 205 ملم وهو كاف لتخطي العوائق خلال المغامرات على الطرقات الوعرة. بنية جسم أوتلاندر تجمع بين الصلابة وخفة الوزن وتؤمن أساساً راسخاً لأداء مميز ويسمح التصميم الآحادي القالب بتحقيق أقصى ما يتيحه نظام التعليق من إمكانيات إمتصاص الصدمات والإلتصاق بسطح الطريق، في حين يسمح الوزن الخفيف بتحسين التجاوب والإستقرار والإقتصاد في إستهلاك الوقود. تصميم جذاب وجريء ينطلق من سيارة "مي تو" المدمجة الرياضية المتعددة الالستعمالات، هذه الجرأة من السهل ملاحظتها في الواجهة الأمامية التي تجذب الانتباه بكل ثقة من خلال المصابيح التي تميز الطابع الهجومي للمقدمة التي تتوسطها علامة ميتسوبيشي في حين تزيد مصابيح الضباب المدمجة بالصادم المزدوج الألوان من روعة التصميم. كذلك تميز الخطوط الظاهرة جوانب "أوتلاندر" فيما تكتمل الأناقة من خلال المؤخرة التي تتوسطها أيضاً علامة ميتسوبيشي الشهيرة والمصابيح الخلفية التي تؤكد طابع الفخامة والتأنق. أما إذا تركنا الجهة الخارجية ودخلنا المقصورة نجد أن عالم ميتسوبيشي جاهز ليأخذنا بدنيا العملانية والراحة، فأوتلاندر الذي بني إنطلاقاً من قاعدة عجلات طراز لانسر الحالي يتميز بقاعدة عجلات يبلغ طولها 2625 ملم الأمر الذي ينعكس على رحابتها الداخلية وتظهر العملانية من خلال سهولة الوصول الى كافة الأجهزة الداخلية ومن خلال جملة تجهيزات أبرزها مثلاً إمكان طي المقاعد الخلفية إن في شكل جزئي أو كلي بحسب الحاجة لتتحول المقصورة الى صندوق تحميل ضخم يتسع الى 60,3 قدم مكعب. كذلك جهزت أوتلاندر بمكيف هواء، راديو كاسيت مع "سي دي" وست مكبرات للصوت، نوافذ آلية، نظام قفل مركزي للأبواب، منظم القيادة بسرعة ثابتة، نظام فتح الأبواب بلا مفتاح وفتحة سقف إلكترونية التحكم في الإمالة والإنزلاق. نشاط بحجم التوقعات محرك أوتلاندر يتكون من أربع إسطوانات متتالية وتبلغ سعته 2,4 ليتر بعمود كامة علوي مفرد SOHC، 16 صمام وحقن وقود متعدد النقاط وإلكتروني التحكم وهو يولد قوة 140 حصاناً عند سرعة دوران 5000 دورة في الدقيقة ويبلغ الحد الأقصى لعزم دورانه 21,5 كلغ/م عند سرعة 2500 دورة في الدقيقة حيث تسمح هذه الميزة الخاصة بإستخراج كامل طاقة المحرك على سرعات دوران منخفضة جداً وهذا الأمر يعوض صغر حجم المحرك الإقتصادي المصروف والذي يثبت جدارة الهندسة المتطورة لمحركات ميتسوبيشي التي حققت ألقاباً عالمية آخرها في رالي باريس داكار 2003. ويتصل المحرك بعلبة تروس اوتوماتيكية من أربع نسب أمامية تتجاوب مع رغبات السائق في القيادة السلسة المريحة. أما الوضع الرياضي لهذه العلبة فهو جذاب للسائقين الذين يريدون أداءً رياضياً لكنهم غير مستعدين للتخلي عن راحة النظام التلقائي، ولإضفاء المزيد من الراحة يعود ناقل الحركة تلقائياً الى وضع السرعة الأولى عند التوقف. كذلك زودت أوتلاندر بنظام دفع رباعي دائم هادئ وغير مزعج أثبت جدارته في سباقات الراليات لا يلاحظ على الطرق المعبدة في حين أنه يوجه اوتلاندر بكل أمان وسلاسة عبر المسارات التي تعجز عنها بقية السيارات العادية، أما السر في هذا النظام فهو وحدة القرن اللزج