سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البرغوثي أعلن استمرار الانتفاضة السلمية "حتى إنهاء الاحتلال" واسرائيل تستخدم اسلحة كاتمة للصوت ضد المتظاهرين . "فتح"و"الديموقراطية"و"الشعبية"و"حماس" تعلن فشل قمة شرم الشيخ في قراءة مطالب الشعب الفلسطيني
خرج الفلسطينيون الى الشوارع فور سماعهم اعلان الرئيس الاميركي بيل كلينتون الصادر عن قمة شرم الشيخ للتعبير عن غضبهم ورفضهم للاتفاق متوجهين الى حيث لا يزال الجنود الاسرائيليون متمترسين يحاصرون محافظة رام والبيرة على المدخل الشمالي لهذه المدينة. وأكد أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي رفضه لما تمخضت عنه قمة شرم الشيخ. وقال البرغوثي الذي كان على رأس المظاهرة الفلسطينية ل"الحياة" ان "المجتمعين في شرم الشيخ فشلوا في قراءة السبب الحقيقي لهذه الانتفاضة التي انطلقت لفشل عملية السلام وعدم وصولها لأي نتائج". وشدد على ان "الانتفاضة السلمية مستمرة ولن تتوقف اطلاقاً حتى انهاء الاحتلال". واعتبر البرغوثي ان ما تلاه كلينتون "اعلان وليس اتفاقاً"، موضحاً ان هذه القمة "فشلت في قراءة مطالب الشعب الفلسطيني". وبدا الغضب الشديد على اوجه المتظاهرين الذين هتفوا بدماء الشهداء على "الاستمرار في الكفاح حتى التحرير" واصفين قمة شرم الشيخ ب"الخيانة". وتصدر المظاهرة الاحتجاجية بالاضافة الى البرغوثي وقيادات "فتح" مسؤولون من الجبهتين الشعبية والديموقراطية وحركة "حماس" الذين نزلوا الى الشوارع بصورة عفوية فور سماعهم تفاصيل بنود الاتفاق الذي تم التوصل اليه. وأكد محمود ابو ليلى احد قادة الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ل"الحياة" ان البيان الذي تلاه كلينتون "لا يشكل اساسا لاتفاق جدي ولا يستجيب المطالب التي اصر عليها الشعب الفلسطيني، ولذلك نرى ان طريق الانتفاضة سيتواصل وان جماهير شعبنا ستتمسك بقرارها في مواجهة العدوان الاسرائيلي الى ان تتراجع القوات الاسرائيلية الى حدود ما قبل الرابع من حزيران يونيو من العام 1967". واعرب ابو ليلى عن امله بأن لا تتخذ السلطة الفلسطينية "اي اجراءات للمس بالاجماع الوطني الذي تعزز في الاسابيع الاخيرة والذي يشكل سلاحا بأيدي الفلسطينيين". واوضح ان ما جاء في شرم الشيخ "ليس سوى سراب، ولا ينبغي لأي شخص ان يجري وراء هذا السراب ويترك شعبه من دون سند أو حماية او دعم". أما الشيخ حسن يوسف من قيادات حركة "حماس" فقد اشار الى "ان جميع القوى الوطنية والاسلامية أجمعت على رفض شرم الشيخ والقرارت التي نتجت عنها واتخذت قراراً بالاستمرار في مواجهة الاحتلال". واعتبرت عضو المجلس التشريعي الفلسطيني حنان عشراوي في حديث ل"الحياة" ان القمة "لم تحقق المطلوب منها وهو احداث نقلة نوعية على الارض". وقالت ان المطالبة بالعودة الى ما قبل الثامن والعشرين من شهر ايلول سبتمبر الماضي "تعني استمرار الوضع القائم الذي ادى الى هذه الانتفاضة وابقى اسرائيل دولة عنصرية محتلة عسكرية لم تحاسب على المجزرة الرهيبة التي ارتكبتها بقتلها اكثر من مئة فلسطيني". واضافت ان القمة "لم تسائل اسرائيل ولم تفرض عليها التزامات حقيقية". وقالت: "لا يوجد واقع لكي نعود اليه فالشارع الفلسطيني خلق ديناميكية فرضت رؤيا جديدة ممثلة بالمطلب الفلسطيني بتحرير الاراضي الفلسطينية وخلع الاحتلال". وزادت: "ان هذه التضحية الرهيبة من قبل الشعب الفلسطيني لم تكن للحفاظ على مصالح الولاياتالمتحدة في المنطقة". وفي الوقت الذي كان فيه المؤتمرون في شرم الشيخ يضعون اللمسات الاخيرة على "اعلان كلينتون" اطلق مستوطنون يهود