شهد قطاع السيارات الفخمة تطوراً كبيراً في الأعوام الأخيرة واحتدمت المنافسة بين الشركات التي تدافعت لإطلاق جديدها في محاولة لجذب أكبر عدد ممكن من المستهلكين وشركة أودي التي تنتمي الى مجموعة فولكسفاغن والتي يعود تاريخ تأسيسها الى العام 1909 دخلت بقوة الى هذا القطاع من خلال طرازها "أي 8" الذي مع إطلاقه للمرة الأولى عام 1994 بدأ انتشار استخدام مادة الألومنيوم لصنع أجسام السيارات مما شجع الشركة على إنتاج حوالى 100 ألف سيارة، إضافة الى أنها أرست معايير جديدة للتماسك الديناميكي بفضل نظام قيادة ذات دفع رباعي مستمر. ومن خلال "أي 8" رسمت أودي شخصية الجيل الجديد من طرازاتها تحت شعار: Vorsprung durch Technik أي شخصية رياضية وتصميم واضح، تقنية خلاقة ونوعية مميزة. كذلك راعت أودي أربع أولويات خلال تطوير "أي 8": - التصميم. - الوزن الخفيف. - الديناميكية. - الالكترونيات. أربعة مجالات متواصلة بفكرة واحدة: فكرة البساطة وبكلمات أخرى، بساطة في تناغم التصميم، بساطة في السرعة، بساطة في التماسك وأخيراً بساطة في العملانية. تصميم عصري لمواجهة التحديات إن شركة أودي تعلم جيداً حجم المنافسة في هذا القطاع وهي أصرت على أن تكون في مركز متقدم في مواجهة "بي ام دبليو" الفئة السابعة ومرسيدس الفئة أس، لذلك صبت أبحاثها كافة في تطوير "أي 8" الجديدة التي بنيت على قاعدة هيكل مصنوعة من مادة الألومنيوم وقد تولى تصميمها رئيس قسم التصميم في أودي بيتر شريير. يبلغ طول طراز "أي 8" 5051 ملم وعرضه 1894 ملم وارتفاعه 1444 ملم في حين تم زيادة طول قاعدة العجلات حوالى 70 ملم مقارنة مع الجيل السابق وذلك بهدف تعزيز رحابة المقصورة الداخلية خاصة بالنسبة الى ركاب المقاعد الخلفية. وتتميز مقدمة السيارة بكونها وفية لعراقة أودي وتكتمل أناقتها من خلال تصميم المصابيح الأمامية ومصابيح الضباب وشبكة التهوئة التي يتوسطها شعار أودي الشهير بدوائره الأربع، إضافة الى فتحات الهواء السفلية المدمجة بالصادم الأمامي والذي يزيد من حيوية المقدمة. كذلك زودت "أي 8" بمصابيح أمامية متحركة تؤمن للسائق رؤية ممتازة عند المنعطفات. وجاءت المؤخرة لتكمل روعة التصميم من خلال وضعيتها المرتفعة ولمسات الكروم الطاغية في شكل واضح إن مع علامة أودي في الوسط او مع إسم "أي 8" او حتى من خلال الطابع الرياضي المميز لمخارج العادم المزدوجة المصنوعة من الألومنيوم ومن الشفرات السفلية النافرة، وتؤمن الخطوط الجانبية الفخامة المميزة، أما الرفاريف النافرة والشفرات الجانبية فتؤكد الطابع الرياضي. مقصورة فخمة وجذابة لا تقتصر الفخامة على الشكل الخارجي فقط بل تشمل أيضاً المقصورة الداخلية، فالمقاعد مكسوة بالجلد الفاخر وتؤمن راحة الجلوس ويمكن التحكم بها كهربائياً، ويغطي الخشب أجزاء كبيرة من لوحة القيادة المميزة بتصميمها الرياضي وسهولة تحكم السائق بالتجهيزات المختلفة المتوافرة فيها. وعلى غرار نظام "أي درايف" المبتكر والمعتمد في سيارات الفئة السابعة من "بي أم دبليو" تم إختصار مفاتيح التحكم قدر المستطاع بنظام MMI مالتي ميديا إنترفايس. ومن تجهيزات الترف والفخامة المتوافرة داخل مقصورة "أي 8": - نظام تكييف عالي الفاعلية مع إمكان فصل درجات الحرارة وفق أربعة خيارات مع فتحات خاصة بتهوئة ركاب المقاعد الخلفية. - نظام تحكم بالسرعة أوتوماتيكياً عند اقتراب "أي 8" من أي جسم آخر. - نظام ملاحة متطور جداً أمام عيني السائق. - جهاز تعرف للبصمات. - حاملات أكواب. - مفاتيح تحكم بأقفال الأبواب والنوافذ وبوضعية المرايا الجانبية كهربائياً. سلامة متفوقة لقد زُودت "أي 8" الجديدة بوسائد هواء أمامية ذكية أي إنها تنتفخ تبعاً لدرجة الاصطدام، إضافة الى أربع وسائد جانبية واثنتين علويتين وبخمس أحزمة أمان ثلاثية نقاط التثبيت، وتبدأ حماية الركاب داخل المقصورة بالهيكل الصلب والمزنر بقضبان فولاذية لمقاومة الحوادث العنيفة مع العلم أن قوة الاصطدام ممكن تخفيفها بواسطة ألواح معدنية قابلة للإلتواء. خصائص التفوق في "أي 8" لعل أبرز خصائص التفوق في "أي 8" الجديدة هو نظام التعليق الذي يلعب دوراً