VCU الخاصة بالمفاضل المركزي التي تنقل عزم الدوران من العجلات المنزلقة الى العجلات الملتصقة بسطح الطريق في ظروف البلل وذلك لضمان القيادة الآمنة بغض النظر عن نوع المسار. وتتميز أوتلاندر بأنظمة التعليق الأمامية ذات قوائم مكفرسون الإنضغاطية أما الخلفية فهي ذات وصلات متعددة سلسة ورشيقة في الوقت نفسه، ذلك أنها مجهزة بنظام تغذية معلومات التعليق المستخدم أيضاً في السيارات الرياضية والمعروف بجدارته الأكيدة خاصة أن ميتسوبيشي رائدة في مجال الراليات الصحراوية. أنظمة التعليق مستقلة للعجلات الأربع وهي تستفيد من بنية الجسم الصلبة لتحقيق الإستقرار والراحة داخل المقصورة والتي نجدها عادة في سيارات الصالون. أمان وهدوء عمل مهندسو ميتسوبيشي على إعطاء اوتلاندر أهمية كبيرة على صعيد عوامل السلامة لذلك زودت مولودة الشركة اليابانية الجديدة بأكياس هواء أمامية مزدوجة وأحزمة أمان ثلاثية نقاط التثبيت تقلل بدرجة كبيرة من إصابات الرأس وأعلى الجسم بالنسبة للجالسين في المقدمة في حال التصادم من الأمام. وهنا إتخذت ميتسوبيشي بعض الإحتياطات لإمتصاص الصدمات من خلال أعمدة السقف المملوءة بمواد ممتصة للصدمات لتحقيق المزيد من الأمان داخل المقصورة. كذلك زودت اوتلاندر بنظام مانع لإنغلاق المكابح "أي بي أس" يستخدم أربعة مستشعرات وأربع قنوات لتأمين كبح آمن عديم الإنغلاق حتى على المسارات المبللة والمنزلقة، ونظام إلكتروني لتوزيع قوة الكبح "أي بي دي" وهو مرتبط بواسطة الكومبيوتر بنظام المكابح المانعة للإنغلاق لتحقيق قوة كبح متساوية لجميع العجلات بغض النظر عن حمولة الأمتعة أو ظروف المسار. كذلك وإضافة الى زيادة التماسك الإلتوائي الذي يقلل بدرجة كبيرة من صوت صرير جسم السيارة ومن إهتزازه تم إتخاذ تشكيلة متنوعة من التدابير التي تحد في شكل كبير من الضجيج داخل المقصورة فرغوة الأوريثين التي تلغي الإهتزازات تملأ الأعمدة في حين تم وضع حشيات عازلة للصوت في أماكن متفرقة من حوض الأرضية، كذلك إستخدمت ألواح الإسفلت وألواح RSS في شكل موسع للحد بإمتياز من دخول ضوضاء الطريق الى المقصورة. عملانية بإمتياز إصرار ميتسوبيشي واضح لأخذ حصتها من سوق هذا القطاع، وهذا الإصرار يبدو واضحاً في ملامح أوتلاندر، كذلك عند تجربة هذه السيارة التي صممت في كاليفورنيا لكنها ستنتج في مصانع الشركة في اليابان. برأيي تتميز أوتلاندر بنقاط عدة: - تصميمها الذي تستحق عليه جائزة أوسكار وهو الأفضل يبن منافساتها كافة. - رحابة وأناقة داخلية أكثر من كاف. - عملانية من مختلف النواحي: دفع رباعي دائم يؤهلها لتخطي كل المسارات، إقتصادية في إستهلاك الوقود. كذلك لاحظت نشاط أوتلاندر النسبي طبعاً حيث تمكنت من الإنطلاق من مرحلة التوقف الى سرعة 100 كلم/الساعة خلال 11,5 ثانية، ويتأتى ذلك من محركها وعلبة التروس المميزة في حين أن المقود ينقل بدقة وبسرعة إحساس الطريق للسائق مع فعالية عالية لنظام الكبح. بإختصار نجحت ميتسوبيشي في لفت الأنظار عند إطلاق أوتلاندر الجديدة ومن الطبيعي أن تحتل مركزاً مرموقاً بين منافساتها من خلال عملانيتها، تصميمها، أناقتها.