لم تخف الاممالمتحدة أمس الخميس استياءها اثر ادعاءات بالتجسس كشفت عنها وزيرة بريطانية قالت ان عملاء بريطانيين تجسسوا على الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان قبل الحرب على العراق. واعلن المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ان الاخير سيصاب بخيبة امل في حال ما إذا تأكدت المعلومات حول قيام بريطانيا بالتجسس على نشاطاته. وقال المتحدث فريد ايكهارد: هذا في الواقع تصرف غير قانوني. واضاف: اطلعنا اليوم على تقارير صحافية تؤكد ان الاستخبارات البريطانية سجلت المحادثات الهاتفية للامين العام. وسنصاب بخيبة امل اذا كان ذلك صحيحا، ومن شأن تصرفات مماثلة ان تزعزع الطبيعة السرية للمبادلات الدبلوماسية. واكد ان الذين يتحدثون مع الامين العام من حقهم ان يتوقعوا ان تكون محادثاتهم سرية. واوضح ان الامين العام يأمل في توقف هذه الممارسات اذا كانت موجودة فعلا. وكانت كلير شورت الوزيرة البريطانية السابقة للتنمية الدولية قد اعلنت في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان عملاء استخبارات بريطانيين تجسسوا على عنان قبل الحرب على العراق. وقالت شورت ردا على سؤال حول التجسس داخل الاممالمتحدة ان هذه الامور تحصل وفي حال مكتب عنان فان المسألة استمرت لبعض الوقت. ووصف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس الخميس الإدعاءات حول قيام عملاء استخبارات بريطانيين بالتجسس على عنان بأنها غير مسؤولة ابدا. وقد هزت المزاعم حول قضية التجسس الاممالمتحدة في وقت تستعد فيه المنظمة الدولية للانخراط مجددا في المسألة العراقية ومساعدة البلد في تنظيم انتخابات عامة. وقال السفير الروسي لدى المنظمة الدولية سيرجي لافاروف انه يتوجب التحقيق في الامر بواسطة مجلس الامن واعتقد انهم سيقومون بذلك. واضاف ان هذا يدل على أن الاستخبارات البريطانية تمتاز بقدرات مهنية عالية من الناحية الفنية على الاقل، لكن الامر برمته غير شرعي. وجاءت مزاعم شورت غداة اسقاط الاتهامات ضد كاثرين جان، المترجمة لدى الاستخبارات البريطانية والمتهة بتسريب طلب أمريكي من الاستخبارات البريطانية للتجسس على الاممالمتحدة قبيل الحرب. وقد ارسلت المذكرة الأمريكية التي نشرت بعض تفاصيلها في الصحف البريطانية الى السلطات البريطانية في وقت كانت تسعى فيه كل من واشنطنولندن الى الحصول على قرار من مجلس الامن الدولي لاعطاء ضوء اخضر لغزوهما العراق. وتظهر المذكرة مجموعة من البلدان الاعضاء في مجلس الامن لاسيما ،انغولا، بلغاريا، الكاميرون، التشيلي، غينيا والباكستان على انها اهداف عملية التجسس. وكررت هذه الدول رفضها التعليق على المذكرة التي تعود الى تاريخ يناير 2003 في الوقت الذي كان فيه المجلس منقسما على نفسه يحاول جسر الهوات التي نجمت عن القرار الأمريكي البربطاني بشن الحرب. واكد ريكهارد الاربعاء على ان المزاعم حول تجسس الولاياتالمتحدة تتعلق ببعثات دبلوماسية من خارج مقر المنظمة الدولية. وقال ان هذه الادعاءات لا تتعلق بأمر جرى في داخل البناية او في نطاقها. وردا على سؤال عما اذا كان هناك تجسس على الاممالمتحدة نفسها، قال ليس هناك من سبب يدفعنا الى الاعتقاد ان شيئا من هذا القبيل قد جرى في البناية مؤخرا. لكنه اضاف ان لدى الضباط الامنيين القدرة على تفتيش مقر الاممالمتحدة بحثا عن اجهزة تنصت او ما شابه. وكانت شورت قد قالت في المقابلة: اعرف ذلك. واطلعت على نص احاديث اجراها كوفي عنان. وتابعت: الواقع انني اجريت احاديث مع كوفي عنان قبل الحرب وقلت لنفسي ستكون هناك نصوص (لهذه الاحاديث) وسيعرف الكل ما قلناه. كما اكد بلير انه يكن احتراما كبيرا للامين العام للامم المتحدة وقال اكن احتراما كبيرا لكوفي عنان وهو ايضا صديق. ونحن نعمل بشكل جيد مع الاممالمتحدة. لكنه اضاف ان كل من يعلق على عمل اجهزة الاستخبارات يتهجم على عملها وينسف الامن في هذا البلد.