كبيراً في تعزيز قدرات السيارة وهو يتكون من الجهة الأمامية من أربع وصلات وأذرع مزدوجة علوية وسفلية ومن قضيب مانع للإلتواء وممتصات صدمات تعمل بضغط الهواء، أما من الجهة الخلفية فهو يتكون من قاعدة شبه منحرفة، أذرع متعددة، قضيب مانع للإلتواء ومن ممتصات صدمات تعمل أيضاً بضغط الهواء. كذلك يمكن للسائق الإختيار بين عدة برامج للقيادة: - البرنامج الأوتوماتيكي. - البرنامج الديناميكي. - برنامج الوضعية المريحة. - برنامج وضعية الرفع. علماً أن أنظمة التعليق تتفاعل بسرعة مع البرنامج المعتمد ومع سرعة السيارة لتأمين التماسك والثبات من خلال نقطة ثقل مخفوضة وهي تسمح بأربعة ارتفاعات للجسم عن الطريق تتراوح بين 95 ملم و145 ملم. وجهزت "أي 8" أيضاً بجهاز مراقبة ضغط الهواء في الإطارات لإنذار السائق عند حصول أي تغيير، إضافة الى نظام منع انغلاق المكابح وتوزيع إلكتروني لضغط الكبح وببرنامج متطور للتحكم الإلكتروني بالثبات "إي أس بي" وبنظام "إي دي أل" لضبط دوران الترس التفاضلي إلكترونياً. محرك رياضي بامتياز استعملت أودي خبرتها الرياضية المتمثلة بالفوز بسباق "لو مان" الشهير لسنوات عدة في محرك "أي 8" والمتوافر بطرازين: - الأول تبلغ سعته 3,7 ليتر يولد قوة 280 حصاناً عند سرعة 6 آلاف دورة في الدقيقة، إضافة الى 360 نيوتن - متر كعزم دوران عند سرعة 3750 دورة في الدقيقة ويصل الى سرعة 100 كلم/ الساعة خلال 7,3 ثواني. - الثاني بسعة 4,2 ليتر يولد قوة 335 حصاناً عند سرعة 6500 دورة في الدقيقة و430 نيوتن - متر عزم دوران عند سرعة 3500 دورة في الدقيقة ويصل من سرعة صفر الى 100 كلم/ الساعة خلال 6,3 ثواني. هذه المحركات موصولة بعلبة تروس متطورة من فئة "تيبترونيك" تتكون من 6 نسب أمامية وهي مزودة ببرنامج تعشيق ديناميكي "دي أس بي" وببرنامج رياضي وتتصل بنظام دفع رباعي متطور "كواترو" يلعب دوراً حاسماً في تأمين قيادة آمنة على الطرقات الزلقة ويوزع نسبة عزم الدوران على العجلات الأربع تبعاً للحاجة علماً أن هذه النسبة التي تبلغ 50-50 على المحورين الأمامي والخلفي ممكن أن تتبدل لتبلغ 75-25 بحسب ظروف القيادة وفي بعض الحالات الإستثنائية يعمل نظام "أي دي بي" على حصر طاقة المحرك بعجلتين أو حتى عجلة واحدة. باختصار أودي "أي 8" عنوان الرياضة والفخامة. وضوح الشخصية، الطابع الرياضي، الرشاقة كانت الانطباعات التي تكونت لدي عند رؤية "أي 8". فخامة، أناقة وعملانية كانت انطباعاتي لدى دخولي "أي 8"، فالهدوء وعزل المقصورة الداخلية عن ضجيج الخارج يشكل نقطة إيجابية. ويؤمن نظامي التعليق المتطور والدفع الرباعي المستمر "كواترو" الثبات على الطرقات مهما قست الظروف حيث لا تمايل عند المنعطفات ولا ارتجاجات، كذلك تمكنت من إختبار قوة المكابح التي كانت فاعلة جداً على عدة أنواع من المسارات. ويمكن تحسس الطابع الرياضي لهذه السيارة المزودة بمحرك سعة 4,2 ليتر من خلال إنطلاقها من سرعة صفر الى 100 كلم/ الساعة بحوالى 6,5 ثواني ومن خلال علبة التروس أيضاً التي تعزز الأداء أثناء القيادة العادية او حتى أثناء القيام بتجاوزات فعلى رغم ضخامتها تشعرك "أي 8" بأنك تقود سيارة خفيفة فهي لا يتعدى وزنها 1780 كلغ حيث كان لاستعمال الألومنيوم دور كبير في الحد من الوزن مع العلم أنها أصبحت أصلب بنسبة 60 في المئة وقد اعتُمد نظام "أي أس أف" اي "أودي سبايس فريم" لتصبح أكثر ليونة من دون التضحية بعوامل الصلابة. في شكل عام تعتبر أودي من صانعي السيارات ذات النوعية المميزة ونجحت الشركة خلال العام 2001 ببيع 725 ألف طراز لتحقق مردود يزيد على 22 بليون يورو أما على صعيد قطاع السيارات الفخمة فلم تبع أودي في أفضل سنة لها سوى 17 ألف طراز "أي 8" وفي العام 2001 أنتجت فقط 11700 سيارة في مصنع تبلغ قدرة انتاجه السنوية 25 ألف سيارة. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ستتمكن "أي 8" من مواجهة التحدي الذي فرضته منافساتها ومواطناتها "بي أم دبليو" و"مرسيدس" اللتان تسيطران بقوة على هذا القطاع. الجواب فقط ستحصلون عليه عند قيادة "أي 8" الجديدة. auto&alhayat.com