كشفت اجهزة الامن الاوروبية مؤامرة تنصت ل "استخبارات اجنبية" على مكالمات ست بعثات اوروبية في مبنى المجلس الوزاري للاتحاد في بروكسيل. واكد الناطق الرسمي دومينيك جورج مارو أن رجال الامن اكتشفوا عتاد تسجيل دقيق يمكن الاستخبارات من التنصت على المكالمات الهاتفية في بعثات كل من المانيا وفرنسا. وتحفظ عن كشف اسماء الدول الاخرى المستهدفة. وبينما اتجهت اصابع الاتهام نحو الاستخبارات الاميركية او الاسرائيلية فإن المصادر الرسمية رفضت تأكيد أي افتراض، واكتفت القول بأن تحقيقاً قد فتح. وقالت كريستينا غالاش الناطقة باسم الممثل الاعلى للسياسة الخارجية خافيير سولانا أنه يصعب تحديد الجهة التي دبرت عمليات التنصت. وقال وزير الخارجية اليوناني جورج باباندريو، الذي تشغل بلاده الرئاسة الحالية للاتحاد الاوروبي ا ف ب: "اول شيء استطيع ان افعله هو ان ادين هذا العمل". وأضاف: "سننتظر النتائج، ولكل من يشعرون بأن من الضروري ان يتنصتوا على هواتفنا نقول ان اوروبا هي منظمة شفافة جداً. يجب ان لا يتعبوا انفسهم بمحاولة الكشف عن معلومات". وأثارت الفضيحة الحيرة لدى المسؤولين الاوروبيين وزادت في تعميق ازمة الثقة التي هزّت مشروع السياسة الخارجية الاوروبية وذلك على خلفية الازمة العراقية وانحياز بريطانيا واسبانيا الى الولاياتالمتحدة على حساب موقف الغالبية الاوروبية التي تقودها المانيا وفرنسا. وجاءت الفضيحة عشية انعقاد القمة الاوروبية اليوم وغداً متزامنة مع احتمالات اندلاع وشيك لبدء الحرب على العراق. وكانت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تحدثت عن اكتشاف الامن البلجيكي عتاد التجسس وحددت أصله الاميركي. وينسجم افتراض تجسس الاستخبارات الاميركية على بلدان اوروبية مع اجواء الحرب والخلافات الشديدة التي فرقت بين الولاياتالمتحدة وبعض البلدان الاوروبية الموالية لها من ناحية والمحور الالماني - الفرنسي والبلدان المعارضة للحرب على العراق من ناحية اخرى. وكانت تقارير تحدثت في الفترة الاخيرة عن تنصت الولاياتالمتحدة على مكالمات بلدان أعضاء في مجلس الامن لرصد موقفها واحتمالات تصويتها لمصلحة مشروع القرار الذي سحبته واشنطن ولندن مطلع هذا الاسبوع ممهدتين للحرب. وتحدثت مصادر مطلعة عن استهداف عمليات التنصت بعثات ايطاليا والنمسا واسبانيا وبريطانيا، بالاضافة الى المانيا وفرنسا. وقال الناطق باسم المجلس الوزاري الاوروبي بأن رجال الامن "اكتشفوا عتاداً دقيقاً في خطوط الهاتف التي تربط بعض البعثات" داخل مبنى المجلس الوزاري. ويبدو ان اجهزة الامن اكتشفت الفضيحة قبل ايام لكنها احتفظت بسرها ربما يساعدها ذلك على اكتشاف الجهة التي تدبر عمليات التنصت. وكان البرلمان الاوروبي اجرى تحقيقاً شاملاً قبل عامين في شأن شبكة "ايشيلون" التي وضعتها الولاياتالمتحدة للتنصت على بلدان العالم كافة واستعانت في ذلك بمحطات نشرتها في العديد من البلدان مثل استراليا او بريطانيا العضو في الاتحاد الاوروبي. وذكر في ذلك الوقت ان شبكة "ايشيلون" تستطيع التنصت على المكالمات والفاكسات والانترنت وتمثل خطراً استراتيجياً على مصالح المؤسسات الصناعية والتجارية المنافسة للمؤسسات الاميركية.