كشفت صحيفة "الأوبزرفر" الاسبوعية أمس أن الولاياتالمتحدة تقوم بحملة تجسسية مكثفة ضد مندوبي ست من الدول ذات العضوية الموقتة في مجلس الأمن، وذلك ضمن مساعي واشنطن للحصول على موافقة تلك الدول على قرار لمجلس الامن يسمح للولايات المتحدة بشن حرب على العراق. واستقت الصحيفة من مصادرها في واشنطن أن مستشارة الأمن الوطني كوندوليزا رايس طلبت هذا التنصت وعلى رغم معارضة شديدة في صفوف ادارة الرئيس جورج بوش خشية المستتبعات الخطيرة لانكشافها. وأوردت مذكرة أصدرتها "وكالة الأمن الوطني"الأميركية وحصلت عليها الصحيفة البريطانية تفاصيل الحملة التي تشمل التنصت على اتصالات الهاتف والرسائل الالكترونية من مكاتب ومساكن مندوبي أنغولا وكاميرون وتشيلي والمكسيك وغينيا وباكستان واليها، وهي ما يسمى "دول الوسط" في الانقسام الحالي في مجلس الأمن حول الموقف من العراق بين الولاياتالمتحدة وبريطانيا من جهة وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين من الجهة الثانية. ويأتي كشف ا ليسبب احراجا اضافيا للولايات المتحدة في الوقت الذي يشكو ديبلوماسيو الدول الست من تكتيكات "عدوانية" تستخدمها واشنطن للحصول على تأييد لموقفها ضد العراق، ومن بين ذلك التهديد بعواقب اقتصادية وخيمة لأي دولة معارضة للموقف الأميركي. ومعروف ان من بين مهمات "وكالة الأمن الوطني" التنصت على الاتصالات في انحاء العالم. وحملت المذكرة التي تسرّبت الى "الأوبزرفر" توقيع فرانك كوزا، مسؤول قسم "الأهداف الاقليمية" في الوكالة، وهي مؤرخة في 31 كانون الثاني يناير وموجهة الى كبار مسؤولي الوكالة اضافة الى استخبارات دولة صديقة لم تكشفها "الأوبزرفر". ووزعت المذكرة بعد أربعة أيام على اصدار هانس بليكس، رئيس "انموفيك"، تقريره المرحلي عن تجاوب العراق مع القرار 1441، وعشية تقريره الجديد الجمعة المقبل، الذي قد يكون الأخير عن الموضوع. وأوضحت ان الوكالة "تقوم بحملة" للحصول على معلومات عن نيات الدول الست في التصويت على قرار ثانٍ محتمل من مجلس الأمن في شأن العراق، وأيضاً عن "سياسات" الدول الأخرى خارج مجلس الأمن و"مواقفها التفاوضية" و"تحالفاتها" و"اتكالاتها"، "وكل المعلومات التي تمكّن صانعي السياسة الأميركية من التوصل الى نتائج لصالح أهداف الولاياتالمتحدة أو استباق أية مفاجآت". واعتبر أن من شأن العملية تقوية "قدرات الرد السريع" الأميركية "ضد" ممثلي الدول الست. ويطلب كوزا في المذكرة من مسؤولي الوكالة واستخبارات "الدولة الصديقة" التجسس على الهواتف المكتبية والمنزلية لمندوبي الدول العضو في مجلس الأمن، كما يطلب من "المديرين الاقليميين" للوكالة ان يتجسسوا "على الاتصالات الرسمية والمنزلية لمندوبي الدول غير الأعضاء في مجلس الأمن للحصول على أي معلومات مفيدة تتصل بمداولات مجلس الأمن". ويتوجه كوزا الى استخبارات "الدولة الصديقة" معبراً عن "تقديرنا لدعمكم من خلال محلليكم الذين قد تكون لهم معلومات ثمينة مشابهة غير مباشرة من مصادركم" الاستخباراتية. ويلفت الى ان طلبه ليس رسمياً في هذه المرحلة، "لكن اعتقد انكم ستسمعون أكثر عن هذه القضية من خلال قنوات رسمية". وأوضحت الصحيفة أن الديبلوماسيين في الأممالمتحدة افترضوا دوماً تعرضهم للتنصت، "إلا أن المذكرة تكشف للمرة الأولى عن حجم عمليات التنصت التي تقوم بها الولاياتالمتحدة تجاه البعثات الدولية في نيويورك".