طالب سياسيون وقياديون وناشطون فلسطينيون الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بالعمل على وقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني، ودعوه في رسالة الى العمل ايضا على اطلاق عضوي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي ل"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" تيسير خالد، وعضو المكتب السياسي، نائب الامين العام ل"الجبهة الشعبية" عبد الرحيم ملوح. وكان المئات من اعضاء المجلسين الوطني والتشريعي، وقياديون في الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية، وناشطون في "الديموقراطية" اعتصموا في باحة المجلس التشريعي امس احتجاجاً على اعتقال خالد والمطالبة بالافراج عنه وعن باقي المعتقلين فوراً. ورفع المعتصمون صوراً لخالد واخرى جمعت ملوح والأمين العام ل"الجبهة الشعبية" احمد سعدات المعتقل منذ اكثر من عام في احد سجون السلطة الفلسطينية في مدينة اريحا تحت اشراف بريطاني - اميركي، اضافة الى الاعلام الفلسطينية ورايات "الديموقراطية" الحمراء. وكانت قوات الاحتلال اعتقلت خالد في 16 الجاري في مكتبه في مدينة نابلس. وقالت لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية في رسالتها الموجهة الى انان ان "العدوان الاسرائيلي على الشعب وقيادته الشرعية وحقوقه الثابتة غير القابلة للتصرف التي أقرها العديد من قرارات الاممالمتحدة، يأتي في اطار خطة معلنة لضرب الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا والقضاء على قيادته الشرعية، ضاربة عرض الحائط باتفاقية جنيف الرابعة وقرارات الاممالمتحدة والقانون الدولي وكافة الالتزامات الدولية ذات الصلة". ووصف عضو المكتب السياسي ل"الديموقراطية" رمزي رباح اعتقال خالد بأنه "جريمة جديدة وتصعيد خطير يطاول القيادات الشرعية والمؤسسات الفلسطينية في اطار التصعيد ضد الشعب الفلسطيني". وقال ل"الحياة" على هامش الاعتصام ان اعتقال خالد وملوح ومروان البرغوثي وغيرهم من القياديين الفلسطينيين "يهدف الى افراغ المؤسسات الفلسطينية من مضمونها الوطني تمهيداً لخلق حال فراغ سيحاول العدو بدعم اميركي ان يملأه برموز حسب مواصفات اميركية واسرائيلية". من جانبه، دان عضو اللجنة التنفيذية محمد النشاشيبي في كلمة القاها باسم اللجنة اعتقال خالد وملوح والقيادات الفلسطينية، مشدداً على ان "الطاغية رئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون لا يستطيع ان يقتل حلمنا وحياتنا وارادتنا". ودعا الى "احياء حركة شعبية واسعة تتصدى للهجمة الاستعمارية الشرسة على العراق والامة العربية ووضع حد لتجاوزات القانون الدولي"، في اشارة الى العدوان الاميركي المتوقع على العراق. بدوره، دعا جميل مجدلاوي عضو المكتب السياسي ل"الجبهة الشعبية" في نداء باسم المعتصمين "الحكومات العربية والإسلامية الى اتخاذ مواقف رادعة ضد التصعيد العدواني الإسرائيلي الإجرامي على شعبنا وقيادته الوطنية والشرعية". وقال: "ان المعتصمين… يتوجهون الى جماهير شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية والإسلامية وجميع أحرار العالم وكل المؤسسات الانسانية ومنظمات حقوق الانسان للقيام بأوسع تحرك ضاغط على حكومة الاحتلال الاسرائيلي من اجل الافراج عن تيسير خالد وجميع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين". ميدانياً، استشهد فلسطينيان في نابلس شمال الضفة الغربية برصاص قوات الاحتلال التي هدمت مسجداً ومنزلاً في رفح وواصلت ارتكاب جرائمها في الأراضي الفلسطينية. وقالت مصادر فلسطينية ان الشاب وليد ماجد المصري 21 عاماً سقط برصاصة في قلبه اطلقها عليه جنود الاحتلال اثناء مواجهات اندلعت في شارع حطين وسط نابلس. وكان الشاب سامي مرتضى حلاوة 23 عاماً استشهد صباحاً برصاصة اطلقها الاحتلال فأصابت بطنه. وفي مدينة طولكرم، حفرت جرافات الاحتلال خندقاً يصل طوله الى نحو 1.5 كيلومتر في اراضي بلدة دير الغصون على طول السياج الحدودي الفاصل. وقال شهود ان قوات "حرس الحدود" نكلت بعدد من المواطنين في المدينة وخربت سيارات المواطنين في الشوارع، واقامت حواجز عسكرية مفاجئة على الطرقات، واعتدت بالسب والشتم على المواطنين. وشيع الاف المواطنين جثمان الشهيد احمد خالد النجار 24 عاماً الى مثواه الاخير في ضاحية شويكة. إلى ذلك، دهمت قوات الاحتلال منزل عائلة الشهيد على خضر الياسيني في حي ام الشرايط في مدينة رام الله امس وعاثت فيه فساداً. وقالت مصادر فلسطينية ان جنود الاحتلال ارغموا ساكني المنزل وعددهم 14 فرداً بينهم سبعة اطفال، على الخروج من المنزل في ظل البرد القارس، وقيدوا يدي شقيق الشهيد هيثم واحتجزوه مدة ساعتين ونصف ساعة تحت المطر. وفي الخليل جنوب الضفة، اعتدى الجنود على عشرات الفلسطينيين في البلدة القديمة بعدما اوقفوهم قرب الجدران وامروهم برفع ايديهم. وقالت مصادر فلسطينية ان الجنود احتجزوا المواطنين تحت المطر الشديد والبرد القارس الذي يجتاح الاراضي الفلسطينية، قبل ان يعتدوا عليهم بالضرب المبرح. يذكر ان قوات الاحتلال ما زالت تفرض نظام حظر التجوال على البلدة القديمة ومركز الخليل التجاري والاحياء المحيطة بالمستوطنات وتنكل بالمواطنين. كذلك شيع أمس آلاف المواطنين جثمان الشهيد وليد عمرو 34 عاماً الى مثواه الاخير في بلدة دورا قضاء الخليل. وكان عمرو الذي اعتقل في 29 كانون الاول ديسمبر عام 2001، قضى في سجن نفحة الصحراوي الأربعاء الماضي اثر نوبة قلبية حادة نتيجة الاهمال الطبي. وتوغلت قوات الاحتلال فجر امس في بلوك "ج" في مدينة رفح اقصى جنوب القطاع وهدمت مسجد صلاح الدين القريب من الشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر.