تواصل العدوان الاسرائيلي فصولا من القمع والقتل والاذلال، فيما شهدت مدينة نابلس أمس اوسع حملة اجرامية لقوات الاحتلال اوقعت شهيدا من ابنائها وثمانية عشر جريحا على الاقل خلال مواجهات واشتباكات عنيفة اوقعت جريحين في صفوف المحتلين. وقد بدأ العدوان في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية عندما توغلت قوة كبيرة من جيش الاحتلال في حي المخفية القريب من جامعة النجاح حيث شنت عمليات دهم للمنازل والبنايات السكنية تخللها تنكيل بالمواطنين واحتجازهم في العراء. وذكرت مصادر مطلعة في نابلس ل «الرياض» ان قوات الاحتلال احتجزت من ضمن المواطنين شرطيين فلسطينيين وجردتهما من سلاحهما قبل ان تخلي سبيلهما، وقد تصدى لها رجال المقاومة بالاسلحة الرشاشة والعبوات الناسفة، وقد اعترفت سلطات الاحتلال باصابة اثنين من جنودها بجراح طفيفة جراء انفجار عبوة في ناقلة جنود في ساعات الصباح الباكر. وقد تبنت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي هجوما بعبوة ناسفة استهدف آلية لقوات الاحتلال. وقالت سرايا القدس، في بيان لها: أن إحدى مجموعاتها المقاومة تمكنت صباح أمس من تفجير جيب عسكري إسرائيلي وسط مدينة نابلس. واضافت في بيان لها: «إن سرية الشهيد القائد محمد الشيخ خليل تمكنت من تفجير عبوة جانبية تزن 50 كيلو غراماً في جيب إسرائيلي كان يتحصن داخله جنود من الوحدة الخاصة ، ما أدى لإصابة وقتل من بداخله». وأوضح البيان أن عملية تفجير الجيب العسكري مصورة، وسيتم توزيعها في وقت قريب على وسائل الإعلام. وقد اعترفت سلطات الاحتلال بالهجوم والاصابات في صفوف جنودها وقالت انها طفيفة. من جهة اخرى، اعطبت آلية لقوات الاحتلال بسبب انزلاقها على جانب الطريق في شارع سفيان وسط المدينة، فيما زجت باعداد كبيرة من القوات لاخراجها. وفي الوقت ذاته فتح المقاومون النار تجاه هذه القوات دون ان يبلغ عن اصابات في الطرفين. وفي ساعات الصباح واثناء توجه التلاميذ الى مدارسهم اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال التي كانت تعمل على اخراج الآلية المنزلقة، ورشقوها بالحجارة فيما اطلق الجنود الرصاص الحي والمعدني بكثافة تجاههم، ما اسفر عن استشهاد الشاب حسام سهيل جميل صقر 22 عاما جراء اصابته بعيار ناري في الراس. واصيب في المواجهات التي استمرت حتى الظهر 18 اخرون بجراح وصفت جراح ثلاثة منهم بالخطيرة والمتوسطة، خاصة الشاب فادي الشيب الذي اصيب باعيرة في الصدر والذراع. كما اصيب الشابان نشأت دويكات وعلاء احمد عيساوي بأعيرة نارية في الساقين. وقد اصيب البقية بشظايا الرصاص واعيرة معدنية ووصفت اصاباتهم بالطفيفة. وفي سياق العدوان الإسرائيلي، دهمت قوات الاحتلال فجر أمس، بلدة عنبتا شرق طولكرم وشنت حملة دهم للمنازل اعتقلت خلالها خمسة مواطنين بزعم انتمائهم لحركة الجهاد الاسلامي. والمعتقلون هم : الشقيقان أشرف واحمد مروان فقها، والشقيقان مراد وسعادة شريف زيدان، ورامي عبد اللطيف أبو عسل. من جهة أخرى، تواصل قوات الاحتلال إغلاق مدينة طولكرم بالحواجز العسكرية الثابتة والطيارة والسواتر الترابية، وعزلها عن قراها وبلداتها وباقي محافظات الوطن. وفي سلفيت، اعتقلت قوات الاحتلال فجر أمس الدكتور عمر محمد ناصر عبد الرازق أحد مرشحي حركة «حماس» للانتخابات التشريعية، بعد دهم منزله والعبث بمحتوياته. واعتقلت قوات الاحتلال، الشاب وليد حمدان الفروخ من بلدة سعير، شمال شرق المحافظة. وكانت هذه القوات اعتقلت الفتيين فتحي ياسين ابو سرور ومحمود رياض ابو سرور من مخيم عايدة شمال بيت لحم خلال عودتهم من مدرستهما ظهر أول من امس ولم يعرف مصيرهما الا في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية وتبين ان جنود الاحتلال اعتقلوهم على مقربة من الجدار العنصري المقام شمال المدينة. على صعيد اخر، هددت ثلاثة اجنحة عسكرية فلسطينية أمس بتصعيد المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي. وطالبت السلطة الفلسطينية بوقف الاعتقالات في صفوف كوادر حركة الجهاد الاسلامي وكتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح. وجاء في بيان صادر عن كتائب شهداء الأقصى في فلسطين- الجناح العسكري لحركة فتح، وسرايا القدس- الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى- الجناح العسكري للجبهة الشعبية أن مقاتلي هذه الاجنحة تصدوا أمس لقوات الاحتلال والقوات الخاصة التي اقتحمت نابلس في عملية عسكرية واسعة حاولت من خلالها جر المقاومين الى اشتباكات بهدف تسهيل عملية استهدافهم واغتيالهم حسب البيان. ووجهت الاجنحة العسكرية في بيانها رسالتين الاولى لوزير الحرب الاسرائيلي شاؤول موفاز وجاء فيها: « أن المقاومة الفلسطينية تزداد يوما بعد آخر قوة وعملياتنا ومقاومتنا ستستمر ولن تنجح في اغتيال قادتنا.. وجرائمكم المتواصلة سيكون الرد عليها قويا وفي داخل أراضينا المحتلة بإذن الله». ووجهت الرسالة الثانية الى السلطة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، وطالبت فيها الاجنحة بوقف الاعتقال السياسي، وحماية برنامج المقاومة «بدلا من زجها في السجون، والنظر للمقاومين الذين يضحون بأنفسهم من أجل حماية المواطن الفلسطيني، وليس حماية حدود الاحتلال واعتقال المجاهدين لحماية المغتصبين الصهاينة من نيران مجاهدينا» حسب ما جاء في البيان. وفي غزة، استشهد مزارع فلسطيني أمس في قصف بالدبابات الاسرائيلية. وقال مصدر طبي ان «محمد احمد القرا (45 عاما) قتل اثر اصابته في الرأس بشظايا قذيفة دبابة اسرائيلية». واوضح مصدر امني محلي ان القرا استشهد بينما كان في مزرعته قرب خط الهدنة شرق بلدة خان يونس حيث يعمل مزارعا. واشار الى ان الجيش الاسرائيلي «كثف في الايام الاخيرة من عدوانه خصوصا القصف المدفعي على المناطق القريبة من الخط الفاصل في قطاع غزة».