النار باتجاه مجموعة من الفلسطينيين في قرية بيت فوريك القريبة من نابلس بينما كانوا يقطفون الزيتون في اراضيهم فقتلوا فريد موسى نصاصرة 28 عاما وجُرح اربعة آخرون وصفت اصابة اثنين منهم بأنها خطرة. وأكد شهود ان مجموعة من المستوطنين في مستعمرة "الون موريه" القريبة من القرية هاجموا المواطنين وباغتوهم وهم يقطفون الزيتون واصابوا فريد برصاصة في الصدر نقل على اثرها الى المستشفى حيث اعلن عن وفاته هناك. وشيع الاف المواطنين الشهيد الى مثواه الاخير وسط مشاعر هياجة من الغضب الشديد. وفي مدينة رفح في قطاع غزة قصفت القوات الاسرائيلية بصواريخ "لاو" مبنى فلسطينياً. وفجرت القوات الاسرائيلية أيضاً الشارع الرئيسي المؤدي الى مدينة الخليل في جنوبالضفة الغربية الامر الذي حال دون حركة المواطنين من مدينة الخليل واليها. أسلحة كاتمة للصوت وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي قد شرعت باستخدام الاسلحة الكاتمة للصوت استخداماً منهجياً ضد من يراه الجنود الاسرائيليون في الميدان من اكثر المتحمسين بين الشبان. واصيب ثلاثة شبان بالفعل في مواجهات الاثنين الماضي التي استمرت حتى ساعة متقدمة من الليل من بينهم تامر البرغوثي، ابن شقيق مروان البرغوثي، واياس محمود الذي نشرت صحيفة "الايام" صورة له وهو يرفع العلم الفلسطيني قبل اصابته برصاصتين واحدة في الكبد والثانية في اسفل البطن. وافاد احد الجراحين الفلسطينيين الذي استأصل الشظايا التي تفتتت في جسد اياس ان الجنود الاسرائيليين استخدموا في ما يبدو نوعاً جديداً من الرصاص يتفتت داخل الجسد. بهدف احداث تهتك في اعضاء الجسم الداخلية. وما زال الحصار الاسرائيلي المشدد مفروضاً على القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية للاسبوع الثالث على التوالي. وفرضت القوات الاسرائيلية اجراءات اشدّ على القرى الفلسطينية، إذ اغلقت مداخلها بالحجارة الكبيرة في مشهد ذكر بانتفاضة الشعب الفلسطيني الاولى. وفي قطاع غزة، اعلنت القوى والفصائل الوطنية والاسلامية رفضها النتائج التي تمخضت عن قمة شرم الشيخ مصر التي انهت أعمالها أمس. واعتبرت القوى والفصائل أن القمة حققت أهدافها التي رسمتها وخططت لها الادارة الأميركية، المتمثلة في اجهاض الانتفاضة الشعبية المشتعلة في الأراضي الفلسطينية منذ 19 يوماً. ودانت المشاركة الفلسطينية في القمة، مشددة على صحة مواقفها التي اتخذتها قبل بدء أعمالها، ومطالبتها عدم المشاركة فيها. وكان رد الفعل الأبرز على نتائج القمة صدر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وقال مصدر مسؤول في الجبهة في تصريح صحافي ان الجبهة "بدأت تشكيل خلايا عسكرية لمواصلة الكفاح المسلح ضد العدو الصهيوني، انطلاقاً من كل المناطق التي تخضع للسلطة والاحتلال، واينما وجد هذا العدو الغاصب". ودان المصدر في تصريحه الذي سلمه الى "الحياة" مكتوباً "قبول قيادة السلطة تلك النتائج" مؤكداً "اصرارنا على مواصلة الانتفاضة وادامة الاشتباك مع العدو الصهيوني مهما بلغ حجم الهجمات المتوقعة لردع الحركة الجماهيرية والانتفاضة الشعبية". واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية عبدالرحيم ملوح ان ما تم الاتفاق عليه في القمة "سيجد صعوبات جوهرية في التنفيذ على الأرض، بسبب استمرار العدوان الاسرائيلي، واستمرار السياسة الاسرائيلية بالعقلية ذاتها". وشدد ملوح في حديث ل"الحياة": "ان انتفاضة الأقصى وضعت حداً فاصلاً بين مرحلتين، الأولى: اوسلو وما تلاها من اتفاقات، والثانية التي يجب أن تكون أساس تنفيذ قرارات الشرعية الدولية".